بحث هذه المدونة الإلكترونية

جديد الفيديوز من موقع حكاية كاميليا

جديـــــــــــــد الفيديوز من موقع حكـــــــــــــــــــــــــــاية كـــــــاميليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

الأربعاء، 19 يناير 2011

تأجيل دعوى إطلاق سراح الأسيرة كاميليا شحاتة إلى 8 مارس




حكاية كاميليا

2011-01-18 20:00
قررت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة اليوم، الدائرة الأولى أفراد، تأجيل الدعوى القضائية، المقامة من 3 محامين ضد رئيس الجمهورية، ومدير مكتب صحيفة "الجريدة" الكويتية، والذين طالبوا فيها المدعي عليه الأول بإلزام "بطريك الأقباط الأرثوذكس" بإطلاق سراح كاميليا شحاتة، زوجه كاهن المنيا، إلي جلسة 8 مارس المقبل للاطلاع.

وقال طارق أبو بكر، ونزار غراب، وجمال تاج، المحامين، في دعواهم إنه ُصدر قرار إداري سلبي غير مشروع من بطريك الأقباط الأرثوذكس باحتجاز كاميليا شحاتة زاخر لديهم، مما يعمل على تفتيت الوحدة الوطنية، باعتبار أن القوانين المصرية تجرم احتجاز المواطنين دون نظر إلى اعتبار ديني، وحيث إن رئيس الجمهورية هو الذي يعين رئيس البطريركية بقرار جمهوري منه، فبالتالي فهو المسئول عن أعمال تابعية وقراراته الإدارية غير المشروعة.




الاثنين، 17 يناير 2011

مسلمو جنوب السودان.. قولوا لا


موقع المسلم
مسلمو جنوب السودان قولوا لاتعودنا ألا يمنح حق تقرير المصير إلا للأقليات غير المسلمة في بلاد المسلمين، وأن تبقى الأقليات المسلمة في العالم في حالة من الاضطهاد أو الضغط أو التهميش في أبسط حال. أما حق تقرير مصير الشعوب أو مجموعات عرقية ذات جذور إسلامية فيتعذر تطبيقه أو تفعيله في أي مكان في العالم، وفي الأولى فإن هذا الحق متوجب الحصول عليه عبر حزمة من الضغوط والإجراءات التي لا نهاية لها.

هذه حكاية الجنوب السوداني الذي يجمع قادة السودان على أنه ليس لهم من الأمر شيء بعد أن تكالبت كل القوى الغربية عليهم ودعمت جيرانهم لحد السماح لجنرال "إسرائيلي" بإدارة الحرب الجنوبية ضدهم من عنتيبي، العاصمة الأوغندية، حتى اضطر النظام السوداني إلى المناورة التي قادته في النهاية إلى التسليم لرغبات صهيونية وجدت طريقها للتطبيق الفعلي في غياب من التماسك العربي والإسلامي.

وسواء أكان النظام قد انسحب من المعركة مضطرًّا أم شارك على نحو ما في تفكيك بلاده عبر سلسلة من الأخطاء غير المحسوبة؛ فإن ما يعنينا الآن -إضافة إلى جملة من التداعيات الاستراتيجية الخطيرة فيما يخص أمن واستقرار السودان والمنطقة برمتها- هو حال الأقلية المسلمة في الجنوب السوداني التي غدتْ الآن بلا نصير، تلك الأقلية التي لا تحددها إحصائية دقيقة بنسبة معينة، لكنها بلا شك أكبر من أن يغيب ذكرها أو الحديث عن مصيرها في غمرة الحديث السياسي المجرد.

ما بين 25 - 45% تقول الإحصاءات الرسمية وغيرها إنهم يشكلون نسبة المسلمين إلى تعداد السكان في الجنوب السوداني، الذي يمثل بدوره خمس عدد سكان الجنوب الذي تبلغ مساحته ربع مساحة السودان كله، وهو رقم يلامس على الأقل مليوني مسلم جنوبي قد أضحوا يعيشون الآن في ظل نظام يتهيأ إلى المزيد من تهميشهم وإخضاعهم لحكمٍ إن لم يكن علمانيًّا بحتًا؛ فسيكون خاضعًا لأفكار الوثنيين الذين يمثلون غالبية سكان الجنوب.

المخاوف تتجاوز بكثير مسألة عدم تطبيق الشريعة في الجنوب السوداني، وهي مسلَّمة معلوم أنها ستحدث في دولة الجنوب المنتظرة، وتصل إلى حد احتمالات التضييق على الشعائر الدينية والفروض الإسلامية الرئيسة.

وما كان منتظرًا أن تجسد فيه هذه الفترة التي تسبق الاستفتاء حياة "متسامحة" وتشجيعًا على تصويت المسلمين ذاتهم مع الانفصال من قبل القوى المتنفذة في الجنوب، لم تكن كذلك، بل حتى نية التصويت ضد قطع أوصال السودان بات سرًّا لا يستطيع المسلمون وحتى غير المسلمين البوح به قبل أيام بل ساعات من الاستفتاء، بما يؤكد أن هذا الجو المشحون ضد كل ما يتعلق بالشمال، إسلامًا وهوية وعربية قد غدا أمرًا غير مرغوب به من حكام الجنوب الجدد، الذين لم يوفروا وقتًا للحديث عن علاقة ستعزز مع الكيان الصهيوني تمارس الضغط على المسلمين العرب من الجنوب، مثلما هي قد فعلت في إريتريا من قريب و"إسرائيل" من قبل.

إننا نتخوف على مصير المسلمين كثيرًا في الجنوب السوداني، يشاطرنا في الهم بل يسبقنا علماء الأمة الذين أفتوا بحرمة التصويت للانفصال في الجنوب، ورابطة علماء السودان الذين أكدوا من قبل على بطلان مبدأ الاستفتاء نفسه، وندعو كل مسلم هناك ألاَّ يفعل مهما لوّح الموالون للكيان الصهيوني بجزراتهم لأهل الجنوب، وأن يكون أكثر إيجابية في قول "لا"، مهما كان الحديث عن تزوير محتمل قد تلجأ إليه الجبهة الشعبية النافذة في الجنوب والقوى الغربية المحركة.

دروس من جنوب السودان


محمد سليمان الزواوي
ما هي القوة الأكبر والسلاح الأعتى الذي يستطيع أن يشطر دولة إلى نصفين؟ إنه الفشل.

إن ما حدث في جنوب السودان هو نتاج سياسات فاشلة لأكثر من خمسين عامًا للدولة السودانية بحكامها المتعاقبين، الذين فرطوا في الحفاظ على الجنوب، الذي كان بالنسبة لهم آنذاك بمثابة الأحراش والمستنقعات التي تأوي مجموعة كبيرة من الأفارقة أصحاب الديانات الوثنية، لذا لم تمتد إليهم يد التعمير أو التحديث، وظلوا كمًّا مهملاً حتى ظهر النفط في الجنوب، فبدأ الجميع في التنبه والحرص على ذلك "الجزء الأصيل" من التراب السوداني.

تلك السياسات الفاشلة تشترك فيها منظومة العمل العربي بكامله، وهذا هو الثمن الذي تدفعه الشعوب عندما تفرط في حقها في مساءلة حكامها وفي تفريطها في الرقابة على السياسات الخارجية والداخلية لبلدانها، وهذا هو الثمن الذي تدفعه الشعوب عندما تقايض الأمن والسلام بحقوقها وكرامتها، فهذا الفشل في إدارة الدولة السودانية أدى إلى تربص وطمع العديد من الأطراف الخارجية بالسودان، بدءًا من الكيان الصهيوني ومرورًا بالولايات المتحدة، وانتهاءً بمنظمات التنصير العالمية التي تواجدت بشكل مكثف في تلك البقعة الاستراتيجية والهامة من الوطن العربي، والتي إن لم يكن قد اكتشف فيها النفط واليورانيوم قديمًا، فإنها تتلامس مع مناطق منابع النيل، ويمثل البوابة الجنوبية الحقيقية للوطن العربي ككل.

ولكن حتى الآن تبدو الدول العربية بكاملها راضية مطمئنة: فلم نر تحركات جدية من منظومة العمل العربي أو حتى من الدولة المصرية التي من المفترض أنها من أكثر المتضررين من انفصال الجنوب، فلم نر سوى بضع زيارات من مسئولين مصريين إلى الجنوب وكأن القضية لا تعني مصر وأن الانفصال حتى إن تم لن يشكل أزمة للقاهرة التي تتعرض إلى تهديد مباشر على أمنها المائي، ولكن التحركات حتى الآن لا توحي بأن هناك أزمة، فلم نر سوى بطولة كروية لدول حوض النيل تستضيفها مصر بعد أن فقدت قوتها الناعمة في العمق الإفريقي ولم يعد لها دلال وحضور في القارة السمراء؛ كما أن الدول العربية هي الأخرى يبدو أنها لا تزال تطمأن نفسها بأنها سوف تعقد شراكات مع الشطرين السودانيين، وأنها سوف تستمر في استئجار الأراضي من أجل زراعتها، وأن الجنوب ليس بالضرورة سيكون معاديًا، وكل المؤشرات الرسمية لا توحي بأن هناك مشكلة تذكر على الحدود الجنوبية للإقليم العربي.

ولكن يبدو أن جموع الجنوبيين لهم رأي آخر؛ فهناك حماسة غير مسبوقة على التصويت في الجنوب ومن الجنوبيين في شتى أنحاء العالم، الذين يريدون أن ينفصلوا بكل قواهم عن الشمال، والأخطر هو تلك الحماسة التي يبدونها في فصمهم عن المنظومة العربية، والإسلامية بالأخص، وكانت رؤاهم تنحصر في أنهم لا يشتركون مع الشمال في شيء؛ لا لغة ولا دين ولا عرق، وأنهم لا يريدون أن تطبق عليهم الشريعة فمعظمهم غير مسلمين، ويريدون أن يمزقوا كل الأوصال التي تربطهم بالشمال، بالرغم من بعض الأخبار التي تريد طمأنة العرب بأنهم ربما يقيمون اتحادًا كونفيدراليًا مع الشمال، ولكن كل ذلك ليس سوى أوهام يريد العرب أن يطمأنوا بها انفسهم ويقنعوا ذاتهم بأنهم لم يفرطوا وأنه "لم يحدث شيء يذكر".

وحالة "فيكتوريا نصر الدين" هي حالة تجسد شكل جنوب السودان الجديد، فتلك فتاة استضافتها إحدى القنوات الفضائية، وكانت ترتدي في عنقها صليبًا ذهبيًا كبيرًا، ويبدو من اسمها أنها كانت من أصول مسلمة، ولكن لم تر أياد تمتد إليها بالرعاية سوى أياد المنصرين في الجنوب، حتى إنها لا تتحدث العربية، وهي حالة مجسدة لشكل الجنوب الذي لن يكون بحال من الأحوال صديقًا للإقليم العربي، بعكس ما يريد المسئولون العرب أن يقنعونا به، فنذر المشكلات تتجمع فعليًا في الأفق بسبب تلك الدولة الوليدة.

ففي مقال له في النيويورك تايمز، أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن أمانيه بأن تتم عملية التصويت بأمان، ووعد وتوعد، وعد أولئك المساهمين في نجاح الاستفتاء برفع أسمائهم من قائمة الإرهاب، وأنهم سوف يتمتعون بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة، في حين توعد بأن من يعمل على إفشال الاستفتاء أو يثير العنف سوف تصب عليه الولايات المتحدة جام غضبها. ولكن الأخطر في خطاب أوباما هو قضية دارفور؛ حيث أكد أوباما أن قضية دارفور لن تنسى، وأن الولايات المتحدة سوف تعمل على إحلال السلام هناك، وأنه لن يتم السماح بالاعتداء على السكان المدنيين هناك، كما أكد أن أولئك الذين ارتكبوا جرائم حرب أو تطهير عرقي سوف تنالهم يد العدالة الأمريكية.

وتصريحات أوباما تعلن صراحة أن الولايات المتحدة قد أنهت ملف الجنوب بهذا الاستفتاء في حال نجاحه وتحقيق الانفصال، وأن القضية التالية سوف تصبح قضية دارفور، والتي سوف تكون "جارة" لأمريكا في تلك الحالة بعدما تسيطر المنظمات التنصيرية بصورة رسمية على الجنوب، وتجلب الولايات المتحدة مؤسساتها وشركاتها العالمية من أجل التنقيب والإعمار وشق الطرق وعمل البنية التحتية والسيطرة على منابع النفط وشق أنابيب جديدة تتخطى الشمال ببدائل أخرى سواء في ميناء مومباسا الكيني أو غيره، وعندها سوف تكون الولايات المتحدة من أصحاب المصالح في الجنوب، وصاحبة حق أصيل، ودارفور سوف تكون قضية إقليمية بالنسبة لها.

كما لا يزال هناك فتيل قابل للاشتعال بين الشطرين، وهو قضية أبيي ومشكلات النفط والرعي وترسيم الحدود وكذلك الجنسية لتلك القبائل المشتركة في الشطرين، كما أن هناك مسألة أخرى هامة وهي وضعية الشماليين في الجنوب والجنوبيين في الشمال، وكلها مشكلات تنذر بتفجر الأوضاع في أي وقت حتى إذا مر الاستفتاء بسلام، كما أن قضية الجنوب تلك في حال نجاحها وازدهار شعبها سوف تمثل سابقة في المنطقة العربية ونموذجًا يحتذى لقوى الانفصال في الداخل العربي، بدءًا من كردستان ومرورًا بمصر وانتهاء بالصومال والمغرب العربي وغيرها من البلدان التي لها أجندات غير عربية أو غير إسلامية.

