بحث هذه المدونة الإلكترونية

جديد الفيديوز من موقع حكاية كاميليا

جديـــــــــــــد الفيديوز من موقع حكـــــــــــــــــــــــــــاية كـــــــاميليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

الاثنين، 11 أبريل 2011

قنبلة جديدة يفجرها فارس قضية الأخت كامليا الشيخ أبو يحيي محمد مفتاح



تتوالى المفاجأة من ائتلاف دعم المسلمين الجدد لقاء جديد مع الأستاذ أحمد فتحى عبد التواب جار آخر للأخت كامليا شحاته


تتوالى المفاجأة من ائتلاف دعم المسلمين الجدد لقاء جديد مع الأستاذ أحمد فتحى عبد التواب جار آخر للأخت كامليا شحاته

مادلين عصام قريبا ان شاء الله اسال الله لها الثبات


الاعلان عن الوقفة القادمة ان شاء الله


الخميس، 31 مارس 2011

البيان التأسيسي لإئتلاف دعم المسلمين الجدد



بسم الله الرحمن الرحيم

البيان التأسيسي لإئتلاف دعم المسلمين الجدد
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..
أما بعد..
توطئة :
فلا يخفى على متابع للشأن المصري العام، أن قضية الأخوات المسلمات الأسيرات في الكنائس هي إحدى القضايا المهمة التي يُعد علاجها علاجاً حسناً حكيماً خطوة مفصلية نحو إرساء دعائم الأمن والسلام الاجتماعي في مصرنا الحبيبة.
عوامل متعددة تؤثر في هذه القضية، وتداعيات حساسة تثيرها كل خطوة يخطوها أي طرف من أطرافها، وثوابت دينية، واعتبارات قيمية، وتوابع اجتماعية، وحراكات سياسية، تُثار فلا تكاد تهدأ في كل موقف تستدعى فيه هذه القضية.
وإقراراً منا بأهمية القضية وحساسيتها، وإنكاراً منا لكل خطوة لا يراعي فيها أصحابها المصالح الشرعية لهذا الوطن الحبيب، وإيماناً منا بأهمية القرار الجماعي، وحرصاً منا على تغطية جميع جوانب القضية، واعتصاماً بالألفة والجماعة التي دعانا الله إليها فقال : {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}، ونظراً إلى الأمر الشرعي بالشورى {وشاورهم في الأمر}..
نظرًا لهذا كله كان هذا الائتلاف((ائتلاف دعم المسلمين الجدد)) الداعي إلى توحيد الجهود وتضافرها، ولمَّ شتاتها وتكاملها, في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة والغايات المطلوبة تحت راية عمل واحدة تحقق الوحدة، وتحدد الآليات وتبرز الأولويات، وتقطع الطريق على المندسينوتصد الباب في وجه المفسدين.
وقد ضمت هذه اللجنة في هيئتها التأسيسية العليا فريق عمل متكاملًا، جمع بين ثناياهممثلين من العلماء والحقوقيين والناشطين والدعاة، وهذا مسرد بأسمائهم :
1- الشيخ حافظ سلامة (علماء الأقاليم والسويس).
2- الشيخ محمد عبدالمقصود (علماء القاهرة). 
3- الشيخ عبد المنعم الشحات (علماء الاسكندرية) 
4- الشيخ عبد المنعم البري (جبهة علماء الأزهر). 
5- الأستاذ خالد حربي (المرصد الإسلامي). 
6- الأستاذ علي عبدالحميد (منتديات شباب الدعوة). 
7- د.هشام كمال (موقع حكاية كاميليا). 
8- د.حسام أبو البخاري (موقع كامليا شحاته دوت كوم) المنسق العام والمتحدث الإعلامي للإئتلاف.  
9- د.أحمد عارف (الإخوان المسلمون) . 
10-الأستاذ نزار غراب- والأستاذ علاء علم الدين-والأستاذ طارق أبو بكر (المستشارون القانونيون).
11- الشيخ أبو يحيى مفتاح فاضل (الشاهد الرئيسي في قضية الأخت كامليا شحاته زاخر).
بالإضافة إلى لجنة تنفيذية عليا تضم نخبة من المشايخ والإعلاميين والناشطين فى مجال حقوق الإنسان.
أهداف الائتلاف: 
من خلال العمل على إدارة أزمة المسلمين الجدد يهدف الائتلاف إلى:
1- وأد الفتنة وقطع الطريق على مثيري الشغب ومفجري الفتنة الطائفية بفك أسر المسلمين الجدد المعتقلين لدي الكنيسة، وعلى رأسهم الأخوات المسلمات:
الأخت وفاء قسطنطين (أبو المطامير .البحيرة) والأخت ماري عبد الله (زوجة كاهن الزاوية الحمراء) والأخت كامليا شحاته (ديرمواس .المنيا) والأخت د.مريان مكرم (الفيوم) والأخت د.تريزا إبراهيم (الفيوم) والأخت عبير إبراهيم (ملوي .المنيا) والاخ ايليا نبيل عياد(المطرية)
2- محاسبة كل من تورط في خطف أو اعتقال أو تعذيب أي مسلم حديث الإسلام.
3- توفير الحماية القانونية والحقوقية لكل من يريد اعتناق الإسلام.
آليات إدارة الأزمة:
لا شك أنه لابد من بذل كل السبل الشرعية، وطَرق كل الأبواب السلمية والقانونية لإدارة هذه الأزمة، إدارةً تتحقق معها أهداف الائتلاف من خلال تنويع العمل، وتقسيم الجهود وَفق القدرات والاختصاصات، ومن هنا فإن آليات العمل تنتظم في أربعة محاور:
(1) المحور الإعلامي:
أ‌- من خلال إثارة القضية بتركيز وكثافة في شتى وسائل الإعلام، من خلال البرامج الحوارية المرئية على القنوات الفضائية, والصحف الورقية والمواقع الإليكترونية من منتديات ومدونات ومواقع التواصل الاجتماعية" الفيس بوك وتويتر"، وغيرها.
ب-تنظيم المؤتمرات الجماهيرية الحاشدة للتوعية بالقضية وأبعادها الشرعية والاجتماعية والسياسية.
(2) المحور الحقوقي القانوني: 
وهذا منوط بفريق عمل قانوني لمتابعة القضايا المرفوعة للأخوات الأسيرات، وجمع المستندات والوثائق والدلائل والشهود، والاتصال بمنظمات حقوق الإنسان، وكل ما من شأنه تحقيق العدالة القضائية وإعطاء الحرية المنشودة لإخواننا وأخواتنا الأسيرات.
(3) المحور التفاوضي: 
من خلال التواصل الفعال والشفاف مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورئاسة الوزراء، وجميع الهيئات والمؤسسات التي قد تفيد في سبيل تحقيق الغرض المنشود. 
(4) المحور السياسي:
وذلك عبر جميع وسائل الاحتجاج السلمي، وكل المتاح قانوناً من طرائق الضغط على صناع القرار السياسي؛ بترتيب الوقفات والاعتصامات والتظاهرات السلمية، واختيار الوقت المناسب والمكان الملائم لها، والإعلان عنها قبلها بفترة زمنية مناسبة في المواقع الرسمية للائتلاف.
ونحن في هذا المقام نعلن أن قضيتنا قضية أمة تتمثل في تحقيق العدالة والحرية، وامتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: ( فكوا العاني )، وقد أجمع علماء المسلمين على وجوب استنقاذ الأسير وافتدائه عند القدرة, خصوصاً إذا كان هذا الأسير امرأةً ضعيفة لا حول لها ولا قوة، قد تُفتن في دينها، وقد تتعرض لأذى نفسي وجسدي، لا لشيء إلا لاختيارها الحر لعقيدة ارتضتها من غير ضغط ولا إجبار.
كما أننا نشير إلى أننا حريصون أشدَّ الحرص على وأْد الفتنة وسَدِّ أبوابها ومنافذها، ومنْع الفوضويين والمندسين والعبثيين من التسبب في تعقيد الموقف وتصعيده، والدخول في نفق مظلم لا يعلم المخرج منه إلا الله، مُوَازنين دائماً وأبداً بين قضيتنا المشروعة، وبين ما يحتاجه الوطن من استقرار وأمن، داعين (جميع المسلمين والمسيحيين) إلى تحمل مسئولية هذا "الوطن"، لافتين انتباه مثقفي هذا البلد ونخبته أن مخاطبة المطالبين بفكاك الأسرى بالحفاظ على أمن واستقرار البلاد ليس بأَوْلَى من مخاطبة مَن أسَر امرأةً بالغةً راشدةً وحَبَسَها لكي يترك لها حرية اعتناق الدين الذي آمنت به.
وليؤمن الجميع : أن نزع فتيل الأزمة تقع مسؤوليته بالدرجة الأولى على عاتق من احتوى القنبلة بين يديه، لا على من يطالب بنزعها من يده.
هذا وندعو الله عز وجل أن يحفظ بلدنا الحبيبة مصر، وأن يُسَدِّد القائمين على الأمر فيها لما فيه صلاح العباد والبلاد .
والله المستعان وعليه التكلان.
إئتلاف دعم المسلمين الجدد في يوم الاتنين : 16/4/1432 هـ الموافق : 21/3/2011م 
من لديه اى معلومات او قصص مشابهة يرجي  التواصل على الإيميل الاتي:


