بحث هذه المدونة الإلكترونية

جديد الفيديوز من موقع حكاية كاميليا

جديـــــــــــــد الفيديوز من موقع حكـــــــــــــــــــــــــــاية كـــــــاميليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

الأحد، 29 أغسطس 2010

اختفاء النساء واللعب مع السلطة‏!‏

اختفاء النساء واللعب مع السلطة‏!‏
كتبه نبيل عمر 
صحيفة الاهرام 


 لست من أنصار غلق ملف السيدة كاميليا شحاتة زاخر زوجة كاهن كنيسة مار جرجس بالضبة والمفتاح‏,‏ وأن نحمد الله ونشكر الرب علي أن الفتنة لم تمتد لأكثر من مدينة المنيا وألف متظاهر داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية‏..‏
فالسيدة  كاميليا عادت من الاختفاء أو الهروب المؤقت الذي اختارته بمحض ارادتها‏,‏ لم تكن مخطوفة لا من جماعة متطرفة ولا جماعة معتدلة‏!‏
بالطبع لا يجوز أن نغلق الملف دون أن نعرف‏:‏ ماذا حدث؟‏,‏ ولماذا حدث؟‏,‏ لا أقصد بالمرة أن نعرف الأسباب التي حدت بالسيدة كاميليا أن تأخذ اجازة أسبوعين من عملها وأن تسحب أكثر من‏20‏ ألف جنيه من ودائعها وتهجر منزلها إلي بيت صديقتها لما يقرب من ستة أيام‏,‏ دون علم زوجها أو أهلها أو اقربائها‏,‏ فهذه أمور شخصية جدا‏,‏ ومن العيب أن نخوض فيها‏,‏ لكن ما نود أن نعرفه ونفحصه ونمحصه ونصل إلي جذوره‏:‏ لماذا كل هذا الغضب؟‏!,‏ ولماذا عبر عن نفسه بطريقة كان يمكن أن تشعل حريقا هائلا في بيوتنا ونحترق به جميعا؟‏!..‏خاصة أن كل ما قيل عن أسباب اختفائها كان محض أكاذيب واتهامات عشوائية‏..‏ وهذه الأكاذيب هي التي صنعت حالة من الغضب‏,‏ تجاوزت المعقول في هتافاتها‏,‏ ولا يعنينا التنديد بالحكومة وبالهتافات ضد رموزها‏,‏ لكن ما يعنينا هو الوطن‏,‏ فالهتافات تخلط بين الوطن والحكومة‏,‏ مع أن الوطن خالد وأي حكومة زائلة‏!‏ وهذا خطر بالغ‏..‏لأن الوطن هو المصريون جميعا أيا كان لون بشرتهم أو فصيلة دمائهم أو ديانتهم أو عقائدهم أو ميولهم السياسية أو نوع الجنس‏.‏ وإفساد معني الوطن هو محاولة لهدمه‏!‏
ويبدو أن اخفاء الحقائق مع إثارة المشاعر صار منهجا في اي حادث اختفاء لبنت أو سيدة مسيحية‏..‏كما لو أن الخطف هو السبب الأوحد لغياب شخص عن بيته‏!‏
ومن السهل إثبات أن لي عنق الحقيقة أولي ذراع الحكومة قد حدث عمدا‏,‏ سواء من أجل إقحام السلطة في علاج أزمة عائلية بين كاهن وزوجته انتهت بفرارها‏,‏ وقد لا تعود إلا بالضغط علي السلطة بسلاح الترهيب الديني والطائفي‏,‏ أو من باب التعامل مع الوطن علي أنه ذبيحة‏,‏ والفرصة سانحة لأن يقتطع كل منا جزءا أكبر منها حسب قدرته وطول السكين الذي في يده وقوات الدعم التي يمكن أن يحصل عليها‏,‏ من الشارع أو من الخارج‏!‏