لا يجب أن نضع رؤوسنا في الرمال، فما حدث في السودان هو بالأساس بسبب عدم قدرة الشعوب العربية على تشكيل مصائرها أو أن يكون لها يد في صنع القرار، وفشلها في مساءلة حكامها أو في وضع أسس الحكم الرشيد الذي يفصل بين السلطات والذي يستغل كل موارد الدول من أجل المصلحة العامة للشعوب، مما أسفر عن فشل على مستوى الأقطار وعلى مستوى الإقليم العربي ككل، والذي تتشابه ظروفه من محيطه إلى خليجه، مما نتج في النهاية عن عدم وجود نظام إقليمي قادر على نزع فتيل الأزمات من داخله أو على حدوده، وبات مهددًا بالتقسيم والشرذمة، وبات مطمعًا لكل القوى الاستعمارية حتى الأضعف منها، وباتت خطوط الأمن العربي تتمحور حول كيانات داخلية وأقاليم متقطعة ومتحاربة، في حين أن الدول والكيانات الكبرى أمنها يبدأ من على بعد مسافات شاسعة من حدودها مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا وغيرها من البلدان والأقاليم الهامة في العالم.

كما فشل الإقليم العربي ككل أيضًا في أن يشيد أي منظومة اقتصادية أو سياسية أو تجارية ناجحة بين أطرافه تربط مواطنيه بمصالح مشتركة وبأمن إقليمي، بل إن خطوط التواصل بين الدول اقتصرت على مشروعات مثل خطوط أنابيب تصدير الغاز المصري إلى "إسرائيل"، وهو مشروع استراتيجي إقليمي يهدف إلى تعزيز السلام والأمن والشراكة بين الطرفين، وللمفارقة هو بين أقوى غريمين في المنطقة على مستوى الشعوب وعلى مستوى الصراع الاستراتيجي يهدف إلى جسر الهوة بين الشعوب العربية و"إسرائيل"، وهو شاهد جديد على فشل المنظومة العربية ككل وعلى أن الأجندات تفرض عليها من الخارج بسبب عدم وجود غطاء إقليمي يتحرك ككيان واحد له مصالح وتهديدات مشتركة.

إن انفصال الجنوب سيمثل شهادة فشل أخرى للمنظومة العربية ككل، وللمنظومة القطرية لكل دولة على حدة، وليس مستغربًا أن نجد مشكلات جمة تواجه الدول العربية في شمال إفريقيا، بدءًا من مصر ومرورًا بتونس والجزائر، وكلها تشهد قلاقل واضطرابات كنتيجة مباشرة لسوء إدارة الدول، فملف انتقال السلطة في مصر يجعلها لا تنظر للنيران المشتعلة في الكثير من الملفات الطائفية والاقتصادية والأمنية، والأمر لا يختلف كثيرًا في تونس والجزائر التي تندلع فيها المظاهرات؛ حيث إن الاهتمام الأكبر لا يزال بأمن النظام وليس بأمن المواطن، الأمن بمفهومه العام والخاص والمتمثل في الرعاية الصحية والحالة الاقتصادية وتوفير الحاجات الأساسية من مسكن وملبس وتعليم وغيرها من الضرورات الأساسية للحياة، إلى جانب الأمن الإقليمي والغطاء الجامع لكل تلك الشعوب التي يجمعها كل شيء، ولكن أي شيء يمكن أن يفرق بينها حتى لو كان مباراة كرة قدم، بسبب هشاشة منظومة الحكم في كل تلك البلدان وهشاشة الغطاء الإقليمي الجامع.

إن مشكلة السودان وانفصال الجنوب لا تتجزأ عن المشكلة الأكبر التي تواجهها المنطقة العربية، والتي تعد من أكثر مناطق العالم تراجعًا في الحريات وفي نزاهة الانتخابات أو الحكم الرشيد، والسودان حتى في ظل تطبيقه للشريعة فشل في أن يقيم العدل بين مواطنيه بين الشمال والجنوب مما ساهم في تشرذم ولاءات المواطنين، فالقوة الناعمة للشريعة الإسلامية تتمثل في أنها تقدم غطاء متكاملاً للمسلمين، وعدلاً وإنصافًا لغير المسلمين الذين يقيمون في دولة الإسلام، وهذا ما كان يدخل غير المسلمين في الإسلام أفواجًا في كل البلدان التي فتحها المسلمون الأوائل، وهو ما أفرز لنا في النهاية عالمًا إسلاميًا مترامي الأطراف، إلا أن فشل المسلمين في التمسك بالتعاليم الإسلام جعل تلك الأطراف مشدودة وقابلة للبتر وغير مرتبطة بالمركز سواء داخل الدول أو على المستوى الإقليمي.

قد يظن الكثيرون أن انفصال الجنوب هو نهاية لمشهد مأساوي حزين استطاع المنصرون والصهاينة أن يبتروه عن العالم الإسلامي، ولكن الكابوس الأكبر هو أن انفصال الجنوب ليس نهاية المشهد، ولكنه فقط البداية

السبت، 15 يناير 2011

قصة إسلام طبيب أمريكي


قصة إسلام طبيب أمريكي

القيادة حزن أعمق وتصرف أهدأ


0-صفر-1432هـ   15-يناير-2011      عدد الزوار: 934
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد مر الوسط السلفي في الآونة الأخيرة بحالة من اللوم والعتاب المتصاعد مِن الشباب السلفي لشيوخهم مطالبين إياهم بدرجة أعلى من درجات التعاطي مع الأحداث، لا سيما قضية مقتل "سيد بلال" -رحمه الله وأنزله منازل الشهداء-.
وفي الواقع إن هذه الظاهرة هي جزء من الواقع السلفي، وهي في كثير من الأحيان علامة صحة لا علامة مرض؛ ذلك لأن السلفية تتميز بفضل الله -تعالى- مِن بين الاتجاهات الإسلامية وغيرها بدرجة عالية مِن الحرص على تعليم اتباع الدليل، وطريقة فهمه، وطريقة تطبيقه بطريقة تجعل الشباب السلفي أكثر حرية في إبداء رأيه داخل البيت السلفي أكثر مما يُتاح حتى لشباب الليبراليين داخل البيت الليبرالي رغم أصولية هذه وتحرر تلك!
وفي الواقع: إن شيوخ السلفية يكونون في غاية الشعور بالسعادة والرضا إذا وجدوا الأتباع وقد تشربوا المنهج أصولاً وفروعًا نظريةً وتطبيقًا.
فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لعبد الله بن مسعود عن القرآن: (إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي(متفق عليه)، وكذلك قال ممتحنًا لأُبي -رضي الله عنه-: (أَتَدْرِى أَىُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟)، فلما هداه الله إلى الإجابة الصحيحة وهي آية الكرسي؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ(رواه مسلم).
وكما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لابنه عبد الله بن عمر: "لئن كنت قلتها كان أحب إلى من حمر النعم" في الإشارة إلى سؤال سأله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه، وعرفه ابن عمر -رضي الله عنهما-، وتحرج أن يتكلم به خجلاً، ثم أسر لأبيه أنه كان قد وقع في نفسه الإجابة.
ونفس الأمر تكرر من عمر -رضي الله عنه- مع تلميذه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عندما أراد أن يبرز نبوغه أمام سائر أصحابه؛ ليبرر لهم استحقاقه أن يكون واحدًا من مجلس شورى عمر -رضي الله عنه-.
كما أن تفاعل الإخوة مع الأحداث دليل على حياة القلوب، وتفاعلها مع قضايا الأمة العامة، ومع قضايا إخوانهم الخاصة، حتى إن لم يعرفوا أشخاصهم وأعيانهم.
لكن هذه الايجابيات العظيمة احتف بها كثير من السلبيات التي نربأ بإخواننا عنها؛ ومنها:
1- عدم إدراك الفرق بين القضايا الشرعية التي نلتزم فيها بيان الحكم بالدليل، وبيان القضايا الواقعة التي تقتضي الضرورة في كثير من الأحيان اقتصار مناقشتها على عدد محدود من الناس: وكما تقدم في الشواهد السابقة اقتصار عمر -رضي الله عنه- في مشورته على مجموعة اقتضى إلحاق عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- بهم إلى أن يظهر عمر -رضي الله عنه- نبوغه لهؤلاء، وهذا ما تقضيه طبائع الأمور.
2- عدم إدراك بعض الإخوة الفرق بين النصيحة وإساءة الظن: وهذا -بحمد الله- لم يحدث إلا من قلة معظمهم ممن لا يوافقون الدعوة في اختياراتها الدعوية أصلاً.
3- ولكن الذي حدث من كثير مِن إخواننا هو إطلاق العنان لعواطفهم، وهي عواطف مَن لم يجدها فليتهم قلبه بالقسوة وإيمانه بالنقص أو الانعدام، ولكن القضية ليست في العاطفة؛ ولكن في ضبطها.
وكم ضرب لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المثل في ذلك وهو الذي صُدم بعمه حمزة -رضي الله عنه- وقد قُتِل، ومُثِل بجثته، ومع ذلك كتم أحزانه؛ ليتولى مهام التوجيه والإصلاح ومعالجة أثر الهزيمة.
وضرب المثل في هذا حينما قََِبِل أن يكتب صلح الحديبية باسم "محمد بن عبد الله" بدلاً من "محمد رسول الله"؛ لإمضاء الصلح وما فيه من مصالح.
وهو الذي قال لأصحابه غير ما مرة ناهيًا لهم عن قتل منافق ظهر نفاقه: (لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ(متفق عليه).
وهو الذي صبر في حادثة الإفك حتى أنزل الله براءة عائشة -رضي الله عنها-، وصبر بعدها، وقَبِل توبة من تاب.
وهذا الصِّديق الأعظم صاحب ثاني اثنين إذ هما في الغار الذي لا يشك عاقل في أنه كان أعظم الخلق مصابا بوفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكنه ثبت في وقت أخذت الدهشة الجميع بما في ذلك تاليه في الفضل الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ولاشك أن مما أعانه على ذلك بالإضافة إلى قوة إيمانه عظم شعوره بالمسئولية عن التي هيأه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لها حينما عهد إليه بأمر الصلاة في مرضه -صلى الله عليه وسلم-.
كما اجتمع صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لاختيار الخليفة قبل دفنه -صلى الله عليه وسلم- رغم الألم الذي اعتصرهم شعورا منهم بمسئوليتهم أمام الأمة.
4- ومن المواقف التي سبق بيانها يتضح أن القيادة تعنى تغليب العقل على العاطفة؛ ومن هنا جعل الله القوامة في الأسرة للرجل لكون الرجال كجنس أكثر قدرة على ضبط العواطف من النساء، ولو جعل الطلاق بيد النساء مثلا لتم استنفاذ مراته من معظم النساء في زمن قياسي.
ومن نافلة القول أن نشير أن ارتفاع نسبة الطلاق في زماننا تعطى مؤشرا على أن شباب هذه الأيام لا يتسم بالعقلانية المطلوبة منه كرجل، حيث يرى كثير منهم أن الرجولة هي اتخاذ الموقف الأكثر شدة فيبادر تجاه كل خطأ من الزوجة بالطلاق، ثم بعد أن يسبق السيف العزل يتذكر أن لها محاسنا وأن خطأها ليس خطا ثابتا أو أن بينهما أولاد تستدعي مصلحتهم إمساك أمهم  لو مع بعض العوج.
وهذه الرجولة المتسرعة لا تليق بالرجل العاقل إلا أن ضررها مع خطره يظل ضررا قاصرا في نطاق الأسرة بينما لا يصلح هذا في قيادة الكيانات والطوائف لا سيما في وقت الأزمات.
وقد وجه الله موسى وهارون -عليهما السلام-: (أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً(يونس:87) كنوع من التضامن واجتناب الأزمات في زمن ارتفاع موجات الطغيان.
وفي آخر الزمان يأمر الله عيسى -عليه السلام-: (فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ(رواه مسلم).
إذن فالإنسان عموما يحتاج إلى تبصر مواضع أقدامه قبل أن يطلق لعاطفته العنان، وتزداد أهمية هذا الأمر متى كان الإنسان مسئول عن غيره ابتداء من رب الأسرة و تتصاعد الأهمية كلما اتسعت مساحة المسئولية.
كما أن صعوبة اتخاذ القرارات تزداد كلما ازدادت مساحة الاشتباك، وقلت البدائل المطروحة.
5- ويتأكد هذا الأمر في الجماعات الاختيارية التكوين التي غالبا ما تكون القيادة فيها هي الأعلم والأكثر خبرة ودراية كما في حال الاتجاهات الفكرية والدعوية بل إن مساحة الاطلاع على العوامل التي تؤثر في اتخاذ القرار تكون أكبر بكثير عند القيادة.
6- وهذا الأمر لا يعنى مطلقا سلب حق النصح والإرشاد من الأتباع، ولكن لا بد فيه من تقدير الظروف والملابسات ومراعاة حسن الظن وعدم افتراض افتراضات وهمية، وقد يناسب في كثير من الأحيان ترك الأمور إلى أن ينجلي الغبار فربما تكشفت الأيام عن إجابات لكثير من الأسئلة أو عن إثبات صدق أو خطأ نظرة، وحينئذ يكون تقدير المواقف وإعادة الحسابات نافعًا ومفيدًا. خصوصا مع اتفاق الكبار على نفس النظرة والموقف.
7- والخطر الشديد في ممارسة ضغط داخلي يضاف إلى قائمة الضغوط الخارجية فيقع من ابتلى بهذا الأمر بين اختيارين أحلاهما مر؛ فإما أن يسمع ما لا يسره من إخوانه بل من تلامذته، وإما أن يقدم على ما يتيقن أن ضرره أكبر من نفعه.
وقد استجاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لضغط شباب الصحابة الذين أشاروا عليه بالخروج خارج المدينة في غزوة أحد، ولكن الصحابة الكرام سرعان ما أدركوا أنهم بالغوا في بيان وجهة نظرهم إلى الدرجة التي تعتبر ضغطا غير مناسب، وحاولوا تدارك الأمر بسرعة، ولكن منع النبي -صلى الله عليه وسلم- من الاستجابة أنه كان قد لبس لأمة الحرب قال لهم: (ما كان لنبي لبس لأمة الحرب لقومه أن يرجع حتى يقضى الله بينه وبينهم) وقد كانت غزوة أحد من أولها إلى آخرها أمورا قدر الله وقوعها كدروس للأمة ومنها هذا الدرس البليغ.
8- ومما ينبغي أن يلتفت إليه الناصح أن يدرك أولا موازين المصالح والمفاسد لدى المنصوح فمن الناس من يرى أن إحداث تقدم ولو طفيف في باب الحريات ولو حساب القبول بالمساومات العقدية نصرا عظيما مؤزرا بينما ترى الدعوة أنها في مجال المناهج لابد من رفع شعار (والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره أو أهلك فيه ما تركته).
فكثير من الناصحين يقارن بين مختلفين ويطالب بالجمع بين سلوك المعارض السياسي الذي لا يريد من الناس إلا أصواتهم وسلوك الداعي الذي يريد لصوته أن يصل إلى مسامع الناس وقلوبهم: (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ(المؤمنون:32).
9- ومن أخطر الإنحرافات في هذا الباب أن يغفل البعض فروقا جوهرية، وكم كان الشيخ "ناصر العمر" موفقا عندما استضافه أحد المنتديات الإسلامية ليجيب على أسئلة أعضائه فقال: "لفت نظري أن كثير من الأسئلة شددت على وجوب الوضوح والشفافية والجرأة و.. و .. قال في حين أن السائل متخفي وراء معرف الكتروني ولا يختلف من يختفي وراء معرف الكتروني عمن يختفي في مكان جغرافي بعيد عن مسرح الأحداث ثم ينصح بما لم يكن يفعله يوم إن كان فيها" ورغم ترحيبنا الشديد بالتوجهات السلفية للأستاذ وجدي غنيم مع حبنا له -حفظه الله- في كلامه الأخير إلا أن بعض آرائه الأخيرة فيها قدر من الحدة لا تناسب من يمشى على قدمه بين الناس -بغض النظر عن شرعية الكلام ابتداء والمشكلة أنه يستنكر على دعاة مصر إخوانا وسلفيين عدم الكلام بنفس لغته.
وهو أمر يقع فيه أيضا بعض طلبة العلم المصريين.
الخلاصة إخواننا الأحباء:
رفقا بشيوخنا لا سيما مع تلاحق الأحداث آراؤكم محل اعتبار سواء التي تستقبلها مواقعكم أو بأي وسيلة أخرى ولكن الحروب الضروسة التي تنفق عليها الملايين وتنعق بها الفضائيات وتدور بمدادها المطابع لا بد فيها من حسن إدارة الأزمة والهدف الأساسي هو الحفاظ على النقاء المنهجي وعدم التنازل عنه قيد أنملة وتسليم المنهج للأجيال لقديم سلفيا خالصا.
وهذا لا بد فيه من الصبر ولابد معه من التسامي على الأحزان.
إخواننا الأفاضل كونوا مفاتيحا للخير مغاليقا للشر.
نسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن اللهم آمين