الائتلاف يفجر قنبلة جديدة لقاء جار الأخت كامليا شحاته زاخر


لم يتم الكشف عن مصيرها منذ احتجازها.. مصدر كنسي: كاميليا شحاتة غادرت إلى الولايات المتحدة منذ خمسة أشهر بعلم مسئولين مقربين من مبارك

كتب حسين البربري (المصريون):   |  31-03-2011 01:17 

زعم مصدر كنسي أن كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس المختفية داخل الكنيسة منذ إلقاتء القبض عليها في أواخر يوليو الماضي سافرت إلى الولايات المتحدة منذ ما يقرب من خمسة أشهر بعلم السلطات المصرية والأمن المصري فى ذلك الوقت.

وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه إن شحاتة سافرت برغبتها بعد جلوس البابا شنودة بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية معها لإبعادها عن التوتر الطائفي الذي حدث بسببها.

وذكر أن البابا اطمئن عليها خلا رحلاته العلاجية بالولايات المتحدة وهي بخير، وأشار أن مسئولين كبار بالدولة هم الذين أسرعوا فى إجراءات سفرها وعلى رأسهم شخصيات مقربة من الرئيس السابق ومسئول أمني كبير.

وأضاف إن الكنيسة أو البابا شنودة لا يمارسا السحر الأسود في للسيطرة على أحد، وقريبا جدا ستظهر كاميليا شحاتة للجميع وستعلن عن نفسها وشخصيتها.

وكانت الكنيسة بثت مقاطع مصورة عشية عيد الفطر في العام الماضي لما قالت إنها كاميليا شحاتة تنفي فيه أن تكون محتجزة داخل الكنيسة على غير إرادتها.

وظهر تسجيل صوتي وآخر مرئي مع شخص يدعى "أبو يحيى مفتاح محمد فاضل" من سكان المنيا يقول فيه إن كاميليا توجهت إليه لطلب مساعدته في إشهار إسلامها وأظهر صورة لها أخذت لإستكمال إجرءات إشهار الإسلام بالأزهر والذي تعطل إستكمال إجراءات الإشهار وتم القبض عليهما من قبل الأمن واعتقاله وتسليم كاميليا إلى الكنيسة.

وانفردت "المصريون" بنشر خطابات بخط يديها تؤكد فيها اسلامها، علاوة علي انفرادها بتفاصيل لقاء جمع بينها وبين البابا شنودة رفضت فيه صلواته لإثناءها علي إسلامها، ومنذ ذلك الوقت لم تتسرب أي أنباء عن مصيرها داخل الكنيسة حيث يتم احتجازها. 

وكانت محكمة القضاء الإداري قررت أمس الأول برئاسة المستشار كمال لمعي نائب رئيس مجلس الدولة بتأجيل الدعوى المقامة من المحامون نزار غراب وجمال تاج وطارق أبو بكر ضد الرئيس السابق والتي يطالبون فيها البابا شنودة بإظهار كاميليا شحاتة إلى جلسة 19 أبريل القادم.

وقال الشيخ أبو يحيى، الشاهد الأول على إسلام كاميليا في أعقاب الإعلان عن التأجيل، إن الموقف الآن أقوى من قبل وإن هناك عددًا من الشهود والأوراق الرسمية من داخل الأزهر تثبت إسلام زوجة كاهن دير مواس وإن التأجيل تم بناءً على هذا بحيث يتم إدراج هذه المستجدات داخل ملف القضية.

وأعرب أبو يحيى عن تفاؤله بالحكم لصالح إخراج كاميليا من الكنيسة، وقال إن القضية في طورها الأخير وإن ما لديهم من أدلة كفيل بحسمها لصالح كاميليا شحاتة وأخواتها المحتجزات داخل الكنيسة.
 

الأربعاء، 30 مارس 2011

تطور مذهل في قضية كاميليا .. موظفو الأزهر تقدموا رسمياً ببلاغ رسمي لنيابة.

في تطور مذهل لقضية كاميليا شحاتة والتي كشف عنها فريق الدفاع اليوم أثناء نظر قضية كاميليا شحاتة أمام مجلس الدولة ، قالوا أن الموظفين المختصين بإجراءات الإشهار بالأزهر الشريف تقدموا ببلاغ رسمي أمام النيابة العامة في قسم شرطة قصر النيل ، وأن فريق الدفاع طلب التأجيل خصيصاً حتى يتسنى له الاطلاع على هذا البلاغ وتقديمه كمستند رسمي وقوي جدا أمام هيئة المحكمة ..

