بحث هذه المدونة الإلكترونية

جديد الفيديوز من موقع حكاية كاميليا

جديـــــــــــــد الفيديوز من موقع حكـــــــــــــــــــــــــــاية كـــــــاميليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

الأحد، 29 أغسطس 2010

معنى عودة الهاربة




كتب عاطف بشاى  العدد 4286 - السبت الموافق - 31 يوليو 2010
روز اليوسف


بظهور «كاميليا شحاتة» زوجة القس تداوس سمعان كاهن كنيسة «مارجرجس»

بمدينة «دير مواس» بالمنيا.. دقت أجراس الكنائس ابتهاجاً بعودتها واندلعت زغاريد
النساء في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.. وإذا كان من المنطقي أن تعم الفرحة
بين الزوجات في حالة السعي لإلغاء لائحة (38) حتي تتمكن الزوجة من إحكام
السيطرة علي الزوج المقهور المحاصر في مصيدة الزوجية غير قادر علي الإفلات
حيث يظل حاملاً صخرة «سيزيف» المعذب إلي الأبد.. فما الذي يفرحهن بعودة المتمردة
صاغرة بعد تحررها بالهرب من سطوة زوج علي خلاف معه..؟
ثم ما معني أن يحمل مئات الشباب - الغاضبين والمعتصمين داخل الكاتدرائية لاختفاء
«كاميليا» والذين توافدوا من ربوع «المنيا» - الأب «تداوس» علي الأعناق.. ويطوفون به
أنحاء الكاتدرائية مرددين الهتافات المؤيدة للبابا شنودة «الثالث».. ولأجهزة الأمن والدولة
بعد أن كانوا يرددون الهتافات المعادية ويحملون اللافتات الغاضبة التي تضج بالعبارات النارية
الثائرة مثل: «يا جمال قول للريس.. خطف بناتنا مش كويس» و«فين العالم ييجي يشوف..
الاضطهاد علي المكشوف».. و«يامبارك ساكت ليه.. هو تواطؤ ولا إيه».. و«شايلين كفنا علي
أيدينا لحد كاميليا ماترجع لينا».. و«قل للحاكم جوه القصر.. إحنا إللي محافظين علي مصر»..
وكيف يصبح كاهن يخفي الحقيقة المتمثلة في أن هروب الزوجة جاء بمحض إرادتها نتيجة
خلاف زوجي لا علاقة له بأي بعد طائفي.. ويضلل الأجهزة الأمنية والجموع الغاضبة.. ويكاد
يتسبب في إشعال فتنة طائفية.. كيف يصبح هذا الكاهن في لحظة بطلاً قومياً يحمل علي
الأعناق بينما هو نموذج لرجل يفتقد الإحساس بالمسئولية.. كما يفتقد الشجاعة الأدبية
الكافية للاعتراف بالحقيقة.. وكأن الخلاف الزوجي عار ينبغي إخفاؤه حيث القس وزوجته
تشملهما قداسة وطهر نوراني يسموان به فوق نزهات ونقائص البشر وصغائر النفس الإنسانية..
وفوق الضعف الإنساني ليظلا نموذجين لبشر ليسا كالبشر من لحم ودم وأعصاب.. وإنما كائنات
خشبية لاروح فيها ولا مشاعر.
أما الزوجة التي رآها البعض مارقة عابثة لابد من محاكمتها بتهمة تكدير الأمن العام (وهو رأي أراه
رغم كل شيء قاسياً ومتعسفاً).. وعنَّ للبعض أن يراها ضحية ظروف اجتماعية ونفسية ضاغطة
(وهو موضوع مقال قادم) فلم تهتز خلجة من خلجاتها لهول رد الفعل.. وربما أسعدها أن تصبح في
دائرة الضوء والاهتمام مستمتعة استمتاعاً مرضيا بحيرة تفسيرات الجميع وتضارب استنتاجاتهم
مخرجة لسانها للتقاليد والأعراف المستقرة البالية.. المهم أن القس وزوجته لم يهتزا لحظة لخطورة
«تلك اللعبة المنحطة لإلصاق اتهامات طائفية كاذبة لإخفاء عورات شخصية.. بل إن سيناريو