كليات التصور والعمل في الوقت الراهن الشيخ النقيب


الخميس، 6 يناير 2011

تفجير الكنيسة وتفجير المسَلَّمات


أ. د ناصر العمر
موقع المسلم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد، فقد تناقلت وكالات الأنباء خبر تفجير كنيسة الإسكندرية، ويشرع في هذا المقام بيان الحكم الشرعي من قبل أهل العلم ولاسيما من سئل من المفتين وتمكن من تصور المسألة على وجهها الصحيح فيتأكد الجواب في حقه وهذا من فروض الكفايات إذا قام به بعض علماء الأمة سقط عن الباقين.

وقد بين أهل العلم في هذه البلاد وغيرها في أكثر من مناسبة أنهم يجرمون التفجيرات في بلدان المسلمين غير المحتلة بعساكر الكفار الذين لا يختلف في كفرهم وجواز قتلهم، كاليهود في فلسطين مع وجوب مراعاة الشروط اللازمة في ذلك حتى لا يكون من قتل النفس بدون حق أو يترتب على ذلك مفاسد أعظم من المصلحة المراد تحقيقها وليس هذا مكان بيان وتفصيل هذا الأمر وإنما يرجع إليه في مظانه كما بين العلماء أما التفجير في بلاد المسلمين فهو محرم لأنه ينال معاهدين أو مستأمنين أو من لهم شبهة عهد أو أمان بل قد علم من الواقع أنها تنال بعض المسلمين أيضاً، وكل هؤلاء لهم ما يعصم دماءهم، ولا يجوز أن تستباح الدماء بالشبه، بل الشبهة توجب عصمة الدم حتى في الحدود، ولا يصح عند أهل العلم قياس التعدي على الدماء المعصومة لمن ذكروا بمسألة التترس (إذ لا خوف استئصال ولا مصلحة عظيمة كفتح دار الكفر هنا ولا ما يقارب ذلك مما نص عليه العلماء في مسألة التترس) بل المفاسد المترتبة على هذه الأعمال أكبر، وهذا مقرر عند سواد طلاب العلم وأهل الدعوة في هذه البلاد ناهيك عن علمائها، قديماً وحديثاً.

مع أنه حتى هذه الساعة لم يتحقق هل الذي قام بتلك التفجيرات بمصر مسلمون أم غير مسلمين؟

وهل من قاموا بها إن كانوا من المسلمين قاموا بها لشبهات دينية أو ثارات وإحن شخصية؟

وهل من الممكن أن تكون هذه التفجيرات بمباشرة أو دفع أو دعم لوجستي من قبل استخبارات دول أخرى كالموساد أو غيرها من أجل إثارة الفتن بين المسلمين وغيرهم؟ كل ذلك ممكن فلا نستبق التحقيقات ولا نرمي بريئاً بالظنة.

وبهذه المناسبة نحذر شباب المسلمين من التسرع في الحكم على هذه النوازل قبل الرجوع إلى علمائهم الراسخين التزاماً بقوله تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً).

 لكن مما يسترعي الانتباه في زخم الحدث وضوضائه طائفة من المنافقين والعلمانيين، تعودت استثمار الفتن، فاستغلت تلك الضوضاء للمتاجرة بقضية الكنيسة ودماء الأقباط! بل والقيام بتفجيرات أخرى لا تقل خطورة عن تفجير الكنيسة، بل هي أخطر! إذ قاموا بمحاولات لتفجير المسلمات الشرعية، وزعزعة العقيدة الإسلامية! في انتهازية أيدلوجية لا دليل شرعي أو منطق عقلي صحيح يؤيدها.

ومن المعروف عن تلك العصابة من المنافقين والعلمانيين أنها (وسواسة خناسة) إذا فجر مسجد للمسلمين من قبل اليهود أو الوثنيين أو الصليبيين، خنسوا وبدؤوا في الهمس والوسوسة والدعوة للتهدئة وضبط النفس، فدماء المسلمين لا تساوي عندهم  شيئاً، وربما اعتذروا للصليبي الغازي أو الهندوسي المعتدي أو اليهودي المجرم، وحملوا المسؤولية المصلين بمن فيهم الأطفال الصغار والشيوخ الكبار، أما إذا فجرت كنيسة فينتفشون ويرفعون صراخهم ويحملون المسؤولية كافة الإرهابيين والصحويين (زعموا)، وربما  اتهموا كل المتدينين في المجتمع بل قد يجرمون التدين في الأمة وقد فعل هذا بعضهم قبل أن تُظهِر نتائج التحقيقات شيئاً!

وكعادتهم حاول بعض الحمقى النيل من المناهج الشرعية، وآخر من الخطب والخطباء، وثالث اتهم الوعي الإسلامي في المجتمع، ولم يكتف حتى زعم أن "التخلّف هو واقع اجتماعي إسلامي يجب أن يقتلع"! إلى غير هذا من دعاوى العريضة الكاذبة التي يرددونها لهدم التدين في الأمة والسبب المساعد على بث هذا الزعم تصرفات حفنة لا يدرى من هي وما انتماؤها ومن دعمها في تفجير الكنيسة! أما الأصل الدافع لتبني تلك الدعوى فليس حادث التفجير في حد ذاته بل هم لا يفرقون بين من يقوم بالتفجيرات المحرمة وبين من يرى الجهاد الصحيح المنضبط بالشروط الشرعية، فأي جبل يناطح هؤلاء المهزومون؟! أيحق لعاقل إن كان يهرف بما يعرف أن يصم الإسلام في بلداننا بالتخلف، لقيام شرذمة لا تمثل سواد المسلمين بتبني التفجيرات ضد من عصم دمه وماله، بينما يعظم هؤلاء المنافقون بكل غباء حضارة دول قد دنس بعض موظفيها الرسميين بل بعض كبار مسؤوليها مساجد المسلمين وديارهم وانتهكوا حرماتهم! أم أن هذا هو سرَّ تقدمهم الحضاري عنده؟!

فهذه طائفة، وطائفة أخرى قبل أن ينجلي غبار الحدث عن مرتكبيه طفقوا في محاولات خاسرة لتفجير بعض (مسلمات الشريعة)، ولا سيما فيما يتعلق بالولاء والبراء، حتى قال قائلهم: موتاهم في النار وموتى الكنيسة في الجنة مع الشهداء والأبرار! فانظر كيف يتحول اللبراليون والمنافقون إلى تكفيريين كبار يعلنون التكفير ويحكمون بالخلود في النار على صفحات الجرائد الرسمية دون بينة أو دليل، ثم يرمون الدعاة والناصحين بالتكفير! وفي مقابل تكفيرهم هذا! يبالغون في تولي إخوانهم من أهل الكتاب وإظهار أخوتهم لهم، وتقديم التعازي وصناعة المراثي والمطالبة بكفالة ما لم يفكروا يوماً من الدهر بالمطالبة بكفالته للمسلمين المضطهدين في بلدانهم المحتلة أو الأصلية! ولم يبق لهم إلاّ إظهار اللطم وشق الجيوب والمطالبة بإقالة الحكام ورد الحق المسلوب، ( ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا ًأبداً وإن قوتلتم لننصرنكم).

وأخيراً.. قد لا نعجب من انتفاضة البابا في روما لأبناء ملته، ومطالبته الحكومة المصرية بحماية أتباع مذهبه، ولكني أعجب من سكون كثير من المسلمين –ولاسيما أهل الفضل- وبرودهم تجاه قضاياهم،  كما أعجب من جرأة بعض المنافقين والعلمانيين وأشباههم الذين فاقت انتفاضتهم انتفاضة البابا لأبناء شريعته، فذاك لم يتجرأ على استغلال الحدث من أجل الطعن على التدين في المجتمع، ولا على الدين الإسلامي، أما هؤلاء فقد فعلوا! مع أننا نعلم من سلبيتهم تجاه الحوادث التي تنزل بالمسلمين ومساجدهم أن الدافع لهم هنا غير إنساني خلافاً لما يدعون! وإني لأخشى أن يجيء اليوم الذي ينتهزون فيه تصرفات بعض الغلاة في الدعوة إلى نبذ المصلين وترك الصلاة لأن الغلاة يصلون! وهم الآن حول هذا يحومون ويدندنون، فإذا رأيتموهم فاعلموا أنهم الذين سمى الله فاحذروهم (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون)!

نسأل الله السلامة والعافية، وأن يحفظ بلاد المسلمين من عبث العابثين وتفجيرات الغالين والجافين، وأن يوفق ولاة أمور المسلمين لتحقيق الأمن الشرعي ليتحقق الأمن الشامل الذي أرشد الله إلى سبيله في محكم التنزيل بقوله سبحانه: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

إعلام الهجص والهجايص


محمود سلطان   |  03-01-2011 00:26
المصريون
حتى مساء يوم أمس كانت معالجات الإعلاميين المصريين، تتسم بالخفة والميل إلى "المنظرة" واستثمار دماء الضحايا وتحويلها إلى استعراض بالشعارات واستسهال القيام بدور "وطني" فيما خلت غالبية المعالجات من أية مقاربة جادة ومخلصة تريد الخير لهذا البلد.
البعض رأي أن الحل في رفع "مناديل سوداء" على المنازل، وآخرون اعتقدوا أن العلاج في الاصطفاف تحت شعار "تعالوا نصلي"!.. واقترحات أخرى أقرب إلى الهزل منها إلى الجد.
الغالبية لا تريد الاقتراب من أصل المشكلة، تتعمد الشوشرة عليها، بـ"شوية" كلام "مزوق" عن الوحدة الوطنية وخالتي تريزا وجاري بطرس وما شابة من كلام فض المجالس الذي بات أقرب ما يكون إلى "إعلام المناسبات" الممل والباعث على الضجر والضيق بل والاستفزاز إذ يظل من قبيل الاستخفاف بالبلد كلها في أمر جلل وبالغ الخطورة.. بل إن بعضهم حصر الكارثة في "دموع البابا".. وشرعوا في "المحايلة" ورجائه أن يمسح الدموع ويشعل الشموع.. لأن مصر كلها حزينه لحزنه وتبكي لنحيبه فيما لم يكتب كلمة واحدة عن أحزان أسر الضحايا المساكين.. لأنهم ـ في عرفه ـ محض وقود لمايكنة المال الطائفي الذي ينفق بسخاء على صبيانه في الإعلام الرسمي والخاص.
هذه "النخبة" باتت عبئا حقيقيا على سلام هذا البلد وأمنه القومي، بل إنهم شركاء فيما وصلت إليه من تدهور و"قلة قيمة" في محيطها العربي والإسلامي.. بل إنها نخبة متواطئة مع التطرف الطائفي ومشجعة عليه ومنظرة لحرائقه التي ما انفكت "تولع" في البلد منذ سبعينيات القرن الماضي.
هذه النخبة تدافع عن الفساد، وتمد في عمره ما أمكنها ذلك، لأنها سليلته ووريثة عرشه، ونبتت وتسمنت وانتفخت في حضاناته وعلى هرموناته ولا تطيق أن تعيش بدونه بعد أن باتت نخبة طفيلية لا تستطيع إلا العيش في محاضن الفساد المالي والاداري والاعلامي.
لا أحد منها يريد أن يحدد وبجسارة الأطراف التي قذفت بالبلد في أتون هذه الحرائق.. لا تطيق أن تسمع من أحد ما من شأنه فتح هذا الملف خوفا على مستقبلها وبقرتها الحلوب والحظائر الرسمية التي رتعت على مالها السايب ورضعت من ثديه اللبن الحرام.
توجد أطراف تورطت بشكل أو بآخر، في تأزيم المجتمع طائفيا، والمسألة تحتاج إلى مصراحة وليس إلى جلسات "تهجيص" وكلام في "الهجايص".. تحتاج من قوى التنوير والإصلاح داخل الكنيسة، إعادة فرز قياداتها الدينية، وأن تقوم بعمليات إحلال وتجديد لها على النحو الذي يعيد للكرسي البابوي منزلته في تأمين الجبهة الداخلية ووعيه بالمصالح العليا للبلد وعلى نحو ما كان عليه "آباء الوطنية" المصرية حتى نهاية الستنينيات.. وعلى القيادة السياسية المصرية، أن تقرر وبقوة محاسبة كل الدوائر القريبة منها والتي صاغت علاقة الدولة بالكنيسة عبر الهواتف المحمولة و"الزيارات السرية" وليس عبر مؤسساتها القانونية والشرعية والدستورية، وابرام صفقات سياسية رخيصة معها على حساب أمن وسلامة البلد.
الحل ـ اليوم ـ في يد قوى التنوير والعقلانية في الكنيسة من جهة وفي يد القيادة السياسية المصرية من جهة أخرى.. وأي كلام آخر غير ذلك فهو عبث وتواطؤ مع المجرمين الطائفيين. 