الثلاثاء، 29 مارس 2011

قريبا على المرصد الإسلامي قصة الأخت ميرنا عادل حنا أسكندر


فيديو .. تأجيل قضية كاميليا شحاتة لجلسة 19 أبريل ووقفة أكثر من رائعة أمام




نتهت منذ قليل جلسة قضية كاميليا شحاتة أمام القضاء الإداري بمجلس الدولة ، انتهت القضية بتأجيل الجلسة ليوم 19 أبريل القادم ، وشهدت المحكمة وقفة أمام مجلس الدولة من السلفيين والناشطين المعنيين بملف المسلمات الأسيرات في سجون شنودة ، وكانت الوقفة أكثر من رائعة من حيث التنظيم والإعداد والأداء والهتافات التي قيلت والشعارات التي تم رفعها والتي طالبت أغلبها الدكتور عصام شرف بالوفاء بوعده الذي قطعه على نفسه بتحرير كاميليا شحاتة من سجون شنودة ، وتعتبر هذه الوقفة المثالية هي أقوى رد على وسائل الإعلام الطائفية التي صورت وقفة السلفيين أمام مجلس الدولة أنها وقفة لإرهابيين سوف يقوموا بترويع الآمنيين ، وسوف يقوموا بالتعرض للفتيات غير المحجبات وغيرها من الاشاعات التي تم إطلاقها حتى يتم التعرض لهذه الوقفة من قبل الجيش وهذا الذي لم يحدث ، بل أن الذي حدث هو تواجد إعلامي مكثف من جميع الفضائيات ومراسلين لعشرات الصحف وهو ما أعطى بعد جديد إعلامي لقضية كاميليا شحاتة ومكسب آخر تحقق في هذا الملف .



التغطية الأعلامية لوقفة قضية الأخت كاميليا شحاته والرد على الشبهات المثارة الأسلاميين فى الأعلام‎

بحمد الله تعالى قامت قناة الحكمة الفضائية 

بطاقم من فريق العمل الخاص بالقناة على رأسهم 
الدكتور وسام عبد الوراث بالتغطية الأعلامية 
لقضية أختنا كاميليا شحاته 
أمام مجلس قضايا الدولة اليوم 29 مارس 2011 
بعد أن قام الشباب الأسلامي بترديد شعارات راقية مطالبين بعودة أختنا كاميليا شحاته 
التى قام أمن الدولة بتسليمها للدير وتم احتجازها فيه 
وقام الدكتور وسام عبد الوراث باستضافة رجال الأمن والمرور المتواجدين أمام مقر محكمة قضايا الدولة بالدقى ونف من جانبهم الشائعات التى يقوم بها بعض وسائل الأعلام بأن السلفيين يقومون بتصرفات همجية أو تعطيل المرور أو اى شىء من هذا القبيل وأشادو بموقف المنظمين للوقفة ولقاء مع أخونا الشيخ أبو يحيى حفظه الله وبعض الأخوة المنظمين 


للمشاهدة المباشرة عبر اليوتيوب 

http://www.youtube.com/watch?v=6mhNS19wuZc

للتحميل بجودة عالية 

http://www.archive.org/download/ACD1__AAQ-2/kamelu.avi

جودة mp4

http://www.archive.org/download/ACD1__AAQ-2/kamelu_512kb.mp4

رابط الموضوع الأصلى 
http://alhekmah.tv/forum/showthread.php?p=74429

أنشروها فى كل مكان لعل وسائل الأعلام المهاجمة تتوقف 
والله المستعان 

السبت، 12 فبراير 2011

ما نسيناكم

أحباب ديني
الاسيرات المسلمات 
مريان
تريزا
كاميليا
وغيرهن الكثير

ما نسيناكن


اللهم فرج كربهن وفك اسرهن

واهد كل ضال
وانتقم من كل ظالم

الأربعاء، 19 يناير 2011

تأجيل دعوى إطلاق سراح الأسيرة كاميليا شحاتة إلى 8 مارس




حكاية كاميليا

2011-01-18 20:00
قررت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة اليوم، الدائرة الأولى أفراد، تأجيل الدعوى القضائية، المقامة من 3 محامين ضد رئيس الجمهورية، ومدير مكتب صحيفة "الجريدة" الكويتية، والذين طالبوا فيها المدعي عليه الأول بإلزام "بطريك الأقباط الأرثوذكس" بإطلاق سراح كاميليا شحاتة، زوجه كاهن المنيا، إلي جلسة 8 مارس المقبل للاطلاع.

وقال طارق أبو بكر، ونزار غراب، وجمال تاج، المحامين، في دعواهم إنه ُصدر قرار إداري سلبي غير مشروع من بطريك الأقباط الأرثوذكس باحتجاز كاميليا شحاتة زاخر لديهم، مما يعمل على تفتيت الوحدة الوطنية، باعتبار أن القوانين المصرية تجرم احتجاز المواطنين دون نظر إلى اعتبار ديني، وحيث إن رئيس الجمهورية هو الذي يعين رئيس البطريركية بقرار جمهوري منه، فبالتالي فهو المسئول عن أعمال تابعية وقراراته الإدارية غير المشروعة.




الاثنين، 17 يناير 2011

مسلمو جنوب السودان.. قولوا لا


موقع المسلم
مسلمو جنوب السودان قولوا لاتعودنا ألا يمنح حق تقرير المصير إلا للأقليات غير المسلمة في بلاد المسلمين، وأن تبقى الأقليات المسلمة في العالم في حالة من الاضطهاد أو الضغط أو التهميش في أبسط حال. أما حق تقرير مصير الشعوب أو مجموعات عرقية ذات جذور إسلامية فيتعذر تطبيقه أو تفعيله في أي مكان في العالم، وفي الأولى فإن هذا الحق متوجب الحصول عليه عبر حزمة من الضغوط والإجراءات التي لا نهاية لها.

هذه حكاية الجنوب السوداني الذي يجمع قادة السودان على أنه ليس لهم من الأمر شيء بعد أن تكالبت كل القوى الغربية عليهم ودعمت جيرانهم لحد السماح لجنرال "إسرائيلي" بإدارة الحرب الجنوبية ضدهم من عنتيبي، العاصمة الأوغندية، حتى اضطر النظام السوداني إلى المناورة التي قادته في النهاية إلى التسليم لرغبات صهيونية وجدت طريقها للتطبيق الفعلي في غياب من التماسك العربي والإسلامي.

وسواء أكان النظام قد انسحب من المعركة مضطرًّا أم شارك على نحو ما في تفكيك بلاده عبر سلسلة من الأخطاء غير المحسوبة؛ فإن ما يعنينا الآن -إضافة إلى جملة من التداعيات الاستراتيجية الخطيرة فيما يخص أمن واستقرار السودان والمنطقة برمتها- هو حال الأقلية المسلمة في الجنوب السوداني التي غدتْ الآن بلا نصير، تلك الأقلية التي لا تحددها إحصائية دقيقة بنسبة معينة، لكنها بلا شك أكبر من أن يغيب ذكرها أو الحديث عن مصيرها في غمرة الحديث السياسي المجرد.

ما بين 25 - 45% تقول الإحصاءات الرسمية وغيرها إنهم يشكلون نسبة المسلمين إلى تعداد السكان في الجنوب السوداني، الذي يمثل بدوره خمس عدد سكان الجنوب الذي تبلغ مساحته ربع مساحة السودان كله، وهو رقم يلامس على الأقل مليوني مسلم جنوبي قد أضحوا يعيشون الآن في ظل نظام يتهيأ إلى المزيد من تهميشهم وإخضاعهم لحكمٍ إن لم يكن علمانيًّا بحتًا؛ فسيكون خاضعًا لأفكار الوثنيين الذين يمثلون غالبية سكان الجنوب.

