اختفاء النساء واللعب مع السلطة!
كتبه نبيل عمر
صحيفة الاهرام
لست من أنصار غلق ملف السيدة كاميليا شحاتة زاخر زوجة كاهن كنيسة مار جرجس بالضبة والمفتاح, وأن نحمد الله ونشكر الرب علي أن الفتنة لم تمتد لأكثر من مدينة المنيا وألف متظاهر داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية..
كتبه نبيل عمر
صحيفة الاهرام
لست من أنصار غلق ملف السيدة كاميليا شحاتة زاخر زوجة كاهن كنيسة مار جرجس بالضبة والمفتاح, وأن نحمد الله ونشكر الرب علي أن الفتنة لم تمتد لأكثر من مدينة المنيا وألف متظاهر داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية..
فالسيدة كاميليا عادت من الاختفاء أو الهروب المؤقت الذي اختارته بمحض ارادتها, لم تكن مخطوفة لا من جماعة متطرفة ولا جماعة معتدلة!
بالطبع لا يجوز أن نغلق الملف دون أن نعرف: ماذا حدث؟, ولماذا حدث؟, لا أقصد بالمرة أن نعرف الأسباب التي حدت بالسيدة كاميليا أن تأخذ اجازة أسبوعين من عملها وأن تسحب أكثر من20 ألف جنيه من ودائعها وتهجر منزلها إلي بيت صديقتها لما يقرب من ستة أيام, دون علم زوجها أو أهلها أو اقربائها, فهذه أمور شخصية جدا, ومن العيب أن نخوض فيها, لكن ما نود أن نعرفه ونفحصه ونمحصه ونصل إلي جذوره: لماذا كل هذا الغضب؟!, ولماذا عبر عن نفسه بطريقة كان يمكن أن تشعل حريقا هائلا في بيوتنا ونحترق به جميعا؟!..خاصة أن كل ما قيل عن أسباب اختفائها كان محض أكاذيب واتهامات عشوائية.. وهذه الأكاذيب هي التي صنعت حالة من الغضب, تجاوزت المعقول في هتافاتها, ولا يعنينا التنديد بالحكومة وبالهتافات ضد رموزها, لكن ما يعنينا هو الوطن, فالهتافات تخلط بين الوطن والحكومة, مع أن الوطن خالد وأي حكومة زائلة! وهذا خطر بالغ..لأن الوطن هو المصريون جميعا أيا كان لون بشرتهم أو فصيلة دمائهم أو ديانتهم أو عقائدهم أو ميولهم السياسية أو نوع الجنس. وإفساد معني الوطن هو محاولة لهدمه!
ويبدو أن اخفاء الحقائق مع إثارة المشاعر صار منهجا في اي حادث اختفاء لبنت أو سيدة مسيحية..كما لو أن الخطف هو السبب الأوحد لغياب شخص عن بيته!
ومن السهل إثبات أن لي عنق الحقيقة أولي ذراع الحكومة قد حدث عمدا, سواء من أجل إقحام السلطة في علاج أزمة عائلية بين كاهن وزوجته انتهت بفرارها, وقد لا تعود إلا بالضغط علي السلطة بسلاح الترهيب الديني والطائفي, أو من باب التعامل مع الوطن علي أنه ذبيحة, والفرصة سانحة لأن يقتطع كل منا جزءا أكبر منها حسب قدرته وطول السكين الذي في يده وقوات الدعم التي يمكن أن يحصل عليها, من الشارع أو من الخارج!
وإذا كان الكلام عن اختفاء الناس, فالمرء يتعجب لماذا لم يتجمهر أهالي فتيات ونساء اختفين مثل سعاد محمد عبد الرازق(18 سنة من شبرا الخيمة), أو الزوجة غادة محمود من سوهاج أو الطبيبة هالة حسن من الإسكندرية, او المراهقة زينب محمد من الجيزة, أو دينا مختار من القليوبية أو...أو؟!, وكلهن لم يعدن بعد إلي ذويهم, ألا توجد جماعات تبشير مثل التي اقنعت المحامية نجلاء الإمام بأن تتنصر تكون وراء هذا الاختفاء؟!
سوء الظن سهل للغاية..
لماذا اختفاء البنات والسيدات المسيحيات فقط هو الذي يتحول إلي جرائم خطف واختطاف ولا يعد غيابا إراديا؟!