صناعة الفتنة

محمود سلطان   |  05-01-2011 00:10
المصريون
وصلتني هذه الرسالة من الأستاذ الدكتور محمد الرملي يقول فيها:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سيدى الكريم أتمنى لكم و جريدتكم موفور التوفيق و النجاح
هذه واقعة غريبة ذات بعد طائفى حدثت فى كلية هندسة القاهرة هذه الأيام قبيل امتحانات الفصل الدراسى الأول من 9 يناير الى 28 يناير و هى من النوع الذى لا يخدم المسيحيين و يثير حنق المسلمين و ملخصها أن جدول الامتحانات أعلن على أن يبدأ من السبت 8 يناير و ينتهى الخميس 27 يناير و باعتبار أن السبت 8 يناير يوم عمل و لم تعلن الدولة أنه إجازة باعتبار أن الجمعة 7 يناير عيد المسيحيين هو إجازة بالفعل لكونه يوم جمعة ، كما أن الحكومة فى الفترة الأخيرة لا تلتزم بتعويض الإجازات الرسمية التى توافق عطلات الجمعة ، إلى هنا و الأمر عادى لكن بعض الطلاب المسيحيين لم يعجبهم ذلك فتظاهروا مطالبين بإجازة السبت ففوجئ الطلاب بتعديل الجدول ليلغى امتحانات السبت 8 يناير و ينقلها للجمعة 28 يناير أول أيام إجازة نصف العام ، إحتج الأساتذة على ذلك باعتبار أن الجمعة عطلة رسمية و فيه صلاة الجمعة و امتحان الفترة المسائية فى الساعة الواحدة و النصف مما يجبر الممتحنين و الطلاب على الحضور لصلاة الجمعة فى الكلية ، ذهب الأساتذة للاعتراض لدى د وائل الديجوى عميد الكلية على إجبارهم على العمل يوم العطلة بسبب إجازة افتراضية وهمية يريد بعض الطلاب الحصول عليها و مما أيضا يجبر طلاب الأقاليم الذين يسافرون لبلادهم على الانتظار عدة أيام إضافية بدلا من السفر لبلادهم فور انتهاء آخر امتحان يوم 25 أو 26 أو 27 يناير بحسب الدفعة ، فأخبرهم العميد أنه سجل اعتراضه لدى رئيس الجامعة الذى أخبره أنها أوامر من فوق و عليه أن ينفذ المطلوب بدون اعتراض ، كان الأولى لو أرادت إدارة الجامعة مجاملة المسحيين أن تنظر فى بعض شكواهم الحقيقية بدلا من أن تجاملهم بشئ غير مستحق لهم على حساب الأغلبية المسلمة ، مثل هذه التصرفات كما قلت لا تخدم المسيحيين فى شئ و تولد غضبا مكتوما و حنقا لدى المسلمين ، و استمرار الدولة بأسلوب المجاملات هذا بالمخالفة للقانون و الصالح العام كما فى أحداث العمرانية له عواقب وخيمة على المدى البعيد.
محمد الرملى
أستاذ جامعى"
انتهت الرسالة

الثلاثاء، 4 يناير 2011

جهاز أمنى سيادي يواصل التحقيقات مع المسيحي مالك السيارة الملغومة

الإسكندرية - أحمد حسن بكر (المصريون):   |  04-01-2011 01:35
المصريون
تواصلت التحقيقات التي تباشرها النيابة وأجهزة أمنية سيادية في حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، في الوقت الذي تدور فيه شبهات قوية حول شاب مسيحي يدعى الفريد عادل عادل، مالك السيارة "الإسكودا" الخضراء التي انفجرت أمام الكنيسة، والتي يشتبه في أن تكون مصدر الانفجار الذى وقع في وقت متأخر من ليل الجمعة الماضية وأسفر عن سقوط 22 قتيلاً و97 جريحًا.

وعلمت "المصريون" من مصادر مطلعة على التحقيقات، أن الفريد فريد عادل مالك السيارة رقم (س.ع.ر 5149)، والذي خصع للتحقيقات أمام النيابة أمس الأول لا يزال رهن التحقيق أمام جهات أمنية سيادية، فيما من غير المستبعد أن تطلب سماع اقوال أشخاص آخرين مسيحيين على صله بالمشتبه به.

وقالت المصادر إن النيابة منحت لأجهزة الأمن الإذن بتفتيش منزله وأيضًا منازل أقاربه، والتحفظ على أجهزة حاسب آلي خاصة به وأقاربه، وأسطوانات مدمجة، وأوراق يجرى فحصها بواسطة الخبراء والفنيين بالأجهزة الأمنية المختصة، كما طلبت أجهزة الأمن بطاقة تحركات السفر لبيان عدد سفرياته، والدول التي سافر إليها ونوع ورقم جواز السفر الذى يحمله وجهة صدوره.

وذكرت المصادر أنه يجرى الآن الاستعلام عن علاقات المشتبه به ببعض رموز وأعضاء بتنظيمات اقباط المهجر بالولايات المتحدة وأوروبا، كما طلبت من كافة شركات الاتصالات العاملة في مصر قائمة باتصالاته الخارجية والداخلية.

وتجرى عملية فحص دقيق لجهاز الحاسب الخاص به، وتحديد مواقع الإنترنت التي يتردد عليها، وكذا رسائل البريد الإلكتروني التى أرسلها وتلقاها، والتأكد مما إذا كان قد أجرى اتصالات هاتفية عبر شبكة الإنترنت لم تمر على الشبكة المصرية للاتصالات، من خلال جهاز "الماجيك جاك"، وأنواع أخرى من الآجهزة يمكن حاليا الحصول عليها بسهولة لإجراء اتصالات بعيدا عن القنوات الرسمية.

ويسمح هذا النوع من الأجهزة بإجراء اتصالات من خلال الإنترنت بالولايات المتحدة وكندا وجميع دول العالم من خلال رقم هاتف أمريكي، ولا تمر تلك المكالمات على شبكة الاتصالات المصرية، ولا يمكن مراقبتها.

يأتي هذا في الوقت الذي نفت فيه المصادر أن يكون الفريد فريد قد سلّم نفسه للنيابة العامة كما تردد وإنما تم القبض عليه.

ويشتبه في أن السيارة كانت مركز الانفجار، في الوقت الذي قال فيه رءوف رياض محامي المشتبه به في التحقيقات، إن سيارة موكله لم تكن ملغومة، وإن الصور التي تم بثها، وهي مقلوبة لم تكن بسبب الانفجار وإنما بسبب أعمال الشغب التي أعقبت الحادث وأدت إلى نقلها لوسط الشارع.

وكانت تصريحات المحامي كشفت عن تناقض آخر، عندما قال إن الفريد كان بصحبة شقيقه ماركو فريد، وبنات خالته مادونا وروجينا وإنجي منير، وكان في انتظار خالته سامية جبرائيل، حيث تأخرت في الكنيسة، لحين انتهاء القداس .

وأثارت تصريحاته المحامي تساؤلات حول عدم إصابة المشتبه به أو أي من افراد أسرته على الرغم من أنهم كانوا في السيارة لحظة الانفجار وفقا لما جاء في تصريحات محاميه.

وكانت "المصريون" كشفت في تقرير نشرته عن الحادث تحت عنوان "الداخلية رجحت وقوف "انتحاري" وراءه.. شهود عيان: تفجير كنيسة الإسكندرية باستخدام سيارة مفخخة انفجرت بريموت كنترول تلاه تفجيران آخران" والذي نشر يوم 2 يناير جاء فيه نصا : "يأتي هذا فيما كشفت مصادر بالنيابة العامة لـ "المصريون" طلبت عدم نشر اسمها، أن المصابين وشهود العيان في الحادث أكدوا أن التفجير وقع بسيارة سكودا "فلاشيا "خضراء اللون كانت تقف صف ثان على الجانب المقابل للكنيسة بجوار المسجد المواجهة للكنيسة، تلاه انفجار سيارتين أخريين".

وقالت المصادر إن معظم المصابين أفادوا أنهم كانوا داخل الكنيسة لحظة الانفجار الأول، وإنه عند خروجهم عقب سماع صوت الانفجار وقع انفجاران آخران وأصيبوا بشظايا وحروق.

وأفاد الشهود أن صاحب السيارة الخضراء ركنها على الجانب الأخر ودخل الكنيسة، فى حين أكد البعض الآخر منهم فى أقوالهم أنهم شاهدوا شخصا يضغط على ريموت كنترول يشبه ريموت كنترول السيارات لحظة وقوع الانفجار.

تحريات عن 350 إسرائيليًا قضوا ليلة فى الإسكندرية قبل التوجه إلى أبوحصيرة

04-01-2011 13:01
المصريونأكدت تحريات مكثفة تجريها جهات سيادية الآن بشأن ملابسات حضور ومغادرة نحو 350 من السائحين الإسرائيليين جاءوا على متن طائرات العال الإسرائيلية للاحتفال بمولد أبوحصيرة وأمضوا يوما فى الإسكندرية قبل التوجه إلى الضريح.

وذكرت صحيفة «الشروق» أن المعلومات تتعلق بمكوث هذه الوفود لمدة يوم واحد بأحد الفنادق الشهيرة بشرق الإسكندرية من أجل الصلاة بالمعبد اليهودى فى صباح اليوم الثانى قبل الذهاب إلى محافظة البحيرة للاحتفال بالمولد المزعوم.

جدير بالملاحظة أن إسرائيل قامت بسحب سفيرها بالقاهرة إسحق ليفنون عقب كشف الأجهزة الأمنية المصرية عن شبكة جاسوسية تابعة للموساد مؤخرا، فى الوقت الذى لم تعين فيه إسرائيل قنصلا عاما لها فى الإسكندرية خلفا للقنصل السابق حسن كعيبة.

ووفقا لما جاء بالتحقيقات الرسمية فقد طالبت جهات أمنية سلطات المطارات والموانئ المصرية برصد وصول أى مشتبه به خلال شهر ديسمبر 2010، وأفادت بأن الأجهزة الأمنية سلمت، ظهر الأحد، قائمة بدخول 15 أجنبيا للبلاد خلال ديسمبر. 

همجية النصارى تستمر بلا رادع - قطع الطريق الدائري وتحطيم السيارات


حكاية كاميليا

2011-01-04 12:53
فى تطور جديد لردود فعل حادث كنيسة القديسين بالأسكندرية، قام عشرات المئات من النصارى – فى الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء - بقطع الطريق الدائرى بالقرب من منطقة المرج، وقاموا بإشعال العديد من إطارات الكوتشوك ووضعها بعرض الطريق ، وتحطيم بلدورات الرصيف ، وتحطيم السيارات الخاصة.

فى الوقت الذى تمركزت فيه قوات الأمن أسفل الطريق الدائرى دون التدخل لإنهاء أعمال الشغب ، تحسبا لوقوع أى اشتباكات بين المسلمين والأقباط.
ومن الجدير بالذكر أن النصارى منذ حادث كنيسة القديسين بالأسكندرية ليلة السبت الماضي وهم فى حالة من الهمجية والشغب والاعتداء على الأخرين مواطنين وكبار مشايخ ورجال دولة وعلى المساجد ، وهذا مما يزيد الأزمة في الوقت الراهن بل ربما يزداد الأمر سوء وخصوصا إن رد المواطنون على هذه الجرائم التي لا تتوقف ولا تجد لها رادع.

أسانج يفاجيء مصر والعرب : لدينا وثائق خطيرة ستحدث انقلابات



صرح جوليان أسانج في 29 ديسمبر انه يمتلك وثائق وصفهبـالخطيرة ضد مسئولين وموظفين كبار في الدول العربية سربوا معلومات حساسة عن بلادهم لمسئولين أمريكيين من الممكن أن تحدث انقلابا خطيرا في العالم العربي .

وأضاف مؤسس
موقع ويكيليكس خلال لقائه مع الإعلامي أحمد منصور في برنامج ;بلا حدودعلى قناة الجزيرةأن مسئولين عرب يشغلون مناصب كبيرة في حكوماتهم كانوا يتبرعون بالذهاب إلى أمريكا بصفة دورية من أجل الإدلاء بمعلومات خطيرة وكتابة تقارير مستمرة تكشف عما يجري في بلادهم ، لافتا إلى أن نشر تلك المعلومات سيحدث انقلابات في بعض الدول العربية.