المخاوف تتجاوز بكثير مسألة عدم تطبيق الشريعة في الجنوب السوداني، وهي مسلَّمة معلوم أنها ستحدث في دولة الجنوب المنتظرة، وتصل إلى حد احتمالات التضييق على الشعائر الدينية والفروض الإسلامية الرئيسة.

وما كان منتظرًا أن تجسد فيه هذه الفترة التي تسبق الاستفتاء حياة "متسامحة" وتشجيعًا على تصويت المسلمين ذاتهم مع الانفصال من قبل القوى المتنفذة في الجنوب، لم تكن كذلك، بل حتى نية التصويت ضد قطع أوصال السودان بات سرًّا لا يستطيع المسلمون وحتى غير المسلمين البوح به قبل أيام بل ساعات من الاستفتاء، بما يؤكد أن هذا الجو المشحون ضد كل ما يتعلق بالشمال، إسلامًا وهوية وعربية قد غدا أمرًا غير مرغوب به من حكام الجنوب الجدد، الذين لم يوفروا وقتًا للحديث عن علاقة ستعزز مع الكيان الصهيوني تمارس الضغط على المسلمين العرب من الجنوب، مثلما هي قد فعلت في إريتريا من قريب و"إسرائيل" من قبل.

إننا نتخوف على مصير المسلمين كثيرًا في الجنوب السوداني، يشاطرنا في الهم بل يسبقنا علماء الأمة الذين أفتوا بحرمة التصويت للانفصال في الجنوب، ورابطة علماء السودان الذين أكدوا من قبل على بطلان مبدأ الاستفتاء نفسه، وندعو كل مسلم هناك ألاَّ يفعل مهما لوّح الموالون للكيان الصهيوني بجزراتهم لأهل الجنوب، وأن يكون أكثر إيجابية في قول "لا"، مهما كان الحديث عن تزوير محتمل قد تلجأ إليه الجبهة الشعبية النافذة في الجنوب والقوى الغربية المحركة.

دروس من جنوب السودان


محمد سليمان الزواوي
ما هي القوة الأكبر والسلاح الأعتى الذي يستطيع أن يشطر دولة إلى نصفين؟ إنه الفشل.

إن ما حدث في جنوب السودان هو نتاج سياسات فاشلة لأكثر من خمسين عامًا للدولة السودانية بحكامها المتعاقبين، الذين فرطوا في الحفاظ على الجنوب، الذي كان بالنسبة لهم آنذاك بمثابة الأحراش والمستنقعات التي تأوي مجموعة كبيرة من الأفارقة أصحاب الديانات الوثنية، لذا لم تمتد إليهم يد التعمير أو التحديث، وظلوا كمًّا مهملاً حتى ظهر النفط في الجنوب، فبدأ الجميع في التنبه والحرص على ذلك "الجزء الأصيل" من التراب السوداني.

تلك السياسات الفاشلة تشترك فيها منظومة العمل العربي بكامله، وهذا هو الثمن الذي تدفعه الشعوب عندما تفرط في حقها في مساءلة حكامها وفي تفريطها في الرقابة على السياسات الخارجية والداخلية لبلدانها، وهذا هو الثمن الذي تدفعه الشعوب عندما تقايض الأمن والسلام بحقوقها وكرامتها، فهذا الفشل في إدارة الدولة السودانية أدى إلى تربص وطمع العديد من الأطراف الخارجية بالسودان، بدءًا من الكيان الصهيوني ومرورًا بالولايات المتحدة، وانتهاءً بمنظمات التنصير العالمية التي تواجدت بشكل مكثف في تلك البقعة الاستراتيجية والهامة من الوطن العربي، والتي إن لم يكن قد اكتشف فيها النفط واليورانيوم قديمًا، فإنها تتلامس مع مناطق منابع النيل، ويمثل البوابة الجنوبية الحقيقية للوطن العربي ككل.

ولكن حتى الآن تبدو الدول العربية بكاملها راضية مطمئنة: فلم نر تحركات جدية من منظومة العمل العربي أو حتى من الدولة المصرية التي من المفترض أنها من أكثر المتضررين من انفصال الجنوب، فلم نر سوى بضع زيارات من مسئولين مصريين إلى الجنوب وكأن القضية لا تعني مصر وأن الانفصال حتى إن تم لن يشكل أزمة للقاهرة التي تتعرض إلى تهديد مباشر على أمنها المائي، ولكن التحركات حتى الآن لا توحي بأن هناك أزمة، فلم نر سوى بطولة كروية لدول حوض النيل تستضيفها مصر بعد أن فقدت قوتها الناعمة في العمق الإفريقي ولم يعد لها دلال وحضور في القارة السمراء؛ كما أن الدول العربية هي الأخرى يبدو أنها لا تزال تطمأن نفسها بأنها سوف تعقد شراكات مع الشطرين السودانيين، وأنها سوف تستمر في استئجار الأراضي من أجل زراعتها، وأن الجنوب ليس بالضرورة سيكون معاديًا، وكل المؤشرات الرسمية لا توحي بأن هناك مشكلة تذكر على الحدود الجنوبية للإقليم العربي.

ولكن يبدو أن جموع الجنوبيين لهم رأي آخر؛ فهناك حماسة غير مسبوقة على التصويت في الجنوب ومن الجنوبيين في شتى أنحاء العالم، الذين يريدون أن ينفصلوا بكل قواهم عن الشمال، والأخطر هو تلك الحماسة التي يبدونها في فصمهم عن المنظومة العربية، والإسلامية بالأخص، وكانت رؤاهم تنحصر في أنهم لا يشتركون مع الشمال في شيء؛ لا لغة ولا دين ولا عرق، وأنهم لا يريدون أن تطبق عليهم الشريعة فمعظمهم غير مسلمين، ويريدون أن يمزقوا كل الأوصال التي تربطهم بالشمال، بالرغم من بعض الأخبار التي تريد طمأنة العرب بأنهم ربما يقيمون اتحادًا كونفيدراليًا مع الشمال، ولكن كل ذلك ليس سوى أوهام يريد العرب أن يطمأنوا بها انفسهم ويقنعوا ذاتهم بأنهم لم يفرطوا وأنه "لم يحدث شيء يذكر".

وحالة "فيكتوريا نصر الدين" هي حالة تجسد شكل جنوب السودان الجديد، فتلك فتاة استضافتها إحدى القنوات الفضائية، وكانت ترتدي في عنقها صليبًا ذهبيًا كبيرًا، ويبدو من اسمها أنها كانت من أصول مسلمة، ولكن لم تر أياد تمتد إليها بالرعاية سوى أياد المنصرين في الجنوب، حتى إنها لا تتحدث العربية، وهي حالة مجسدة لشكل الجنوب الذي لن يكون بحال من الأحوال صديقًا للإقليم العربي، بعكس ما يريد المسئولون العرب أن يقنعونا به، فنذر المشكلات تتجمع فعليًا في الأفق بسبب تلك الدولة الوليدة.