وإذا كان الكلام عن اختفاء الناس‏,‏ فالمرء يتعجب لماذا لم يتجمهر أهالي فتيات ونساء اختفين مثل سعاد محمد عبد الرازق‏(18‏ سنة من شبرا الخيمة‏),‏ أو الزوجة غادة محمود من سوهاج أو الطبيبة هالة حسن من الإسكندرية‏,‏ او المراهقة زينب محمد من الجيزة‏,‏ أو دينا مختار من القليوبية أو‏...‏أو؟‏!,‏ وكلهن لم يعدن بعد إلي ذويهم‏,‏ ألا توجد جماعات تبشير مثل التي اقنعت المحامية نجلاء الإمام بأن تتنصر تكون وراء هذا الاختفاء؟‏!‏
سوء الظن سهل للغاية‏..‏
لماذا اختفاء البنات والسيدات المسيحيات فقط هو الذي يتحول إلي جرائم خطف واختطاف ولا يعد غيابا إراديا؟‏!‏
وقبل سنوات حين وقعت مأساة السيدة وفاء قسطنطين تلك السيدة التي تبلغ من العمر‏42‏ عاما‏,‏ وقيل إنها اختطفت وأسلمت بالإكراه‏,‏ ثم رجعت عن إسلامها‏,‏ كتبت منتقدا متسائلا‏:‏ ماذا يعني أن تصر الكنيسة علي أن تسلمها الدولة مواطنا مصريا؟‏!..‏أي قانون هذا وبأي حق؟‏!..‏ هل يعقل أن تسلم الدولة مواطنيها وهي صاحبة السلطة إلي أي جهة مهما كانت؟‏!..‏ هل يمكن أن تسلم مواطنا تنصر للأزهر مثلا أو للمفتي؟‏!..‏هذا لا يجوز ولا يصح وخطر داهم قد يضعنا جميعا في مأزق‏..‏ ويصب في مصلحة المتطرفين الباحثين عن السلطة والدولة الدينية‏!‏
فعاتبني الدكتور جوزيف يوسف غبريال عتابا مرا وقال‏:‏ نعم نعتبر غياب أي مسيحية عملية خطف‏,‏ لأن لدينا إحساسا أو شائعات بأن منظمات بترودولارية وراء حالات الأسلمة وان كل حالة لها تسعيرة‏,‏ والأخبار عن بنات صغيرات أسلمن بهذه الطريقة يسمم الأجواء‏,‏ وأعرف سيدة اختفت ابنتاها الاثنتان الأقل من‏16‏ سنة‏,‏ ويقال إن الأمن لا يتخذ الإجراءات الحاسمة السريعة في مثل هذه الحالات‏..‏هل تعرف أننا بدأنا نخاف من حالات التقوي الشديدة التي تظهر علي بعض البنات‏,‏ فتذهبن إلي الكنيسة بانتظام مبالغ فيه‏,‏ وبات معني هذه التقوي المفاجئة أنهن علي وشك الاختفاء‏..‏لابد أن تعرف أننا شرقيون وتغيير الدين عار يطارد الأسرة وإذا أضيف له شرف البنت هنا يتحول الأمر إلي مأساة حقيقة‏..‏ فسألته‏:‏ هل تعرفون مكان أي منظمة أو جماعة تغوي هؤلاء الفتيات؟‏!‏
فأجاب‏:‏ لا قلت‏:‏ إذن هذه شائعات‏,‏ وليس معقولا أنه كلما اختفت بنت نخرج إلي الشارع نسب الوطن ونتهم الآخر بأنه وراء الحادث‏.‏
قال‏:‏ طالما عدم الثقة موجودا‏..‏لا حل سريع‏!‏
نعود إلي حكاية السيدة كاميليا ونسأل‏:‏ وإلي متي يتحول غياب البنات قضية تهدد الوطن؟‏!‏
تقول دراسة اجتماعية أمنية إن‏:99%‏ من بلاغات الاختطاف غير دقيقة‏,‏ وأغلب الفتيات يتركن بيوتهن بعد تخطيط طويل‏,‏ نتيجة ارتباطهن بشخص ما وتعلمن رفض عائلاتهن لهم‏,‏ أو لديهن تطلعات لتغيير حياتهن‏,‏ بمساعدة أصدقاء السوء أو زوجات هاربات من أزواج مكروهين‏.‏
نعم فيه مشكلات وفيه تمييز مجتمعي‏,‏ لكن علينا أن نعي الدرس ونتعلم ولا نخاطر بصحة الوطن‏!‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرسل تعليقا