بحث هذه المدونة الإلكترونية

جديد الفيديوز من موقع حكاية كاميليا

جديـــــــــــــد الفيديوز من موقع حكـــــــــــــــــــــــــــاية كـــــــاميليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

الاثنين، 17 يناير 2011

مسلمو جنوب السودان.. قولوا لا


موقع المسلم
مسلمو جنوب السودان قولوا لاتعودنا ألا يمنح حق تقرير المصير إلا للأقليات غير المسلمة في بلاد المسلمين، وأن تبقى الأقليات المسلمة في العالم في حالة من الاضطهاد أو الضغط أو التهميش في أبسط حال. أما حق تقرير مصير الشعوب أو مجموعات عرقية ذات جذور إسلامية فيتعذر تطبيقه أو تفعيله في أي مكان في العالم، وفي الأولى فإن هذا الحق متوجب الحصول عليه عبر حزمة من الضغوط والإجراءات التي لا نهاية لها.

هذه حكاية الجنوب السوداني الذي يجمع قادة السودان على أنه ليس لهم من الأمر شيء بعد أن تكالبت كل القوى الغربية عليهم ودعمت جيرانهم لحد السماح لجنرال "إسرائيلي" بإدارة الحرب الجنوبية ضدهم من عنتيبي، العاصمة الأوغندية، حتى اضطر النظام السوداني إلى المناورة التي قادته في النهاية إلى التسليم لرغبات صهيونية وجدت طريقها للتطبيق الفعلي في غياب من التماسك العربي والإسلامي.

وسواء أكان النظام قد انسحب من المعركة مضطرًّا أم شارك على نحو ما في تفكيك بلاده عبر سلسلة من الأخطاء غير المحسوبة؛ فإن ما يعنينا الآن -إضافة إلى جملة من التداعيات الاستراتيجية الخطيرة فيما يخص أمن واستقرار السودان والمنطقة برمتها- هو حال الأقلية المسلمة في الجنوب السوداني التي غدتْ الآن بلا نصير، تلك الأقلية التي لا تحددها إحصائية دقيقة بنسبة معينة، لكنها بلا شك أكبر من أن يغيب ذكرها أو الحديث عن مصيرها في غمرة الحديث السياسي المجرد.

ما بين 25 - 45% تقول الإحصاءات الرسمية وغيرها إنهم يشكلون نسبة المسلمين إلى تعداد السكان في الجنوب السوداني، الذي يمثل بدوره خمس عدد سكان الجنوب الذي تبلغ مساحته ربع مساحة السودان كله، وهو رقم يلامس على الأقل مليوني مسلم جنوبي قد أضحوا يعيشون الآن في ظل نظام يتهيأ إلى المزيد من تهميشهم وإخضاعهم لحكمٍ إن لم يكن علمانيًّا بحتًا؛ فسيكون خاضعًا لأفكار الوثنيين الذين يمثلون غالبية سكان الجنوب.

المخاوف تتجاوز بكثير مسألة عدم تطبيق الشريعة في الجنوب السوداني، وهي مسلَّمة معلوم أنها ستحدث في دولة الجنوب المنتظرة، وتصل إلى حد احتمالات التضييق على الشعائر الدينية والفروض الإسلامية الرئيسة.

وما كان منتظرًا أن تجسد فيه هذه الفترة التي تسبق الاستفتاء حياة "متسامحة" وتشجيعًا على تصويت المسلمين ذاتهم مع الانفصال من قبل القوى المتنفذة في الجنوب، لم تكن كذلك، بل حتى نية التصويت ضد قطع أوصال السودان بات سرًّا لا يستطيع المسلمون وحتى غير المسلمين البوح به قبل أيام بل ساعات من الاستفتاء، بما يؤكد أن هذا الجو المشحون ضد كل ما يتعلق بالشمال، إسلامًا وهوية وعربية قد غدا أمرًا غير مرغوب به من حكام الجنوب الجدد، الذين لم يوفروا وقتًا للحديث عن علاقة ستعزز مع الكيان الصهيوني تمارس الضغط على المسلمين العرب من الجنوب، مثلما هي قد فعلت في إريتريا من قريب و"إسرائيل" من قبل.

إننا نتخوف على مصير المسلمين كثيرًا في الجنوب السوداني، يشاطرنا في الهم بل يسبقنا علماء الأمة الذين أفتوا بحرمة التصويت للانفصال في الجنوب، ورابطة علماء السودان الذين أكدوا من قبل على بطلان مبدأ الاستفتاء نفسه، وندعو كل مسلم هناك ألاَّ يفعل مهما لوّح الموالون للكيان الصهيوني بجزراتهم لأهل الجنوب، وأن يكون أكثر إيجابية في قول "لا"، مهما كان الحديث عن تزوير محتمل قد تلجأ إليه الجبهة الشعبية النافذة في الجنوب والقوى الغربية المحركة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرسل تعليقا