وأكد أنه سوف يقوم بنشر تلك الوثائق في القريب العاجل بشرط أن يتم ضمان حياة هؤلاء المسئولين في حال اتهامهم بالخيانة، مشددا أيضا على أن ضمان عدم تعرض هؤلاء المسئولين للاغتيال يمثل شرطا آخرا لنشر تلك الوثائق.
وتابع أسانج أنا مؤمن بالعدالة وضرورة محاكمة هؤلاء المتهمين في بلادهم أمام القانون دون تعرضهم لأي محاولات لتصفيتهم إيمانا مني بضرورة أن يأخذ القانون مجراه

وفجر أسانج في هذا الصدد مفاجأة كشف خلالها أنه يمتلك حوالي سبعة آلاف وثيقة تخص مصر والرئيس حسني مبارك ، قائلا أكثرها يحمل درجة الخطورة ، حصلت على بعض التسريبات الخطيرة من وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين في هذا الصدد 

من هم الارهابيين فيلم كلاب محمد اساءة من داخل دولة مسلمة


جريدة صوت الامة صانع الفتنة هو شنودة زعيم عصابة الامة القبطية ومدبر احداث الزاوية الحمراء


قبل ان ننسى/الدكتور محمد عمارة يفجر قنبلة شنودة راس الفتنة الطائفية فى مصر


يوتا ابن العبيطة


المرصد الاسلامي
الإثنين 26 أبريل 2010
منذ فترة قصيرة ظهر كتاب عنوانه: "تَيْس عزازيل فى مكة" خَطَّهُ بحافِرِه تيسٌ من التيوس ينتمى خطأً إلى جنس الإنسان يُدْعَى: "يوتا ابن العبيطة"، افترى فيه على النبى الكريم الافتراءات السافلة الكاذبة وتناول عِِرْض أمه الشريفة بالسفالة والبهتان تصورا من هذا السفيه الواطى أنها من نفس النوعية التى منها أمه، وقال إنه ألف هذا الكتاب ردا على اضطهادات المسلمين للنصارى وتطاول علمائهم على دينهم. وفى مقدمة الكتاب نراه يهديه إلى الدكتور زيدان والدكتور زغلول النجار على النحو التالى: "اهدي هذه الرواية الي الدكتور يوسف زيدان مؤلف رواية عزازيل واهداء خاص الي زغلول النجار". وهذه بعض الملاحظات التى عَنَّتْ لنا وَسْطَ ما نشعر به من إرهاق الصيام فى هذه الأيام المفترجة:
* وأول ملاحظة هى أن رواية "عزازيل" التى ألفها الدكتور زيدان قد فضحت الكنيسة وبينت أن شعارات المحبة والوداعة والمسكنة هى شعارات كاذبة لا تصمد أمام حقائق الواقع المرعبة من تقتيل وسحل وسلخ وإحراق للمخالفين وإفناء لهم كما فعلوا مع الفيلسوفة الإغريقية السكندرية هيباتيا واليهود فى القرن الخامس الميلادى بتحريض من كيرلس أسقف الكنيسة الأرثوذكسية، وكما فعلوا مع المسلمين واليهود بالأندلس حين تمت لهم السيطرة هناك فى أواخر القرن الخامس عشر، وكما فعلوا فى بيت المقدس أثناء الحملات الصليبية، وكما فعلوا مع الهنود الحمر فى الأمريكتين، وبالذات فى أمريكا الشمالية، كما بينت الرواية أن عقيدة النصرانية فى المسيح تبعث على الاضطراب والحيرة وتدفع بمن يُعْمِلون عقولهم إلى ترك النصرانية جملة، وأن الرهبنة نظام غير إنسانى يضاد الفطرة البشرية وينتهى بممارسيه إلى مقارفة الفواحش والارتكاس فيها. وما أخبار العلاقات المحرمة بين الرهبان والراهبات وأولاد الزنا الناتجين عن تلك العلاقة بخافية عن النصارى، إلا أن أحدا لا يتحدث عنها رغم المصائب المتلتلة التى تترتب عليها، فضلا عن الفضائح التى يأتيها القساوسة مع النساء والغلمان فى قلب الكنيسة ذاتها كما هو معروف لجميعهم، ومع ذلك يسكتون فلا يفتحون الموضوع خوفا من تنفير شعب الكنيسة منها كما يُفْهِهم القساوسة والأساقفة.
كذلك فإن كتابات الدكتور زغلول النجار فى الأهرام وأحاديثه فى التليفزيون تبرجل عقولهم لأنها تبرهن كل يوم لكل من عنده عقل أو ألقى السمع وهو شهيد على صلابة العقيدة الإسلامية عن طريق بحوث العلم الحديث وكشوفه، وكان من جراء ذلك أن أسلمت وفاء قسطنطين زوجة كاهن أبو المطامير، وهو ما طير النوم من أعينهم نظرا لمركز زوجها الدينى. كما أنه هو الذى أثار الشبهات حول مقتل تلك السيدة بيد الكنيسة ودعا إلى التحقيق فى ذلك، ففقد القوم صوابهم تماما
* تطاوُل يوتا ابن العبيطة على الرسول سَبَبُه أن دين النبى العظيم هو الدين الوحيد الذى قصم ظهر النصرانية وأخذ منها أحسن البلاد التى كانت تعنو لها فأخرجها من ظلام التثليث والتصليب والتجسيد إلى نور التوحيد والتنزيه والتجريد، ولم يستعمل فى ذلك إكراها ولا ترويعا كما تصنع الكنيسة، ولم يلجأ إلى التعذيب والإبادة على طريقة النصارى فى كثير من البلدان، ولم يعرف طوال تاريخه محاكم التفتيش. وهذا الأمر يؤرق الكنيسة ويملأ قلوب رجالها بالغل والحقد والصديد العفن المنتن، إلا أن قوة المسلمين لم تكن تترك لهم فرصة للسباب والبذاءة، أما الآن فإن القوم يظنون أن ساعة الإسلام قد حانت. لكن عندما يفيقون من أحلامهم السفيهة مثلهم وتروح السكرة وتجىء الفكرة فعندئذ يصبح لكل حادثة حديث. ولسوف يعضون بنان الندم ويقولون: "حَقّنا برقبتنا"، ولكن بعد فوات الأوان. وإنا لمنتظرون ومتربصون يا ابن العبيطة، ولسوف ترى ونرى!
* التطاول والتباذؤ فى حق سيد الأنبياء والمرسلين ليس وليد اليوم، بل ابتدأ على أيدى النصارى مبكرا جدا بمزاعمهم الكاذبة حول بحيرا وسُكْر الرسول وانطراحه على كوم زبالة وأكل الخنازير جثته وعبادة المسلمين ثلاثة أصنام... مع أن المسلمين لم ينالوا من المسيح ولا من أمه أو حوارييه منالا، إن لم يكن بدافع الأدب والتهذيب فلأنهم مأمورون بالإيمان بجميع الرسل والنبيين واحترامهم وتبجيلهم وعدم المساس بهم، وإلا خرجوا عن مقتضى ذلك الإيمان، والمسيح واحد من هؤلاء الرسل والنبيين.
* زعم يوتا ابن العبيطة أنه إنما الف حدوتته الركيكة ركاكة عقل أبيه وأمه ردا على رواية يوسف زيدان، وكل إناء بما فيه ينضح. لكن زيدان لم يجرّح عرض أحد من رجال دينهم أو يسبّه، فضلا عن أنه لم يتطرق إلى سيدنا عيسى من قريب أو من بعيد، ولم يفعل شيئا سوى رصده للاختلافات التى نشأت بين الأساقفة الأولين والانشقاقات الكنسية التى ترتبت على هذا. فأين هذا مما تورط فيه يوتا ابن العبيطة من شتم النبى والكذب عليه واتهامه هو وأمه وزوجاته وصحابته أبشع الاتهامات؟
* يزعم ابن العبيطة أن قلة أدبهم إنما هى رد على إيذاء علماء المسلمين لهم كالشعراوى وزيدان والنجار، مع أن أيا من هؤلاء لم يلجأ يوما إلى الشتائم أو البذاءات، وكل ما فعلوه هو إبداء رأيهم فى النصرانية بمنتهى الهدوء. وحتى حينما أصاب القومَ السعارُ وصاروا يكذبون ويفترون على الإسلام والمسلمين المفتريات ويسبّون من لا يستحقون أن يقبّلوا حذاءه وأنشأوا لذلك قناة فضائية تبث سفاهتها على الملايين لم يبادلهم هؤلاء العلماء سَبًّا بسبٍّ. ومع هذا يكذب العبيط ابن العبيطة وأشباهه من العبطاء أولاد العبيطات فيدّعون أنهم إنما يقابلون بقلة الأدب والبذاءة ما يصنعه علماء المسلمين معهم. والواقع أن قلة الأدب والتمرد ديدنهم طوال تاريخهم معنا، فهم لا يسكنون ويسكتون ويتظاهرون بالوداعة إلا حين يكون المسلمون أقوياء أعزاء. فإن شاموا منهم ضعفا انقلبوا عليهم وأطلقوا ألسنتهم فى أعراضهم وفى حق نبيهم وفى الله ذاته سبحانه وتعالى، ولجأوا فى كل ذلك إلى الأكاذيب والعبث بالقرآن، مدللين بهذا على صدق ما رماهم به الكتاب المبين من تحريفهم لوحى السماء. وما "الفرقان الحق" و"القرآن الشعبى" ببعيد. وهو ما يثبّت المسلمين على دينهم ويؤكد لهم أن القرآن لم يقل فى القوم إلا حقًّا وأن إنكار أولئك السفهاء لهذا الاتهام إنما هو إنكار كل قاتلٍ زنيمٍ لجريمته أمام القاضى.
* قلة الأدب التى يمارسها يوتا ابن العبيطة تُضَادُّ نصوص الأناجيل التى تأمر أتباعها بالخضوع لحكامهم وتأدية الجزية لهم فى صمت ودون شغب وتدعوهم إلى أن يقابلوا اللطم على الخد الأيمن بإدارة الخد الأيسر لتلقى لطمة أخرى دون أن ينبس الواحد منهم ببنت شفة، فضلا عما لا يكفّون عن إزعاج الآخرين به من أن دينهم ليس له مثال، إذ هو دين المحبة والسلام ومقابلة الأذى والعدوان بالصفح والغفران. وهذا إن كان هناك من يؤذيهم، أمّا والمسلمون لا يمكن أن يمسّوا المسيح ولا أمه ولا حوارييه بكلمة مسيئة واحدة ولم يقع من أى منهم شىء من هذا، فمن الواضح أن هذا العبيط ابن العبيطة قد خرج على النصوص الإنجيلية التى يشهرونها فى وجوهنا صباحا ومساء. لكن هناك جانبا آخر لا يشيرون إليه عادة، وهذا الجانب يتمثل فى طول لسان يسوع على اليهود الذين كان يصب عليهم اللعنات صبا، وعلى السامريين الذى شبههم بالكلاب، وعلى أتباعه أنفسهم بما فيهم الحواريون، الذين رماهم بقلة الإيمان وبالنفاق وقال عن كبيرهم إنه شيطان، وعلى أمه ذاتها وإخوته. فهم إذن تلاميذ أوفياء لهذا الميراث الذى يعملون على التعتيم عليه ولا يحبون الحديث فيه.
* يوتا ابن العبيطة يفترى الكذب على التاريخ فيروح يتخيل ما لم يحدث قط، أما زيدان فقد التزم بالتاريخ كما قرأه هنا وهناك. فهل هناك كتاب واحد أو رواية واحدة اعتمد عليها ذلك التيس ابن التيس على ما قاله فى حق النبى الكريم وأمه الشريفة العفيفة وزوجاته الطاهرات النبيلات؟ هذا هو الفرق بين كاتب مسلم لا يعرف سوى الصدق منهجا له عند الكتابة عن النصرانية، وكاتب نصرانى لا يجد أمامه عند الحديث عن الإسلام إلا الكذب والاختراع. ولكن ما الغرابة فى هذا، والقوم قد مَرَدُوا على التحريف والتزييف واختراع الأقاويل ونسبتها إلى الله والزعم بأنها وحى السماء؟
* تدّعى الحدوتة التى كتبها بحوافره يوتا ابن العبيطة أن بحيرا كان يوالى النبى بالوحى ليل نهار، مع أن بحيرا لم يلقه صلى الله عليه وسلم إلا مرة فى صباه وشهد له بالنبوة، بغض النظر عن صحة الرواية التى ذكرت هذا أو لا، وكان ذلك على مرأى ومسمع من القرشيين الذين كانوا معه فى القافلة، ثم لم يلتقيا بعد هذا قط. لكنه الكذب المفضوح الذى ليس عند القوم سواه بسبب إفلاسهم وانهتاك أمرهم وحيرتهم وضلالهم وطمس التعصب المقيت لعقولهم الزنخة.
* يقول يوتا ابن العبيطة إنه تعمَّدَ أن يخطئ فى اللغة العربية التى كتب بها حدوتته لكراهيته لتلك اللغة. وهذا حمق منه، وإلا فهل هناك عاقل يتفاخر بالخطإ؟ لقد تعلمنا مثلا لغة الإنجليز، الذين كانوا يحتلون بلادنا وسلموا فلسطين غنيمة باردة لليهود، وكانوا ولا يزالون يعضدونهم ضدنا ويمدونهم بالسلاح ويصوتون دائما لصالحهم فى المحافل الدولية، ولا يكفّون عن إذلال المسلمين والعمل على إضعافهم، لكن ذلك كله لم يدفعنا إلى توخى الخطإ عند الكتابة أو الحديث بتلك اللغة، بل كنا نحاول بلوغ أعلى المستويات فيها، لأن الجودة فى أى مجال لا تعاب، فإن عابها عائب فهو أحمق سفيه كيوتا ابن العبيطة. والواقع أن ابن العبيطة لم يتعمد الخطأ فى لغة القرآن، الذى يؤرقه ويطير النوم من عيونه، بل هو بطبيعته غبى بليد لم يُؤْتَ القدرة على الإتقان، فكان كالثعلب الذى نط كى ينال عنقود العنب المتدلى من شجرته، لكنه لما لم يستطع الحصول على العنقود عاد يقول: إن العنب لم ينضج بعد وإنه لا يزال حِصْرِمًا! فابحث لك إذن عن عذر آخر يا ابن العبيطة! وعلى أية حال فاللغة العربية لغة شريفة راقية لا يمكن عبيطا ابن عبيطة مثلك أن يتقنها!