ففي مقال له في النيويورك تايمز، أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن أمانيه بأن تتم عملية التصويت بأمان، ووعد وتوعد، وعد أولئك المساهمين في نجاح الاستفتاء برفع أسمائهم من قائمة الإرهاب، وأنهم سوف يتمتعون بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة، في حين توعد بأن من يعمل على إفشال الاستفتاء أو يثير العنف سوف تصب عليه الولايات المتحدة جام غضبها. ولكن الأخطر في خطاب أوباما هو قضية دارفور؛ حيث أكد أوباما أن قضية دارفور لن تنسى، وأن الولايات المتحدة سوف تعمل على إحلال السلام هناك، وأنه لن يتم السماح بالاعتداء على السكان المدنيين هناك، كما أكد أن أولئك الذين ارتكبوا جرائم حرب أو تطهير عرقي سوف تنالهم يد العدالة الأمريكية.

وتصريحات أوباما تعلن صراحة أن الولايات المتحدة قد أنهت ملف الجنوب بهذا الاستفتاء في حال نجاحه وتحقيق الانفصال، وأن القضية التالية سوف تصبح قضية دارفور، والتي سوف تكون "جارة" لأمريكا في تلك الحالة بعدما تسيطر المنظمات التنصيرية بصورة رسمية على الجنوب، وتجلب الولايات المتحدة مؤسساتها وشركاتها العالمية من أجل التنقيب والإعمار وشق الطرق وعمل البنية التحتية والسيطرة على منابع النفط وشق أنابيب جديدة تتخطى الشمال ببدائل أخرى سواء في ميناء مومباسا الكيني أو غيره، وعندها سوف تكون الولايات المتحدة من أصحاب المصالح في الجنوب، وصاحبة حق أصيل، ودارفور سوف تكون قضية إقليمية بالنسبة لها.

كما لا يزال هناك فتيل قابل للاشتعال بين الشطرين، وهو قضية أبيي ومشكلات النفط والرعي وترسيم الحدود وكذلك الجنسية لتلك القبائل المشتركة في الشطرين، كما أن هناك مسألة أخرى هامة وهي وضعية الشماليين في الجنوب والجنوبيين في الشمال، وكلها مشكلات تنذر بتفجر الأوضاع في أي وقت حتى إذا مر الاستفتاء بسلام، كما أن قضية الجنوب تلك في حال نجاحها وازدهار شعبها سوف تمثل سابقة في المنطقة العربية ونموذجًا يحتذى لقوى الانفصال في الداخل العربي، بدءًا من كردستان ومرورًا بمصر وانتهاء بالصومال والمغرب العربي وغيرها من البلدان التي لها أجندات غير عربية أو غير إسلامية.

لا يجب أن نضع رؤوسنا في الرمال، فما حدث في السودان هو بالأساس بسبب عدم قدرة الشعوب العربية على تشكيل مصائرها أو أن يكون لها يد في صنع القرار، وفشلها في مساءلة حكامها أو في وضع أسس الحكم الرشيد الذي يفصل بين السلطات والذي يستغل كل موارد الدول من أجل المصلحة العامة للشعوب، مما أسفر عن فشل على مستوى الأقطار وعلى مستوى الإقليم العربي ككل، والذي تتشابه ظروفه من محيطه إلى خليجه، مما نتج في النهاية عن عدم وجود نظام إقليمي قادر على نزع فتيل الأزمات من داخله أو على حدوده، وبات مهددًا بالتقسيم والشرذمة، وبات مطمعًا لكل القوى الاستعمارية حتى الأضعف منها، وباتت خطوط الأمن العربي تتمحور حول كيانات داخلية وأقاليم متقطعة ومتحاربة، في حين أن الدول والكيانات الكبرى أمنها يبدأ من على بعد مسافات شاسعة من حدودها مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا وغيرها من البلدان والأقاليم الهامة في العالم.

كما فشل الإقليم العربي ككل أيضًا في أن يشيد أي منظومة اقتصادية أو سياسية أو تجارية ناجحة بين أطرافه تربط مواطنيه بمصالح مشتركة وبأمن إقليمي، بل إن خطوط التواصل بين الدول اقتصرت على مشروعات مثل خطوط أنابيب تصدير الغاز المصري إلى "إسرائيل"، وهو مشروع استراتيجي إقليمي يهدف إلى تعزيز السلام والأمن والشراكة بين الطرفين، وللمفارقة هو بين أقوى غريمين في المنطقة على مستوى الشعوب وعلى مستوى الصراع الاستراتيجي يهدف إلى جسر الهوة بين الشعوب العربية و"إسرائيل"، وهو شاهد جديد على فشل المنظومة العربية ككل وعلى أن الأجندات تفرض عليها من الخارج بسبب عدم وجود غطاء إقليمي يتحرك ككيان واحد له مصالح وتهديدات مشتركة.

إن انفصال الجنوب سيمثل شهادة فشل أخرى للمنظومة العربية ككل، وللمنظومة القطرية لكل دولة على حدة، وليس مستغربًا أن نجد مشكلات جمة تواجه الدول العربية في شمال إفريقيا، بدءًا من مصر ومرورًا بتونس والجزائر، وكلها تشهد قلاقل واضطرابات كنتيجة مباشرة لسوء إدارة الدول، فملف انتقال السلطة في مصر يجعلها لا تنظر للنيران المشتعلة في الكثير من الملفات الطائفية والاقتصادية والأمنية، والأمر لا يختلف كثيرًا في تونس والجزائر التي تندلع فيها المظاهرات؛ حيث إن الاهتمام الأكبر لا يزال بأمن النظام وليس بأمن المواطن، الأمن بمفهومه العام والخاص والمتمثل في الرعاية الصحية والحالة الاقتصادية وتوفير الحاجات الأساسية من مسكن وملبس وتعليم وغيرها من الضرورات الأساسية للحياة، إلى جانب الأمن الإقليمي والغطاء الجامع لكل تلك الشعوب التي يجمعها كل شيء، ولكن أي شيء يمكن أن يفرق بينها حتى لو كان مباراة كرة قدم، بسبب هشاشة منظومة الحكم في كل تلك البلدان وهشاشة الغطاء الإقليمي الجامع.

إن مشكلة السودان وانفصال الجنوب لا تتجزأ عن المشكلة الأكبر التي تواجهها المنطقة العربية، والتي تعد من أكثر مناطق العالم تراجعًا في الحريات وفي نزاهة الانتخابات أو الحكم الرشيد، والسودان حتى في ظل تطبيقه للشريعة فشل في أن يقيم العدل بين مواطنيه بين الشمال والجنوب مما ساهم في تشرذم ولاءات المواطنين، فالقوة الناعمة للشريعة الإسلامية تتمثل في أنها تقدم غطاء متكاملاً للمسلمين، وعدلاً وإنصافًا لغير المسلمين الذين يقيمون في دولة الإسلام، وهذا ما كان يدخل غير المسلمين في الإسلام أفواجًا في كل البلدان التي فتحها المسلمون الأوائل، وهو ما أفرز لنا في النهاية عالمًا إسلاميًا مترامي الأطراف، إلا أن فشل المسلمين في التمسك بالتعاليم الإسلام جعل تلك الأطراف مشدودة وقابلة للبتر وغير مرتبطة بالمركز سواء داخل الدول أو على المستوى الإقليمي.