وقبل سنوات حين وقعت مأساة السيدة وفاء قسطنطين تلك السيدة التي تبلغ من العمر42 عاما, وقيل إنها اختطفت وأسلمت بالإكراه, ثم رجعت عن إسلامها, كتبت منتقدا متسائلا: ماذا يعني أن تصر الكنيسة علي أن تسلمها الدولة مواطنا مصريا؟!..أي قانون هذا وبأي حق؟!.. هل يعقل أن تسلم الدولة مواطنيها وهي صاحبة السلطة إلي أي جهة مهما كانت؟!.. هل يمكن أن تسلم مواطنا تنصر للأزهر مثلا أو للمفتي؟!..هذا لا يجوز ولا يصح وخطر داهم قد يضعنا جميعا في مأزق.. ويصب في مصلحة المتطرفين الباحثين عن السلطة والدولة الدينية!
فعاتبني الدكتور جوزيف يوسف غبريال عتابا مرا وقال: نعم نعتبر غياب أي مسيحية عملية خطف, لأن لدينا إحساسا أو شائعات بأن منظمات بترودولارية وراء حالات الأسلمة وان كل حالة لها تسعيرة, والأخبار عن بنات صغيرات أسلمن بهذه الطريقة يسمم الأجواء, وأعرف سيدة اختفت ابنتاها الاثنتان الأقل من16 سنة, ويقال إن الأمن لا يتخذ الإجراءات الحاسمة السريعة في مثل هذه الحالات..هل تعرف أننا بدأنا نخاف من حالات التقوي الشديدة التي تظهر علي بعض البنات, فتذهبن إلي الكنيسة بانتظام مبالغ فيه, وبات معني هذه التقوي المفاجئة أنهن علي وشك الاختفاء..لابد أن تعرف أننا شرقيون وتغيير الدين عار يطارد الأسرة وإذا أضيف له شرف البنت هنا يتحول الأمر إلي مأساة حقيقة.. فسألته: هل تعرفون مكان أي منظمة أو جماعة تغوي هؤلاء الفتيات؟!
فأجاب: لا قلت: إذن هذه شائعات, وليس معقولا أنه كلما اختفت بنت نخرج إلي الشارع نسب الوطن ونتهم الآخر بأنه وراء الحادث.
قال: طالما عدم الثقة موجودا..لا حل سريع!
نعود إلي حكاية السيدة كاميليا ونسأل: وإلي متي يتحول غياب البنات قضية تهدد الوطن؟!
تقول دراسة اجتماعية أمنية إن:99% من بلاغات الاختطاف غير دقيقة, وأغلب الفتيات يتركن بيوتهن بعد تخطيط طويل, نتيجة ارتباطهن بشخص ما وتعلمن رفض عائلاتهن لهم, أو لديهن تطلعات لتغيير حياتهن, بمساعدة أصدقاء السوء أو زوجات هاربات من أزواج مكروهين.
نعم فيه مشكلات وفيه تمييز مجتمعي, لكن علينا أن نعي الدرس ونتعلم ولا نخاطر بصحة الوطن!
بالطبع لا يجوز أن نغلق الملف دون أن نعرف: ماذا حدث؟, ولماذا حدث؟, لا أقصد بالمرة أن نعرف الأسباب التي حدت بالسيدة كاميليا أن تأخذ اجازة أسبوعين من عملها وأن تسحب أكثر من20 ألف جنيه من ودائعها وتهجر منزلها إلي بيت صديقتها لما يقرب من ستة أيام, دون علم زوجها أو أهلها أو اقربائها, فهذه أمور شخصية جدا, ومن العيب أن نخوض فيها, لكن ما نود أن نعرفه ونفحصه ونمحصه ونصل إلي جذوره: لماذا كل هذا الغضب؟!, ولماذا عبر عن نفسه بطريقة كان يمكن أن تشعل حريقا هائلا في بيوتنا ونحترق به جميعا؟!..خاصة أن كل ما قيل عن أسباب اختفائها كان محض أكاذيب واتهامات عشوائية.. وهذه الأكاذيب هي التي صنعت حالة من الغضب, تجاوزت المعقول في هتافاتها, ولا يعنينا التنديد بالحكومة وبالهتافات ضد رموزها, لكن ما يعنينا هو الوطن, فالهتافات تخلط بين الوطن والحكومة, مع أن الوطن خالد وأي حكومة زائلة! وهذا خطر بالغ..لأن الوطن هو المصريون جميعا أيا كان لون بشرتهم أو فصيلة دمائهم أو ديانتهم أو عقائدهم أو ميولهم السياسية أو نوع الجنس. وإفساد معني الوطن هو محاولة لهدمه!
ويبدو أن اخفاء الحقائق مع إثارة المشاعر صار منهجا في اي حادث اختفاء لبنت أو سيدة مسيحية..كما لو أن الخطف هو السبب الأوحد لغياب شخص عن بيته!