* وتبدأ رواية "تيس عزازيل فى مكة" بطقس وثنى، وهو إحضار الكاهن اليهودى كبشا من الكباش لتحميله أوزار بنى إسرائيل، مما لا يمكن أن تقول به شريعة ربانية. وقد أتى الإسلام بما يقضى على كل تلك الوثنيات معلنا أن الذنوب إنما يتحملها صاحبها وحده، ولا يمكن أن يحاسَب عنها أى شخص آخر، فضلا عن أن تتحمل مسؤوليتها الحيوانات المسكينة، وأن من السهل جدا تخلص صاحب الذنب من ذنبه إذا ما ندم عليه واستغفر ربه. ولنلاحظ أن النصارى يقولون إن المسيح إنما نزل من علياء الألوهية ومات على الصليب فداءً للبشر من الخطيئة الأولى التى ارتكبها آدم، بخلاف الإسلام، الذى يقرر أن الله سبحانه وتعالى قد غفر لآدم ذنبه وتاب عليه بعدما تنبه إلى زلته واستعفى الله فعفا عنه بواسع كرمه وفضله، ومن ثم لم تكن هناك حاجة إلى كل هذه اللفة الطويلة المعقدة المزعجة والمخزية التى لا تليق بمقام الألوهية المتعالى. ولنلاحظ أيضا كيف أن المسيح يسمى فى بعض نصوص العهد الجديد بــ"الخروف". فمن الواضح إذن أن إلههم هذا هو امتداد لتيوس بنى إسرائيل التى كانوا يحمّلونها ذنوبهم كما جاء فى الإصحاح السادس عشر من سفر "اللاويين". والعجيب أننا إذا أرنا التحقير من قيمة إنسان قلنا عنه إنه تيس أو خروف، أما القوم فإنهم يجعلون من الله، الله ذاته لا إنسان حقير، خروفا. هنيئا مريئا لهم، ومبارك عليهم إلههم الخروف!
* يدّعى يوتا ابن العبيطة أن التيس الذى كان فى يد الكاهن اليهودى قد أفلت منه وظل يجرى حتى وصل إلى زمزم فرآه قُصَىّ بن كلاب وذبحه ليأكله هو وبعض القرشيين فجرى دمه مدرارا حتى اختلط بماء زمزم، و"سرعان ما خرج صوت الشيطان من رأس التيس يتوعدهم بالقصاص والاذي اذا لم يبنوا في هذا المكان مقام تدفن بها الرأس ويوضع معها الحجر الذي ذبح عليه التيس ويدفن معهما 72 طفلة من بنات العرب تكفيرأ عن ذبح التيس عزازيل ومن شدة رعب مصعب واصحابه أن بدءوا فورآ في بناء هذه المكان الذي اطلق عليه عليه كعبة نسبة لجده كعب ابن لؤي بن غالب واجتمعت كل قبائل مكة واتموا بناء الكعبة ونقلوا الحجر الابيض الذي تحول الي الحجر الاسود بسبب دماء التيس عزازيل التي حملت معها كل خطايا وذنوب وسيئات بني اسرائيل".
وبطبيعة الحال لم يقع شىء من هذا قط، كما أن الكعبة كانت موجودة قبل ذلك بدهور، فكيف يزعم ابن العبيطة ما يزعم حول تشييد قصى للكعبة بناء على أمر الشيطان؟ أما ما قاله يوسف زيدان فى روايته فمستقًى من كتب التاريخ الموثقة، ولم يقع أنْ نسب إلى أية شخصية تاريخية نصرانية شيئا لم تفعله. وإذا كان هيبا قد زنى وشك فى دينه فإن هيبا ليس شخصية تاريخية حتى يقال إن هذا لم يحدث فى التاريخ، فضلا عن أن ما نسبه إلى هيبا لم يعترض عليه عبد المسيح بسيط فى حلقة من حلقات "العاشرة مساءً"، بل قال إن الرهبان بشر ويمكن أن يقعوا فى الخطيئة. كما أن حوادث الزمان تبرهن أنهم كثيرا ما يقعون فيها، وما الفضائح التى تنفجر فى الغرب وتفضح سلوك القساوسة والرهبان وشذوذهم مع الغلمان بخافية على أحد. وكان الباباوات أنفسهم أسوأ مثال فى هذا المضمار حتى لقد كان بعضهم يعاشر أخته، وبعضهم يصحب معه فى جولاته التى يبارك فيها أتباعه فى أرجاء القارة الأوربية عشيقته لا يبالى. ومعروف مقدار الأموال الرهيب الذى تحت يد الباباوات فى كل مكان، ينفقون منها على أغراضهم الشريرة، وكذلك الترف والذهب الذى ينغمسون فيه، مما يتناقض وما يعلنونه من تقشف الديانة النصرانية وزهدها فى هذه الدنيا. وبالمناسبة فالكتاب المقدس يفيض بأمثال تلك الفواحش التى ألصقها القوم بأنبيائهم ولم يكادوا يتركون أحدا منهم إلا لوثوه، فمن الطبيعى أن يسير الرهبان والقساوسة على سنة هؤلاء الأنبياء. وقد أدت هذه الأمور كلها فى النهاية إلى كفر الغرب بالنصرانية وتناديهم أيام الثورة الفرنسية قائلين: "اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس"
* يقول يوتا ابن العبيطة: "وبعد اتمام بناء الكعبة ودفن رأس التيس عزازيل خرج صوت الشيطان منها ايضآ يطلب من قبائل العرب عبادة الله الواحد الصمد الذي لاشريك له الاله القمر فاجتمعت قبائل العرب واحتفلوا في ليلة البدر بالاله اكبر اله القمر ورقصوا عرايا وطافوا حول الكعبة وكانوا يمارسون الجنس والمجن والفجور والفاحشه داخلها ارضاءآ لاله القمر وكانت نساء العرب يجلسن عرايا علي الحجر الاسود وكانت المرأة التي يأتيها الحيض تجلس علي هذا الحجر حتي تتبارك منه وتنجب اولادآ وانتشرت في كل جزيرة العرب عبادة اله القمر واصبح العرب يحجون كل سنة الي هذه الكعبة واصبح الحجر الاسود له قدسية لدي كل قبائل العرب لم يفطن العرب أن التيس عزازيل مات بمجرد ذبحه وأن الصوت الذي يخرج من رأس التيس ما هو الاصوت الشيطان الذي يعد العدة لاضلال هؤلاء العرب الي الابد عن طريق هذا المكان الذي بنيت فيه هذه الكعبة فلقد نقل كل الخطايا وكل الذنوب وكل سيئات البشر وجعلها في مكة عن طريق التيس عزازيل واصبح الاله القمر الله اكبرهو الصوت الذي يتكلم به الشيطان مع قبائل العرب فأصبحوا عباده المخلصين ومنهم من سمي ابنه بأسم عبد الله واصبحت الكعبة هي مخزن الخطايا ومكمن اسرار الشيطان واصبحت الكعبة هي المركز الرئيسي والمقر الدائم لابليس وسكن في داخل الصنم اكبر اله القمر وكانت قبائل العرب تجتمع كلما اكتمل القمر واصبح بدرآ وكانوا يقدمون قربانا لاله القمر بوأد البنات وكل شهر كانت بنت من بنات العرب تدفع حياتها ثمنآ لارضاء اله القمر اكبر وسط حفلات الرقص والمجون والخمر والجنس وكان الرجال والنساء يضاجعون بعضهم ويرقصون عرايا كما ولدتهم امهاتهم وكانت هذه اهم مناسك الحج وعبادة الاله الواحد الاحد الصمد اله القمر في الكعبة وكانت تعقد صفقات الزواج بين القبائل في مكة داخل الكعبة وكانت هناك سوق النخاسة حيت راجت تجارة الرقيق الابيض وبيع الجواري من الحريم وتبادل الزوجات حتي اصبحت الكعبة كانها بيت دعاره كبير واصبحت اهم مراكز التجارة في مكة واصبحت سببآ للحروب بين قبائل العرب ووجدت قبائل قريش في الكعبة مغنمآ عظيمآ واصبحت الكعبة اقدس مكان لدي القبائل".
والآن إذا كان هذا هو حال الكعبة والعرب كما يقول العبيط ابن العبيطة بغض النظر عن صحة ما قال أو لا، فما الرأى يا ترى فيمن طهر الكعبة والعرب من هذا كله وأخذ بأيديهم إلى سبيل الكرامة والعفة والصحو العقلى والوحدة والإيمان بالله الواحد الأحد ونهاهم عن عبادة الشمس والقمر والأصنام والأوثان ووأد البنات وشرب الخمر والزنا... إلخ؟ ألا ينبغى أن نقف لذلك الرجل العظيم و"نضرب له تعظيم سلام" يا عبيط يا ابن العبيطة، ويا عابد الخروف وآكل فطائر الخراء تنفيذا لأوامر دينك؟ الحق أنه ما من واحد منكم كتب يحارب الإسلام إلا وكسه الله وطمس على بصره وبصيرته فوقع فيما يدينه ويفضحه؟
* ويرمى يوتا ابن العبيطة السيدة آمنة بنت وهب بالبهتان مع بحيرا الراهب (سمك، لبن، تمر هندى)، زاعما أنه طلب منها أن تتزوج عبد الله بن عبد المطلب ثم تسمّه، وأنها قد سمته فى المدينة، مع أنها عند موته فى طريق عودته مع قافلة قريش من الشام كانت هى فى مكة. ولماذا يطلب بحيرا منها أصلا أن تتزوج من عبد الله ثم تسمّه؟ أوكان بحيرا معتوها كيوتا ابن العبيطة فهو لا يدرى ماذا يقول ولا ماذا يصنع؟ وهذا لو كان لبحيرا صلة بأية سيدة فى مكة، فضلا عن أن تكون تلك السيدة هى آمنة بنت وهب. إن هذا كله إنما يدل على مدى التخلف العقلى الذى يتمتع به يوتا ابن العبيطة فلا يجد شيئا فى التاريخ يمكن أن يسىء إلى آمنة بنت وهب لأن آمنة كانت أشرف العرب، فيذهب يقيسها على أمه، التى كانت فيما يبدو، وكان هو أيضا، ضحية لاعتداء أحد القساوسة عليه فى ظلمات الكنيسة.
ولينظر القارئ الآن فيما تقوله الأناجيل عن مريم عليها السلام رغم أننا لا نصدق شيئا من هذا، إلا أننا نرد على التيس بن التيس بما يؤمن به لا بما نخترعه من عند أنفسنا. فهذه الأناجيل تقول عن يسوع إنه ابن يوسف النجار، وتؤكد هذا على لسان مريم نفسها التى لا يعرف أحد غيرها حقيقة ذلك الأمر، وليس على لسان أى شخص آخر. كما ينسبونه من جهة أخرى إلى يوسف النجار عن طريق سلسلة النسب التى لا تظهر فيها مريم على الإطلاق، والتى يمثل يوسف النجار فيها همزة الوصل بين يسوع وداود، ومن هنا يقال إنه ابن داود. كذلك فبدلا من أن ينصرف هذا التيس فيدفع عن يسوع ما رُمِىَ به فى الغرب من أنه كان عشيقا لمريم المجدلية وعلى علاقة شاذة بأحد تلامذته، يذهب هذا التيس ابن التيس إلى هذا الكلام المعتوه. لقد درس يوسف زيدان التاريخ وكتب روايته بأسلوب جميل، أما أنت يا عبيط يا ابن العبيطة فتكتب حدوتة من حواديت المصاطب بأسلوب كأساليب تلاميذ محو الأمية. وهذا هو الفرق بين المنتسبين إلى الإسلام والمنتسبين إلى النصرانية. إنه الفرق بين الجمال والقبح، وبين العقل والخرافة، وكذلك بين الاستقامة والصدق من جانب والكذب والتحريف من جانب آخر. هل هى عادتكم أم ستشترونها؟
* الدكتور يوسف زيدان، رغم أنه ليس من أصحاب الاتجاهات الدينية، لم يفعل شيئا غير الرجوع إلى كتب التاريخ، أما يوتا ابن العبيطة فيكذب كذبا فاجرا تعوّد عليه ورضعه مع لبان أمه العبيطة، إذ هو تقليد من تقاليد دينه، ألا وهو تقليد التحريف والتزييف والعبث بكتب السماء حتى تتناسب مع وثنيتهم وعبادة الخرفان والتيوس وأكل فطائر الخراء. يقول يوتا ابن العبيطة عن سيده وسيد أبيه وأمه: "وكان يعقد الجلسات يحدثهم عن الدين الجديد القديم فهو جديد بالنسبة للعرب الوثنيين لكنه قديم لانه مأخوذ من الهرطقة النسطورية والابيونية ومأخوذ عن الديانة اليهودية ومأخوذ عن بعض الاساطير قبل الاسلام ومأخوذ عن الشيطان الذي كان يعتقد انه جبريل وهكذا اصبح الاسلام دينآ محيرآ للعقول تجد فيه الشئ ونقيضه تجد فيه التوحيد والشرك وتجد فيه العنف والارهاب وتجد فيه السلام تجد فيه مدح ايمان اليهود والنصاري وتجد فيه تكفير اليهود والنصاري بالاجمال تجد الشئ وتجد ناسخه لذلك لم يستطيع العقل اوالفكر أن يكون هو المؤثر في اعتناق هذا الدين وايضآ الايمان ليس له مكانة انما الامر يعتمد علي نطق عبارتين ( الشهادتين ) دون اي فهم للدين ودون ايمان وبذلك يصبح الانسان فردآ جديدآ ينضم للدين الجديد الذي الغي العقل تمامآ ومنع الناس أن يفكروا اويسألوا عن امور هي ضد العقل السليم وضد المنطق وقيل لمن يريد أن يسأل اويفكر لاتسالوا عن اشياء قد تسيئكم وبالتالي اغلاق الموضوع لكي لايتبين الانسان ماهو الخطأ وما هو الصواب واستخدم محمد بذكاءه الجنس في اجتذاب الناس الي ديانته واستخدم الغنائم لتشجيع القتلة واللصوص والمجرمين الي الانضام للاسلام حيث تناسبهم الغزوات وهي شغلهم الشاغل وبذلك اشتدت شوكة الاسلام بعدما بدأ ضعيفأ في مكة حتي أن محمدآ هرب الي الحبشة وهناك اخبر النجاشي ملك الحبشة انه مسيحي وهارب من بطش المشركين وعباد الاوثان في قريش وانه يطلب الحماية من النجاشي كملك للمسيحيين فأسبغ النجاشي ملك الحبشة عطفه وحمايته علي محمد واصحابه الذي كأن طوال فترة بقاءه في الحبشة يذهب الي الكنائس هو واصحابه وقد ساعده ما تعلمه من ورقة بن نوفل ومن بحيرة الراهب في اقناع النجاشي انه يؤمن بالمسيحية ولكن بعد قيام احد القساوسة في الحبشة بمناقشة محمد في ايمانه المسيحي تأكد هذا القس أن محمد يتبع الهرطقة النسطورية والابيونية وهو يعتبر مسيحي هرطوقي فما كان من النجاشي الا ان قام بطرد محمد واصحابه من الحبشة خوفآ من قيامه بنشر هرطقته في الحبشة".