قد يظن الكثيرون أن انفصال الجنوب هو نهاية لمشهد مأساوي حزين استطاع المنصرون والصهاينة أن يبتروه عن العالم الإسلامي، ولكن الكابوس الأكبر هو أن انفصال الجنوب ليس نهاية المشهد، ولكنه فقط البداية

السبت، 15 يناير 2011

قصة إسلام طبيب أمريكي


قصة إسلام طبيب أمريكي

القيادة حزن أعمق وتصرف أهدأ


0-صفر-1432هـ   15-يناير-2011      عدد الزوار: 934
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد مر الوسط السلفي في الآونة الأخيرة بحالة من اللوم والعتاب المتصاعد مِن الشباب السلفي لشيوخهم مطالبين إياهم بدرجة أعلى من درجات التعاطي مع الأحداث، لا سيما قضية مقتل "سيد بلال" -رحمه الله وأنزله منازل الشهداء-.
وفي الواقع إن هذه الظاهرة هي جزء من الواقع السلفي، وهي في كثير من الأحيان علامة صحة لا علامة مرض؛ ذلك لأن السلفية تتميز بفضل الله -تعالى- مِن بين الاتجاهات الإسلامية وغيرها بدرجة عالية مِن الحرص على تعليم اتباع الدليل، وطريقة فهمه، وطريقة تطبيقه بطريقة تجعل الشباب السلفي أكثر حرية في إبداء رأيه داخل البيت السلفي أكثر مما يُتاح حتى لشباب الليبراليين داخل البيت الليبرالي رغم أصولية هذه وتحرر تلك!
وفي الواقع: إن شيوخ السلفية يكونون في غاية الشعور بالسعادة والرضا إذا وجدوا الأتباع وقد تشربوا المنهج أصولاً وفروعًا نظريةً وتطبيقًا.
فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لعبد الله بن مسعود عن القرآن: (إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي(متفق عليه)، وكذلك قال ممتحنًا لأُبي -رضي الله عنه-: (أَتَدْرِى أَىُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟)، فلما هداه الله إلى الإجابة الصحيحة وهي آية الكرسي؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ(رواه مسلم).
وكما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لابنه عبد الله بن عمر: "لئن كنت قلتها كان أحب إلى من حمر النعم" في الإشارة إلى سؤال سأله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه، وعرفه ابن عمر -رضي الله عنهما-، وتحرج أن يتكلم به خجلاً، ثم أسر لأبيه أنه كان قد وقع في نفسه الإجابة.
ونفس الأمر تكرر من عمر -رضي الله عنه- مع تلميذه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عندما أراد أن يبرز نبوغه أمام سائر أصحابه؛ ليبرر لهم استحقاقه أن يكون واحدًا من مجلس شورى عمر -رضي الله عنه-.
كما أن تفاعل الإخوة مع الأحداث دليل على حياة القلوب، وتفاعلها مع قضايا الأمة العامة، ومع قضايا إخوانهم الخاصة، حتى إن لم يعرفوا أشخاصهم وأعيانهم.
لكن هذه الايجابيات العظيمة احتف بها كثير من السلبيات التي نربأ بإخواننا عنها؛ ومنها:
1- عدم إدراك الفرق بين القضايا الشرعية التي نلتزم فيها بيان الحكم بالدليل، وبيان القضايا الواقعة التي تقتضي الضرورة في كثير من الأحيان اقتصار مناقشتها على عدد محدود من الناس: وكما تقدم في الشواهد السابقة اقتصار عمر -رضي الله عنه- في مشورته على مجموعة اقتضى إلحاق عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- بهم إلى أن يظهر عمر -رضي الله عنه- نبوغه لهؤلاء، وهذا ما تقضيه طبائع الأمور.
2- عدم إدراك بعض الإخوة الفرق بين النصيحة وإساءة الظن: وهذا -بحمد الله- لم يحدث إلا من قلة معظمهم ممن لا يوافقون الدعوة في اختياراتها الدعوية أصلاً.
3- ولكن الذي حدث من كثير مِن إخواننا هو إطلاق العنان لعواطفهم، وهي عواطف مَن لم يجدها فليتهم قلبه بالقسوة وإيمانه بالنقص أو الانعدام، ولكن القضية ليست في العاطفة؛ ولكن في ضبطها.
وكم ضرب لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المثل في ذلك وهو الذي صُدم بعمه حمزة -رضي الله عنه- وقد قُتِل، ومُثِل بجثته، ومع ذلك كتم أحزانه؛ ليتولى مهام التوجيه والإصلاح ومعالجة أثر الهزيمة.
وضرب المثل في هذا حينما قََِبِل أن يكتب صلح الحديبية باسم "محمد بن عبد الله" بدلاً من "محمد رسول الله"؛ لإمضاء الصلح وما فيه من مصالح.
وهو الذي قال لأصحابه غير ما مرة ناهيًا لهم عن قتل منافق ظهر نفاقه: (لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ(متفق عليه).
وهو الذي صبر في حادثة الإفك حتى أنزل الله براءة عائشة -رضي الله عنها-، وصبر بعدها، وقَبِل توبة من تاب.
وهذا الصِّديق الأعظم صاحب ثاني اثنين إذ هما في الغار الذي لا يشك عاقل في أنه كان أعظم الخلق مصابا بوفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكنه ثبت في وقت أخذت الدهشة الجميع بما في ذلك تاليه في الفضل الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ولاشك أن مما أعانه على ذلك بالإضافة إلى قوة إيمانه عظم شعوره بالمسئولية عن التي هيأه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لها حينما عهد إليه بأمر الصلاة في مرضه -صلى الله عليه وسلم-.
كما اجتمع صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لاختيار الخليفة قبل دفنه -صلى الله عليه وسلم- رغم الألم الذي اعتصرهم شعورا منهم بمسئوليتهم أمام الأمة.
4- ومن المواقف التي سبق بيانها يتضح أن القيادة تعنى تغليب العقل على العاطفة؛ ومن هنا جعل الله القوامة في الأسرة للرجل لكون الرجال كجنس أكثر قدرة على ضبط العواطف من النساء، ولو جعل الطلاق بيد النساء مثلا لتم استنفاذ مراته من معظم النساء في زمن قياسي.
ومن نافلة القول أن نشير أن ارتفاع نسبة الطلاق في زماننا تعطى مؤشرا على أن شباب هذه الأيام لا يتسم بالعقلانية المطلوبة منه كرجل، حيث يرى كثير منهم أن الرجولة هي اتخاذ الموقف الأكثر شدة فيبادر تجاه كل خطأ من الزوجة بالطلاق، ثم بعد أن يسبق السيف العزل يتذكر أن لها محاسنا وأن خطأها ليس خطا ثابتا أو أن بينهما أولاد تستدعي مصلحتهم إمساك أمهم  لو مع بعض العوج.
وهذه الرجولة المتسرعة لا تليق بالرجل العاقل إلا أن ضررها مع خطره يظل ضررا قاصرا في نطاق الأسرة بينما لا يصلح هذا في قيادة الكيانات والطوائف لا سيما في وقت الأزمات.
وقد وجه الله موسى وهارون -عليهما السلام-: (أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً(يونس:87) كنوع من التضامن واجتناب الأزمات في زمن ارتفاع موجات الطغيان.
وفي آخر الزمان يأمر الله عيسى -عليه السلام-: (فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ(رواه مسلم).
إذن فالإنسان عموما يحتاج إلى تبصر مواضع أقدامه قبل أن يطلق لعاطفته العنان، وتزداد أهمية هذا الأمر متى كان الإنسان مسئول عن غيره ابتداء من رب الأسرة و تتصاعد الأهمية كلما اتسعت مساحة المسئولية.
كما أن صعوبة اتخاذ القرارات تزداد كلما ازدادت مساحة الاشتباك، وقلت البدائل المطروحة.
5- ويتأكد هذا الأمر في الجماعات الاختيارية التكوين التي غالبا ما تكون القيادة فيها هي الأعلم والأكثر خبرة ودراية كما في حال الاتجاهات الفكرية والدعوية بل إن مساحة الاطلاع على العوامل التي تؤثر في اتخاذ القرار تكون أكبر بكثير عند القيادة.
6- وهذا الأمر لا يعنى مطلقا سلب حق النصح والإرشاد من الأتباع، ولكن لا بد فيه من تقدير الظروف والملابسات ومراعاة حسن الظن وعدم افتراض افتراضات وهمية، وقد يناسب في كثير من الأحيان ترك الأمور إلى أن ينجلي الغبار فربما تكشفت الأيام عن إجابات لكثير من الأسئلة أو عن إثبات صدق أو خطأ نظرة، وحينئذ يكون تقدير المواقف وإعادة الحسابات نافعًا ومفيدًا. خصوصا مع اتفاق الكبار على نفس النظرة والموقف.
7- والخطر الشديد في ممارسة ضغط داخلي يضاف إلى قائمة الضغوط الخارجية فيقع من ابتلى بهذا الأمر بين اختيارين أحلاهما مر؛ فإما أن يسمع ما لا يسره من إخوانه بل من تلامذته، وإما أن يقدم على ما يتيقن أن ضرره أكبر من نفعه.
وقد استجاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لضغط شباب الصحابة الذين أشاروا عليه بالخروج خارج المدينة في غزوة أحد، ولكن الصحابة الكرام سرعان ما أدركوا أنهم بالغوا في بيان وجهة نظرهم إلى الدرجة التي تعتبر ضغطا غير مناسب، وحاولوا تدارك الأمر بسرعة، ولكن منع النبي -صلى الله عليه وسلم- من الاستجابة أنه كان قد لبس لأمة الحرب قال لهم: (ما كان لنبي لبس لأمة الحرب لقومه أن يرجع حتى يقضى الله بينه وبينهم) وقد كانت غزوة أحد من أولها إلى آخرها أمورا قدر الله وقوعها كدروس للأمة ومنها هذا الدرس البليغ.
8- ومما ينبغي أن يلتفت إليه الناصح أن يدرك أولا موازين المصالح والمفاسد لدى المنصوح فمن الناس من يرى أن إحداث تقدم ولو طفيف في باب الحريات ولو حساب القبول بالمساومات العقدية نصرا عظيما مؤزرا بينما ترى الدعوة أنها في مجال المناهج لابد من رفع شعار (والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره أو أهلك فيه ما تركته).
فكثير من الناصحين يقارن بين مختلفين ويطالب بالجمع بين سلوك المعارض السياسي الذي لا يريد من الناس إلا أصواتهم وسلوك الداعي الذي يريد لصوته أن يصل إلى مسامع الناس وقلوبهم: (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ(المؤمنون:32).
9- ومن أخطر الإنحرافات في هذا الباب أن يغفل البعض فروقا جوهرية، وكم كان الشيخ "ناصر العمر" موفقا عندما استضافه أحد المنتديات الإسلامية ليجيب على أسئلة أعضائه فقال: "لفت نظري أن كثير من الأسئلة شددت على وجوب الوضوح والشفافية والجرأة و.. و .. قال في حين أن السائل متخفي وراء معرف الكتروني ولا يختلف من يختفي وراء معرف الكتروني عمن يختفي في مكان جغرافي بعيد عن مسرح الأحداث ثم ينصح بما لم يكن يفعله يوم إن كان فيها" ورغم ترحيبنا الشديد بالتوجهات السلفية للأستاذ وجدي غنيم مع حبنا له -حفظه الله- في كلامه الأخير إلا أن بعض آرائه الأخيرة فيها قدر من الحدة لا تناسب من يمشى على قدمه بين الناس -بغض النظر عن شرعية الكلام ابتداء والمشكلة أنه يستنكر على دعاة مصر إخوانا وسلفيين عدم الكلام بنفس لغته.
وهو أمر يقع فيه أيضا بعض طلبة العلم المصريين.
الخلاصة إخواننا الأحباء:
رفقا بشيوخنا لا سيما مع تلاحق الأحداث آراؤكم محل اعتبار سواء التي تستقبلها مواقعكم أو بأي وسيلة أخرى ولكن الحروب الضروسة التي تنفق عليها الملايين وتنعق بها الفضائيات وتدور بمدادها المطابع لا بد فيها من حسن إدارة الأزمة والهدف الأساسي هو الحفاظ على النقاء المنهجي وعدم التنازل عنه قيد أنملة وتسليم المنهج للأجيال لقديم سلفيا خالصا.
وهذا لا بد فيه من الصبر ولابد معه من التسامي على الأحزان.
إخواننا الأفاضل كونوا مفاتيحا للخير مغاليقا للشر.
نسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن اللهم آمين