ومن السهل إثبات أن لي عنق الحقيقة أولي ذراع الحكومة قد حدث عمدا, سواء من أجل إقحام السلطة في علاج أزمة عائلية بين كاهن وزوجته انتهت بفرارها, وقد لا تعود إلا بالضغط علي السلطة بسلاح الترهيب الديني والطائفي, أو من باب التعامل مع الوطن علي أنه ذبيحة, والفرصة سانحة لأن يقتطع كل منا جزءا أكبر منها حسب قدرته وطول السكين الذي في يده وقوات الدعم التي يمكن أن يحصل عليها, من الشارع أو من الخارج!
وإذا كان الكلام عن اختفاء الناس, فالمرء يتعجب لماذا لم يتجمهر أهالي فتيات ونساء اختفين مثل سعاد محمد عبد الرازق(18 سنة من شبرا الخيمة), أو الزوجة غادة محمود من سوهاج أو الطبيبة هالة حسن من الإسكندرية, او المراهقة زينب محمد من الجيزة, أو دينا مختار من القليوبية أو...أو؟!, وكلهن لم يعدن بعد إلي ذويهم, ألا توجد جماعات تبشير مثل التي اقنعت المحامية نجلاء الإمام بأن تتنصر تكون وراء هذا الاختفاء؟!
سوء الظن سهل للغاية..
لماذا اختفاء البنات والسيدات المسيحيات فقط هو الذي يتحول إلي جرائم خطف واختطاف ولا يعد غيابا إراديا؟!
وقبل سنوات حين وقعت مأساة السيدة وفاء قسطنطين تلك السيدة التي تبلغ من العمر42 عاما, وقيل إنها اختطفت وأسلمت بالإكراه, ثم رجعت عن إسلامها, كتبت منتقدا متسائلا: ماذا يعني أن تصر الكنيسة علي أن تسلمها الدولة مواطنا مصريا؟!..أي قانون هذا وبأي حق؟!.. هل يعقل أن تسلم الدولة مواطنيها وهي صاحبة السلطة إلي أي جهة مهما كانت؟!.. هل يمكن أن تسلم مواطنا تنصر للأزهر مثلا أو للمفتي؟!..هذا لا يجوز ولا يصح وخطر داهم قد يضعنا جميعا في مأزق.. ويصب في مصلحة المتطرفين الباحثين عن السلطة والدولة الدينية!
فعاتبني الدكتور جوزيف يوسف غبريال عتابا مرا وقال: نعم نعتبر غياب أي مسيحية عملية خطف, لأن لدينا إحساسا أو شائعات بأن منظمات بترودولارية وراء حالات الأسلمة وان كل حالة لها تسعيرة, والأخبار عن بنات صغيرات أسلمن بهذه الطريقة يسمم الأجواء, وأعرف سيدة اختفت ابنتاها الاثنتان الأقل من16 سنة, ويقال إن الأمن لا يتخذ الإجراءات الحاسمة السريعة في مثل هذه الحالات..هل تعرف أننا بدأنا نخاف من حالات التقوي الشديدة التي تظهر علي بعض البنات, فتذهبن إلي الكنيسة بانتظام مبالغ فيه, وبات معني هذه التقوي المفاجئة أنهن علي وشك الاختفاء..لابد أن تعرف أننا شرقيون وتغيير الدين عار يطارد الأسرة وإذا أضيف له شرف البنت هنا يتحول الأمر إلي مأساة حقيقة.. فسألته: هل تعرفون مكان أي منظمة أو جماعة تغوي هؤلاء الفتيات؟!
فأجاب: لا قلت: إذن هذه شائعات, وليس معقولا أنه كلما اختفت بنت نخرج إلي الشارع نسب الوطن ونتهم الآخر بأنه وراء الحادث.
قال: طالما عدم الثقة موجودا..لا حل سريع!
نعود إلي حكاية السيدة كاميليا ونسأل: وإلي متي يتحول غياب البنات قضية تهدد الوطن؟!
تقول دراسة اجتماعية أمنية إن:99% من بلاغات الاختطاف غير دقيقة, وأغلب الفتيات يتركن بيوتهن بعد تخطيط طويل, نتيجة ارتباطهن بشخص ما وتعلمن رفض عائلاتهن لهم, أو لديهن تطلعات لتغيير حياتهن, بمساعدة أصدقاء السوء أو زوجات هاربات من أزواج مكروهين.
نعم فيه مشكلات وفيه تمييز مجتمعي, لكن علينا أن نعي الدرس ونتعلم ولا نخاطر بصحة الوطن!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أرسل تعليقا