إن ابن العبيطة يزعم أن الرسول قد هاجر إلى الحبشة مع أصحابه حيث أعلن هناك أنه نصرانى. فانظر، أيها القارئ، وتأمل هذا الكذب الجلف الذى ليس فيه ذرة واحدة من فن الحبك والتأليف! هل هناك من قال، ولو فى بلاد الواق واق، إن الرسول قد هاجر مع أصحابه إلى الحبشة؟ ليس ذلك فحسب، بل زاد العبيط ابن العبيطة جرعة الكذب والبذاءة فوصفه صلى الله عليه وسلم بأنه "شخص جبان يهرب الي الحبشة". إن سيد النبيين والمرسلين ليس مثل بطرس الجبان حسبما تصفونه فى كتبكم التى ألفتموها وزعمتم أن الروح القدس قد أوحى بها لمن زيفوها، إذ أنكر المسيحَ بعد القبض عليه وأقسم مؤكدا أنه لم يسبق له أن عرفه رغم أن يسوع قال له إنه سوف ينكره ثلاث مرات فأكد أنه لا يمكن أن يفعل ذلك، ثم فعلها وكذب وحلف على هذا الكذب، وإن كنا لا نؤمن بما تقولونه فى أناجيلكم عن حوارييه عليه السلام. أما أصحاب محمد (ودَعْكَ من محمد ذاته) فقد أعلنوها صريحة واضحة لا لَبْسَ فيها، وقالوا للنجاشى ولمن حوله من البطاركة إنهم مسلمون وإن دينهم يقول فى المسيح إنه عبد الله ورسوله، فما كان منه إلا أن جاوبهم بأنه لا يجد أى فرق بين ما يعتقده فى المسيح وما يعتقدونه هم فى شىء. وهل كان محمد ليهاب النجاشى، وهو الذى أرسل إليه وإلى كل الملوك والأمراء من حوله يدعوهم فيها إلى الدخول فى دينه: فقبل منهم من قبل، ورفض منهم من رفض، وكان منهم من لم تسعفه ظروفه على إعلان إسلامه، ولكن انتهى الأمر إلى أن دخلت جميع البلاد التى كانوا يحكمونها فى الدين الجديد؟ وهذا هو ما يجنن ابن العبيطة ويدفعه إلى قلة الأدب وافتراء الأكاذيب بتأثير ما ورثه عن أسلافه وتربى فى ظله من البهتان والافتراء.
ولقد أسلم النجاشى، رحمه الله، إلا أن ابن العبيطة يقلب حقائق التاريخ كما فعلها أسلافه الأوساخ طوال تاريخهم، فزعم أن النجاشى طرد الرسول وصحبه من الحبشة خشية أن ينشروا نصرانيتهم المنحرفة فى بلاده ويفتنوا شعبه، مع أن حقائق التاريخ تقول إن أصحاب رسول الله عاشوا ما عاشوا عند ذلك الملك معززين مكرمين إلى أن قرروا من تلقاء أنفسهم بعد زوال الخطر وقيام دولة المدينة أن يعودوا إلى ذويهم، وأنهم جميعا كانوا مسلمين موحدين لا صلة لهم بالنصرانية على الإطلاق. وكيف تكون هناك صلة بينهم وبين النصرانية، والقرآن لا يدع فرصة تمر إلا ويخطّئ النصرانية والنصارى تخطئة شاملة؟ إلا أن ابن العبيطة، بعقليته التَّيْسِيّة، يتوهم أنه سوف يكون أوفق حظا ممن اخترعوا كتابَىِ "الفرقان الحق" و"القرآن الشعبى"، اللذين مزقهما علماء المسلمين تمزيقا وألقَوْا بقاياهما فى بلاليع المجارى الوسخة مثل ملفقيهما، جاهلا أن مصير كتابه الوسخ مثله، وكذلك مصيره هو أيضا، سيكون مصير ذَيْنِك الكتابين: المجارى! وإلا فهل عاد أحد يسمع بهذين الكتابين الآن؟ أما ما يزعمه من أن القرآن يمدح أهل الكتاب مرة ويذمهم أخرى فلا وجود لشىء من ذلك إلا فى كلام ابن العبيطة الكذاب. ذلك أنه لم يحدث قط أن أثنى القرآن على أحد من أهل الكتاب المعاصرين للرسول الكريم بوصفهم أهل كتاب، بل كان الثناء عليهم لقبولهم دعوة الحق واعتناقهم الإسلام: كورقة بن نوفل ونجاشى الحبشة وعبد الله بن سلام، والرهبان والقساوسة الذين أتَوْا إلى المدينة فاستمعوا إليه صلى الله عليه وسلم وهو يتلو القرآن ففاضت منهم الدموع وأعلنوا إيمانهم بالله وانحيازهم إلى جانب الحق وأصبحوا مسلمين حسبما تنص على ذلك آيات سورة "المائدة"، التى يزعم ابن العبيطة أنها تتحدث عن النصارى. بعيدة عن شاربك يا ابن العبيطة! شاربك الذى فى استك المنتنة!
* يقول ابن العبيطة: "وعندما كان محمد يقع في مأذق اوسؤال او مشكلة متعلقة بالدين الجديد كان يقنع اتباعه بأنه منتظر الوحي للاجابة عن السؤال وقد يطول الانتظار شهورآ طويلة ذلك ان محمدآ كان يلجآ لورقة بن نوفل ليلقنه الاجابة والتي كان يظن اتباعه انها من عند الله وكان محمدآ يغيب فترات طويلة يمكث فيها مع ورقة بن نوفل وايضآ مع بحيرة الراهب يتعلم منهم مايقول لاتباعه انه الوحي ولم يتخلي ورقة بن نوفل عن محمد لحظة واحدة الي ان مات فكيف يتخلي عنه وهو قريب له نسب من ناحية جده قصي بن كعب وايضآ زوجآ لبنت عمه خديجة وناشرآ للبدعة النسطورية والابيونية التي كان يتبعها ورقة بن نوفل".
ومعنى هذا الذى يقوله ابن العبيطة أنه ينبغى ألا يحتوى المصحف إلا بضع سور قصيرة لا تزيد كثيرا عن أصابع اليد الواحدة، وهى السور التى نزلت فى بداية الدعوة أيام كان ورقة حيًّا، ما دام الوحى قد مات بموته! فانظروا إلى الأكاذيب الساذجة! ولقد خيب الله ظن ابن العبيطة فآمن ورقة بالوحى الجديد. أى أن المسطول ابن المسطول الذى لا يعرف كيف يَحْبِك كذبة مثلما لم يعرف أسلافه الأوساخ مثله أن يحبكوا ما افْتَرَوْه وادَّعَوْا أنه وحى سماوى فقالوا إن موسى مثلا قد وضعته أخته على شاطئ النهر حيث وجدته ابنة فرعون فأخذته واتخذته ابنا لها، لنراها عقب ذلك تقول إنها قد انتشلته من الماء ولم تجده على الشط، كما جعلوا ملكا من ملوك بنى إسرائيل أكبر من أبيه بعامين، وسلِّم لى على الملوخية، وقالوا كذلك إن عيسى هو ابن يوسف، وفى ذات الوقت هو ابن الله، ثم عادوا فأَعْطَوْنا نسبًا آخر للمسيح لا علاقة له بهذا على الإطلاق، أقول إن هذا المسطول ابن المسطول يتصور أن الناس مساطيل مثله هو وأبيه، ومن ثم سوف يتصورون أن القرآن لا يزيد فعلا على بضع سور قصيرة.
ثم لماذا لم يدَّع ورقة بن نوفل أو بحيرا الراهب النبوة ما دام ادعاؤها سهلا إلى هذه الدرجة بدلا من هذا اللف والدوران مثل اللف والدروان فى حدوتة المسيح الذى نزل من السماء ودخل بطن مريم مريم ثم خرج من فرجها ليفتدى البشر، بدلا مما يقوله الإسلام من أن الغفران الإلهى لا يحتاج فى الحصول عليه إلى كل هذا الرحلة الطويلة المرهقة والبهدلة المهينة للإله؟ لكن ما العجب، وهو إلهٌ خروفٌ؟ إذ متى كانت الخرفان تعقل أو تفكر، فضلا عن أن تفكر تفكيرا سليما مستقيما؟ جاتك داهية فى العبيطة أمك أيها العبيط! أتتصور أنك ستصيب الإسلام والمسلمين فى مقتل، وبهذا الأسلوب السقيم الركيك المتداعى تداعى عقلك التافه وركاكته وسقمه؟ فأين أنت من "الفرقان الحق"، الذى اجتمع له دهاقنة المخابرات المركزية والشاباك وجندوا له أكبر العقول عندهم وأصحاب أحسن الأساليب، ومع هذا لم يأخذ غلوة واحدة فى أيدى علماء الإسلام وانتهى أمره إلى أكوام المزابل؟ وهنا يستخف ابن العبيطة دمه المنتن كدم البق فيشبّه حياة الرسول بفلم "وكالة البلح"، ونادية الجندى معلمة الوكالة بالسيدة خديجة، وصبى المعلمة محمود ياسين بالنبى ذاته. وما دام ابن العبيطة يحب السينما ويحفظ أسماء نجومها على هذا النحو ويغرم بأفلام المعلمين والمعلمات ويشبّه محمود ياسين بسيد الأنبياء وفاضحهم فى كل مكان ومخزيهم على مدى الدهور والأزمان وكاشف عورة دينهم ومسخِّف عقولهم وكاسرهم وكاسب مئات ملايين البشر منهم إلى عقيدة التوحيد وجاعلهم "مُسْخَة" أمام من يساوى ومن لا يساوى، أود أن أقول له إن المرحوم فريد شوقى يسلّم عليك ويقول لك: أمّك فى العُشّ أم طارت؟ وبالمناسبة فالرسول الأعظم لم يكن يُدْعَى: معلِّما، بل الذى كان يُدْعََى: معلِّمًا هو يسوع يا عبيط يا ابن العبيطة. فانظر على من تنطبق وكالة البلح إذن؟ لكن قل لى أولا: أمك فى العش أم طارت؟
* ومن الأقاويل المعتوهة لابن العبيطة قوله: "كان محمد يبادل زوجاته لارضاء بعض رجاله اصحاب التأثير الي أن قام محمد قبل موته بمنع هذه العادة". يا يوتا يا ابن العبيطة: أمك فى العش أم طارت؟
* ويقول ابن العبيطة: "والكارثة أن الجيل المعاصر من المصريين لا يتعاطف مع الأجداد بقدر ما يتعاطف مع جلاديهم من الأعراب، ولا يحترم الحضارة القبطية أو الفرعونية بقدر ما يرى كل شئ من منظار اسلامي أسود، يمسح كل أنواع الحضارة ويبقي على ثقافة أجنحة الذباب واحكام نكاح الصبايا ووطء الغلمان، والحور العين". ونقول نحن بدورنا لابن العبيطة: إننا نحمد الله أن هدانا من ضلال الوثنية ومن لُوثة التثليث، فمُتْ بغيظك يا عبيط يا ابن العبيطة. أوتريدنا أن نعود إلى الفرعونية بوثنيتها المتخلفة أو إلى الصليب بتجسيده الله وشبحه على الخشبة واستحقاقه اللعنة حسبما يقول كتابكم ذاته، وفوق ذلك الإيمان بإلهٍ بَوّالٍ خَرّاء يبصق أعداؤه على وجهه ويضربونه بالرمح فى جنبه ويكسرون عظامه فيتألم ويصرخ من شدة العذاب ويقول: أجرنى يا إلهى، فلا يلتفت إلى صراخه أحد، ثم يموت ملعونا على الصليب مع اللصوص، ولا يجد أحدا من تلاميذه يسأل عن صحته سوى أمه ومريم الأخرى وأبيه يوسف النجار، الذى لا ندرى كيف يكون أبا له إلا فى الحرام يا عبيط يا ابن العبيطة؟ أرأيت يا عبيط يا ابن العبيطة كيف يعمى الله بصيرتكم فتشوهوا معنى الألوهية وتسيئوا إلى المسيح وأمه فيأتى الإسلام ليصحح تلك المفاهيم ويضع الألوهية فى إطارها السليم ويعيد للمسيح وأمه اعتبارهما أمام الناس جميعا؟
أما أن الإسلام يعادى الحضارة فلسوف أكتفى، فى الرد على ذلك، بالإشارة إلى ما يعرفه الجميع بما فيهم العبيط ابن العبيطة من أن الإسلام يدعو إلى العلم ويفضل العلماء على غير العلماء، ويجعل للنظافة والنظام والجمال مكانة لا تعدلها مكانة، ويمجد العمل والإنتاج والإبداع والاجتهاد تمجيدا، على عكس ما نقرأ فى كتبكم من أن النظافة شىء لا معنى له وأن الأفضل عدم الاشتغال بها، وأن الإيمان شىء لا علاقة له بالعقل أو التفكير، بل على الإنسان أن يؤمن وكفى. وليس فى الأناجيل دعوة إلى العلم ولا كلام عنه من قريب أو بعيد. ونفس الشىء يقال فى النظافة والأناقة والنظام والجمال والعمل والإبداع والاجتهاد. ومن هذا كله يتبين كيف أن ابن العبيطة يكذب ويكذب ويكذب ولا يخجل من الكذب، وإن لم يكن فى هذا شىء مستغرب لأنه ورث الكذب وراثة، فهو يجرى فى دمه ويتنفسه تنفسا.