كليات التصور والعمل في الوقت الراهن الشيخ النقيب


الخميس، 6 يناير 2011

تفجير الكنيسة وتفجير المسَلَّمات


أ. د ناصر العمر
موقع المسلم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد، فقد تناقلت وكالات الأنباء خبر تفجير كنيسة الإسكندرية، ويشرع في هذا المقام بيان الحكم الشرعي من قبل أهل العلم ولاسيما من سئل من المفتين وتمكن من تصور المسألة على وجهها الصحيح فيتأكد الجواب في حقه وهذا من فروض الكفايات إذا قام به بعض علماء الأمة سقط عن الباقين.

وقد بين أهل العلم في هذه البلاد وغيرها في أكثر من مناسبة أنهم يجرمون التفجيرات في بلدان المسلمين غير المحتلة بعساكر الكفار الذين لا يختلف في كفرهم وجواز قتلهم، كاليهود في فلسطين مع وجوب مراعاة الشروط اللازمة في ذلك حتى لا يكون من قتل النفس بدون حق أو يترتب على ذلك مفاسد أعظم من المصلحة المراد تحقيقها وليس هذا مكان بيان وتفصيل هذا الأمر وإنما يرجع إليه في مظانه كما بين العلماء أما التفجير في بلاد المسلمين فهو محرم لأنه ينال معاهدين أو مستأمنين أو من لهم شبهة عهد أو أمان بل قد علم من الواقع أنها تنال بعض المسلمين أيضاً، وكل هؤلاء لهم ما يعصم دماءهم، ولا يجوز أن تستباح الدماء بالشبه، بل الشبهة توجب عصمة الدم حتى في الحدود، ولا يصح عند أهل العلم قياس التعدي على الدماء المعصومة لمن ذكروا بمسألة التترس (إذ لا خوف استئصال ولا مصلحة عظيمة كفتح دار الكفر هنا ولا ما يقارب ذلك مما نص عليه العلماء في مسألة التترس) بل المفاسد المترتبة على هذه الأعمال أكبر، وهذا مقرر عند سواد طلاب العلم وأهل الدعوة في هذه البلاد ناهيك عن علمائها، قديماً وحديثاً.