«وفاء قسطنطين» يتكرر بنفس مشاهده وتفاصيله وحبكته الدرامية الرديئة.. فيتم اتهام زميل
مسلم يعمل مع الزوجة بالمدرسة أنه وراء إغوائها رغبة منه في أسلمتها.. ويضطر القس بعد
افتضاح أمر الفرية إلي الاعتذار له.
فما معني ذلك كله؟!
معناه الواضح والمباشر أن الوطن قد هان.. فالطائفية تطل بوجهها الكريه وتفرض وجودها فوق
المواطنة.. وعودة كاميليا دون أسلمة هو انتصار للمسيحية يستحق أن تطلق من أجله الزغاريد
ويحمل القس علي الأعناق - مثلما يعتقد متطرفون مسلمون أن تحويل مسيحي إلي الإسلام
هو انتصار للإسلام - لقد باعا الوطن وارتديا الأقنعة وصمتا علي الاتهام الطائفي.. ورفعا شعار
«تولع الدنيا.. لاشيء يهم.. الأهم أن نخفي عوراتنا».. إلي أن كشف الأمن كذب الادعاء.. فما
الذي فعله الأمن؟!
أعاد الهاربة إلي الكاتدرائية.. سلمها للكهنة - وكأنه يسلمها لمحاكم التفتيش - ولم يسلمها
لزوجها ولا أحضان صغيرها «أنطون».. وكأنه يقول لهم: «دوشتونا.. وأدخلتم الأمن في قضية جنائية
طائفية ثبت عدم صحتها.. هاهي المتهمة تصرفوا أنتم معها».. فإذا كان الأقباط الغاضبون - كما يحدث
دائما في كل الأزمات - يلجأون للكنيسة وليس لأجهزة الدولة والكنيسة تشجعهم علي ذلك.. فما
كان للأمن أن يستجيب لذلك المفهوم.. فالأقباط ليسوا مجرد طائفة أو أبناء جالية.. ولاتمثل الكاتدرائية
دولتهم الخاصة.. «وكاميليا في النهاية مواطنة مصرية لها حقوق إنسانية لها علاقة بالأحوال الشخصية،
والأحوال الشخصية ليست من سلطة الأمن» والكاتدرائية ليست بديلاً للدولة المدنية.. كما أن الدولة
ليست مسئولة للتدخل في عودة المياه إلي مجاريها بين الكاهن وزوجته.. أما وقد سلم الأمن «كاميليا»
للكهنة.. فقد صرح الأنبا «أغانيوس» أسقف «دير مواس» أنها متواجدة حاليا عند أحد أقاربها لقضاء فترة
استجمام قصيرة مجهولة تعود بعدها إلي زوجها في «المنيا».. فأين ياتري ستقضي فترة الاستجمام هذه؟!..
في «مارينا» أم في أحد الأديرة حيث تطول الإقامة؟! المهم أن ذلك المجتمع الزائف قد استراح بعودة
المارقة المختفية - سواء بإرادتها أو بواسطة الأمن - وانحسرت المظاهرات وهدأت العاصفة وعم الهدوء
والاطمئنان.. وعاد الحب والوئام بين الجميع مسلمين ومسيحيين.. شيوخاً وقساوسة.. أقباطا وحكومة.
وإذا ماعادت «كاميليا» إلي منزلها وبدأ الكاهن في معاودة مهام عمله في تلقي اعترافات الأزواج والزوجات
وإسداء النصح لهم لإرساء دعائم حياة زوجية سعيدة مقدسة وحينما يغلق عليها باب المنزل فماذا ينوي
تجاهها بعد أن جرسته في أرجاء المعمورة؟!
وماذا هي فاعلة به بعد إجبارها علي العودة له.. ومعايشته قهراً ترفضه وقد سدت أمامها كل الأبواب فلا
طلاق ولا هروب ولا خروج من باب البيت إلا إلي القبر.. ذلك أن القرار القادم المرجح صدوره بناء علي اقتراح
مقدم إلي البابا شنودة جاء علي لسان المستشار «نجيب جبرائيل».. هو منع زوجات الكهنة من العمل
اتقاء للفتنة والإغواء، فالنساء حبائل الشيطان اللهم قنا شر الشياطين.. ولا بأس ولامناص من العودة إلي
عصور التخلف حماية للفضيلة التي تبكي وتنتحب من جراء شرورهن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرسل تعليقا