يا ابن العبيطة، لقد كادت الحضارة الإسلامية فى وقتها أن تكون هى الحضارة المزدهرة الوحيدة فى العالم، واستمر الأمر على هذا الوضع ما استمر المسلمون فى التمسك بدينهم. وقد أنتجب هذه الحضارة فى ميادين العلم والفكر والأدب وحدها الآلاف المؤلفة من العلماء والكتاب والأدباء والشعراء المشاهير، ودعنا من غير المشاهير، سواء فى الطبيعة أو الكيمياء أو الطب أو الصيدلة أو الفلك أو الشعر أو النقد أو البلاغة أو الأدب المقارن أو الرحلة أو السِّيَر والتراجم أو مقارنة الأديان أو السياسة أو الاقتصاد أو التشريع أو علم الكلام أو التفسير أو الحديث أو التاريخ أو الجغرافيا أو اللغة أو الاجتماع أو الرياضيات أو البحرية، أو فى تأصيل المنهج العلمى حتى استوى على ساقه... إلخ. ولو رجع القراء إلى ما كتبه الأوربيون فى هذا الموضوع رغم أن كثيرين منهم يتحاملون ولا يقولون كل الحقيقة وقارنوه بما كتبه ابن العبيطة لعرف أن ما كتبه ذلك العبيط هو كذب فى كذب فى كذب فى كذب. ثم لما تراخى تمسك المسلمين بدينهم بدأوا يتقهقرون، بخلاف ما كان عليه الأمر فى الأمم النصرانية، إذ كانت أيام تمسكها بدينها متخلفة أشد التخلف، ثم لما نبذت النصرانية ابتدأت أحوالها تستقيم. وكان على من يريد من تلك الأمم أن يستخدم عقله أن يخوض أولا جحيم محاكم التفتيش بأهواله التى لا يمكن تصورها قبل أن يستطيع التفكير مجرد التفكير، لأن دنيكم يحرم عليكم التفكير ويأمركم أن تعيشوا كقطعان البقر. وكان ذلك بمساعدة ما أخذته تلك الأمم واستعارته واستوعبته من حضارة الإسلام فى كل ميادين الحياة. والكتب التى تُرْجِمَتْ عن تلك الحضارة لا تُعَدّ ولا تحصى، وكانت قراءة تلك الكتب ومعرفة ما فيها مبعث فخار للأوربى فى ذلك الوقت، إلى أن قويت شوكة تلك الدول وأصبحت قادرة على الإضافة إلى ما أخذته عن حضارة الإسلام الميمونة المباركة يا ابن العبيطة! لكنكم قوم كاذبون تظنون أنكم تستطيعون حجب نور الشمس فى رائعة النهار، وهيهات يا عبيط يا ابن العبيطة. وقد سبقك إلى هذا الكذب المفضوح وزير خارجية فرنسا فى أخريات القرن التاسع عشر فكتب فى ذلك كتابا فرد عليه محمد عبده وأفحمه وألجمه وأخزاه وأرداه. ويمكن القراء أن يعودوا إلى كتابه: "الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية".
* أما ما يصدّع به العبيط ابن العبيطة أدمغتنا عن الفتح الإسلامى وإنكاره، ككل لئيم خسيس، اليد الإسلامية الكريمة التى امتدت للنصارى المصريين فى محنتهم وانتشلتهم من المعاناة وأراحتهم من ألوان العذاب، وتطاوله على سيده وسيد أهله جميعا عمرو بن العاص، فليسمع ابن العبيطة الآتى: نحن المصريين المسلمين نعتز بديننا وبأن الحظ السعيد قد قيّض لنا رجلا كعمرو بن العاص، الذى فتح مصر، فتعرّف أسلافنا إلى دين التوحيد وأحبوه وهشوا له ودخلوه بالملايين عن سعادة واقتناع رغبةً منهم فى رضا الله وإحراز الجنة بدلا من ارتكاسات الوثنية والتثليث. والآن ما دخلكم أنتم فى هذا؟ لقد أنكرتم ما فعله عمرو لكم حين أنقذكم من جور الرومان وبطشهم وأعاد الأسقف بنيامين من مخبئه فى الصحراء إلى حيث يستطيع العيش فى أمان وكرامة، وأخذتم تشتمونه وتقولون فيه الكذب كعادة كل لئيم لا يحفظ الجميل كلما رأى فى الأفق قوة قادمة يظن أن باستطاعته الاستعانة بها ضد من أحسنوا إليه وأنقذوه من الهوان والعذاب والاضطهاد، والآن تريدون أن تتدخلوا فى ديننا، وما أنتم إلا أقلية، وتظنون أنكم سوف تنجحون فى رد الأغلبية الساحقة الماحقة إلى الكفر مرة أخرى. بالمناسبة: أمك فى العش أم طارت؟ لكن هل قال لكم أحد إن المسلمين المصريين ضائقون بدينهم؟ هل نصّبكم الله أوصياء عليهم؟ وهل هم قاصرون لا يستطيعون التصرف فى أمورهم؟ ألا يرى القراء مدى سماجة ابن العبيطة ومن يرافئه على هذا؟ قل يا عبيط ما تشاء من الكذب والتضليل عن إكراه العرب للمصريين على اعتناق الإسلام، فلى سؤال واحد أسألكم إياه: يا ترى من الذين أُجْبِرَ أجدادهم على ذلك؟ نحن أم أنتم؟ نحن طبعا، إذ أنتم لا تزالون على دينكم وتثليثكم وتصليبكم وتجسيدكم لله، أما نحن فقد أعزنا الله وكتب لنا الخروج من هذا كله. فما دخلكم أنتم فى ذلك؟ ستقولون: ولكن هذا إنما تم عنوة وقسرا. ولن أضيع وقتى فى الدخول فى مناقشات بيزنطية، وبخاصة أننا الآن فى الصيام ومرهقون، بل أكتفى بالقول بأنه حتى لو كانت مزاعمكم عن الإجبار والقسر صحيحة، وهى بكل يقين عارية عن الصحة جملة وتفصيلا، فإننا نشكر الله أنْ أخرجَنا من ضلال الكفر وهدانا إلى التوحيد واعتناق الإسلام، فماذا أنتم قائلون؟
ألم تسمع، يا ابن العبيطة، بالمثل البلدى القائل: واحد شايل ذقنه، والتانى زعلان ليه؟ هل طلبنا منكم أن تساعدونا على الارتداد إلى الكفر، والعياذ بالله؟ وهذا طبعا إن كان هناك عاقل أو حتى مجنون يفكر فى ترك الهدى والعودة إلى الضلال! إننا، معشر المسلمين، أصحاب الأغلبية الساحقة الماحقة فى البلاد، ومع هذا لم نفكر قط فى يوم من الأيام فى فرض الإسلام عليكم، على حين أنكم، وأنتم أقلية لا تزيدون على أكثر تقدير حسب إحصائيات الأوربيين أنفسهم عن نحو 6% قبل أن تكثر هجرتكم وتتقلص مواليدكم فتقل نسبتكم بدورها عن ذلك، تريدون أن تعيدونا نصارى مثلكم. ورغم ذلك كله لا تكفون عن الزعم بأن الإسلام دين دموى وأننا نحن المسلمين إرهابيون نفرض ديننا على الآخرين بالسيف. أليست هذه مفارقة مضحكة؟ أليس هذا دليلا على مدى تأصل الكذب والتضليل فى نفوس القوم وأن أمثال يوتا ابن العبيطة مرضى نفسيون لا يُرْجَى لهم شفاء؟ إن الأمم النصرانية هى التى تحتل بلاد المسلمين وتستنزف ثرواتهم وتتآمر عليهم وتصنع كل ما فى استطاعتها لمنع المسلمين من امتلاك أسباب القوة ومحاصرتهم والتنكيل بهم والتطاول على نبيهم ودينهم منذ عدة قرون، ومع هذا يجد ابن العبيطة فى نفسه الجرأة كى يتهم المسلمين المظلومين المسحوقين على أيدى الأمم الغربية النصرانية بأنهم قتلةٌ إرهابيون!
* اسمع يا عبيط يا ابن العبيطة: إنكم تظلون خانعين وادعين ما دمتم تَرَوْنَ أنفسكم ضعفاء، وتذهبون حينئذ ترددون كلامكم الممجوج عن المحبة والسلام والتسامح، حتى إذا ظهر للإسلام عدو وظننتم أنه يمكنكم الاستعانة به لضربه فى مقتل فسرعان ما تنقلب الحملان الخانعة الضارعة الوادعة ضباعا وذؤبانا شَرِسَةً نـَهِسَة، وتشرعون فى التهديد والسب والتطاول والتباذؤ غير مبقين للسلام مكانا ولا مفكرين فى الغد حين ينكسر هذا العدو وينصرف عنكم ويترككم وحدكم. حدث هذا، على سبيل المثال لا الحصر، أثناء الحملات الصليبية والحملة الفرنسية والاحتلال البريطانى، ثم هذه الأيام أيضا استقواءً بأمريكا وإسرائيل. لقد بات كثير من المسلمين يتساءلون، وهذه أول مرة يثور فيها ذلك التساؤل لدى المسلمين: ترى هل أخطأنا نحن أهل التوحيد حين تركنا النصارى على دينهم ولم نعمل على إفنائهم كما صنع نصارى الأندلس بالمسلمين هناك بعدما كُتِب لهم النصر عليهم حتى صارت تلك البلاد كلها مثلِّثة لا تُسْمَع فيها كلمة التوحيد لعدة قرون؟
إن النصارى متى ما ملكوا فى أيديهم أسباب القوة والسيطرة فسرعان ما يطبقون ما هو منسوب للمسيح فى الأناجيل من أنه لم يأت بالسلام بل بالسيف والخصومات والعداوات، فضلا عما فى العهد القديم من الأوامر المنسوبة لله سبحانه بإبادة بنى إسرائيل للأمم الأخرى رجالا ونساء وأطفالا وحيوانات دون الإبقاء على أية نسمة حية لا لشىء سوى أنهم "آخَرون" متى أمكنتهم الفرصة. والعهد القديم، كما نعرف، جزء لا يتجزأ من الكتاب المقدس الذى يؤمن به النصارى. أما فى القرآن الكريم والسنة المطهرة فلا وجود لشىء من هذا على أى وضع من الأوضاع. لقد ترك المسلمون الفاتحون نصارى الأندلس مثلا كعادتهم فى التخلية بين أصحاب كل دين ودينهم دون التدخل فى شؤونهم أو التضييق عليهم وإكراههم على ما لا يريدون، فكانت النتيجة وبالا عليهم حين انقلبت الموازين. أفلا يحق للمسلمين أن يطرحوا هذا السؤال إذن؟ لقد كانوا يحفّظوننا فى المدرسة قوله سبحانه وتعالى: "لا إكراه فى الدين. قد تبَيَّن الرُّشْد من الغَىّ"، "ولو شاء ربك لآمن مَنْ فى الأرض كلُّهم جميعا. أفأنتَ تُكْْرِه الناسَ حتى يكونوا مؤمنين؟"، "ولا يزالون (أى البشر) مختلفين* إلا مَنْ رحِم ربُّكَ. ولذلك خلقهم"، "وقاتلوا فى سبيل الله الذيين يقاتلونكم ولا تعتدوا. إن الله لا يحب المعتدين"، "وإن جَنَحُوا للسَّلْم فاجْنَحْ لها وتوكل على الله. إن الله يحب المتوكلين"، "فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألْقَوْا إليكم السَّلَم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من ظلم معاهَدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طِيب نفسه فأنا خصيمه يوم القيامة"، "لا تتمنَّوْا لقاء العدو. ولكن إذا لقِيتموهم فاثبتوا"، إلى جانب صحيفة المدينة التى تعطى كلا من المسلمين واليهود نفس الحقوق، وتكلفهم نفس المسؤوليات بالعدل والقسطاس. ثم فوجئت بزميلى النصرانى فى السكن المفروش فى لحظة سهو منه غاب فيها عقله ولم يأخذ حذره، وكان ذلك بُعَيْد تولى شنودة رئاسة الكنيسة الأرثوذكسية بقليل، يقول لى على حين بغتة، ونحن واقفان فى الشارع بين الظهر والعصر، إن النصارى هم وحدهم أصحاب البلد، وإن المسلمين الموجودين فى مصر ليسوا مصريين حقيقيين، بل عربا جاؤوا من الجزيرة العربية واستقروا فيها. ووالله ثم والله لقد كنا نحن الشبان المسلمين فى الشقة المفروشة نعامله أحسن معاملة، ولم نكن نضع فى ذهننا وقتها أننا مسلمون وأنه نصرانى.
إذن ففى الوقت الذى علَّمونا فيه فى المدرسة أن رسول الله (الذى يسبونه فى جلافة وإجرام وانحطاط ما بعده انحطاط) سيخاصمنا يوم القيامة إذا ظلمْنا أحدا من أهل الذمة، كانوا هم يعلمون أولادهم فى الكنيسة أنهم هم وحدهم أصحاب البلد وأننا نحن الأربعة والتسعين فى المائة (على الأقل) من السكان أجانب غرباء عن البلاد ينبغى أن يعودوا من حيث أَتَوْا. هل رأى أحد لوحة عبثية مثل تلك اللوحة البائسة؟ ثم إنهم بعد هذا كله يزعمون أننا نضطهدهم ونؤذيهم، مثلما يكذبون فيدّعون أن المسلمين فى أرض المحروسة ليسوا مصريين بل عربا، وكأن البضعة عشر ألفا من العرب الذى أتوا إلى مصر قد تكاثروا حتى أصبحوا الآن نحو سبعين مليونا، على حين تقلصت الملايين التى كانت تسكن مصر فى ذلك الوقت إلى أن أضحت بضعة ملايين فقط لا غير. أليس هذا أمرا مضحكا؟ لكن علامَ يدلّ؟ إنه يدل على الكذب الفاجر السافل! ثم يزعمون مع ذلك أنهم أصح
اب سلام وتسامح، وأن المسلمين قتلة إرهابيون. وهل يُنْصَر دين الله الحق بمثل هذه الكذب الإجرامى