مع أنه حتى هذه الساعة لم يتحقق هل الذي قام بتلك التفجيرات بمصر مسلمون أم غير مسلمين؟

وهل من قاموا بها إن كانوا من المسلمين قاموا بها لشبهات دينية أو ثارات وإحن شخصية؟

وهل من الممكن أن تكون هذه التفجيرات بمباشرة أو دفع أو دعم لوجستي من قبل استخبارات دول أخرى كالموساد أو غيرها من أجل إثارة الفتن بين المسلمين وغيرهم؟ كل ذلك ممكن فلا نستبق التحقيقات ولا نرمي بريئاً بالظنة.

وبهذه المناسبة نحذر شباب المسلمين من التسرع في الحكم على هذه النوازل قبل الرجوع إلى علمائهم الراسخين التزاماً بقوله تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً).

 لكن مما يسترعي الانتباه في زخم الحدث وضوضائه طائفة من المنافقين والعلمانيين، تعودت استثمار الفتن، فاستغلت تلك الضوضاء للمتاجرة بقضية الكنيسة ودماء الأقباط! بل والقيام بتفجيرات أخرى لا تقل خطورة عن تفجير الكنيسة، بل هي أخطر! إذ قاموا بمحاولات لتفجير المسلمات الشرعية، وزعزعة العقيدة الإسلامية! في انتهازية أيدلوجية لا دليل شرعي أو منطق عقلي صحيح يؤيدها.

ومن المعروف عن تلك العصابة من المنافقين والعلمانيين أنها (وسواسة خناسة) إذا فجر مسجد للمسلمين من قبل اليهود أو الوثنيين أو الصليبيين، خنسوا وبدؤوا في الهمس والوسوسة والدعوة للتهدئة وضبط النفس، فدماء المسلمين لا تساوي عندهم  شيئاً، وربما اعتذروا للصليبي الغازي أو الهندوسي المعتدي أو اليهودي المجرم، وحملوا المسؤولية المصلين بمن فيهم الأطفال الصغار والشيوخ الكبار، أما إذا فجرت كنيسة فينتفشون ويرفعون صراخهم ويحملون المسؤولية كافة الإرهابيين والصحويين (زعموا)، وربما  اتهموا كل المتدينين في المجتمع بل قد يجرمون التدين في الأمة وقد فعل هذا بعضهم قبل أن تُظهِر نتائج التحقيقات شيئاً!

وكعادتهم حاول بعض الحمقى النيل من المناهج الشرعية، وآخر من الخطب والخطباء، وثالث اتهم الوعي الإسلامي في المجتمع، ولم يكتف حتى زعم أن "التخلّف هو واقع اجتماعي إسلامي يجب أن يقتلع"! إلى غير هذا من دعاوى العريضة الكاذبة التي يرددونها لهدم التدين في الأمة والسبب المساعد على بث هذا الزعم تصرفات حفنة لا يدرى من هي وما انتماؤها ومن دعمها في تفجير الكنيسة! أما الأصل الدافع لتبني تلك الدعوى فليس حادث التفجير في حد ذاته بل هم لا يفرقون بين من يقوم بالتفجيرات المحرمة وبين من يرى الجهاد الصحيح المنضبط بالشروط الشرعية، فأي جبل يناطح هؤلاء المهزومون؟! أيحق لعاقل إن كان يهرف بما يعرف أن يصم الإسلام في بلداننا بالتخلف، لقيام شرذمة لا تمثل سواد المسلمين بتبني التفجيرات ضد من عصم دمه وماله، بينما يعظم هؤلاء المنافقون بكل غباء حضارة دول قد دنس بعض موظفيها الرسميين بل بعض كبار مسؤوليها مساجد المسلمين وديارهم وانتهكوا حرماتهم! أم أن هذا هو سرَّ تقدمهم الحضاري عنده؟!

فهذه طائفة، وطائفة أخرى قبل أن ينجلي غبار الحدث عن مرتكبيه طفقوا في محاولات خاسرة لتفجير بعض (مسلمات الشريعة)، ولا سيما فيما يتعلق بالولاء والبراء، حتى قال قائلهم: موتاهم في النار وموتى الكنيسة في الجنة مع الشهداء والأبرار! فانظر كيف يتحول اللبراليون والمنافقون إلى تكفيريين كبار يعلنون التكفير ويحكمون بالخلود في النار على صفحات الجرائد الرسمية دون بينة أو دليل، ثم يرمون الدعاة والناصحين بالتكفير! وفي مقابل تكفيرهم هذا! يبالغون في تولي إخوانهم من أهل الكتاب وإظهار أخوتهم لهم، وتقديم التعازي وصناعة المراثي والمطالبة بكفالة ما لم يفكروا يوماً من الدهر بالمطالبة بكفالته للمسلمين المضطهدين في بلدانهم المحتلة أو الأصلية! ولم يبق لهم إلاّ إظهار اللطم وشق الجيوب والمطالبة بإقالة الحكام ورد الحق المسلوب، ( ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا ًأبداً وإن قوتلتم لننصرنكم).

وأخيراً.. قد لا نعجب من انتفاضة البابا في روما لأبناء ملته، ومطالبته الحكومة المصرية بحماية أتباع مذهبه، ولكني أعجب من سكون كثير من المسلمين –ولاسيما أهل الفضل- وبرودهم تجاه قضاياهم،  كما أعجب من جرأة بعض المنافقين والعلمانيين وأشباههم الذين فاقت انتفاضتهم انتفاضة البابا لأبناء شريعته، فذاك لم يتجرأ على استغلال الحدث من أجل الطعن على التدين في المجتمع، ولا على الدين الإسلامي، أما هؤلاء فقد فعلوا! مع أننا نعلم من سلبيتهم تجاه الحوادث التي تنزل بالمسلمين ومساجدهم أن الدافع لهم هنا غير إنساني خلافاً لما يدعون! وإني لأخشى أن يجيء اليوم الذي ينتهزون فيه تصرفات بعض الغلاة في الدعوة إلى نبذ المصلين وترك الصلاة لأن الغلاة يصلون! وهم الآن حول هذا يحومون ويدندنون، فإذا رأيتموهم فاعلموا أنهم الذين سمى الله فاحذروهم (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)!

نسأل الله السلامة والعافية، وأن يحفظ بلاد المسلمين من عبث العابثين وتفجيرات الغالين والجافين، وأن يوفق ولاة أمور المسلمين لتحقيق الأمن الشرعي ليتحقق الأمن الشامل الذي أرشد الله إلى سبيله في محكم التنزيل بقوله سبحانه: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين