لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
ومن والاه صاحب الفضيلة الإمام الأكبر:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإن جبهة علماء الأزهر وهي تتابع أحداث قضية الأخت المسلمة "كامليا شحاتة زاخر" بعد ما كان من شان أخواتها السابقات لها في شرف السعي طلبا للهدى، وترصد كذلك تطورات الأحداث بشأنها وشانهن، وترى وتشاهد ما يمكن أن يحل بمصرنا الغالية من قلاقل وفتن واضطرابات داخلية لا يعلم إلا الله تعالى وحده نتائجها وما تؤول إليه إذا استمر الوضع على ما هو عليه من جراء صلف وعسف وغطرسة المجرم الغاصب لها كما فعل بأخواتها فإن الجبهة تود أن تتوجه بهذا الخطاب لفضيلتكم وغِيرتُك على دينكم بالمحل المرضي الذي لا ينكر فلم تكن جبهة علماء الأزهر، والمسلمون في مصر بل العالم كله يتوقعون أبدا أن يفجعوا برؤيتهم لفضيلتكم بعد جرائم المجرم في حق أختكم المسلمة " كاميليا" وأخواتها التي ستسأل عنها غدا مع المسؤلين يوم يقوم الناس لرب العالمين لم يكونوا أبدا يتوقعون أن تستجيب فضيلتكم لغواية رأس الفتن وزعيم الخطايا ومؤجج نار وأوار الشرور بمصر في دعوته للأزهر غير النزيهة لتجلس معه على مائدة الإفطار الخادعة في شهر رمضان المبارك والمجرم لم يفارق بعد طبعه في اعتداءاته المتكررة على أمن الدولة وعلى الراغبات في الهدى وبخاصة اللواتي سعين إلى الأزهر الشريف بكامل إرادتهن يرجون رحمة الله فكان ما كان مما سُجِّل علينا وحُفِظ لنا مع ما سجل على المجرمين من جرائم المتفجرات الكنسية .
صاحب الفضيلة الإمام الأكبر
نصدقك القول ونقول لكم غيورين على مكانتكم وتاريخكم
أولا: إن لقاء فضيلتكم بالبطريرك شنودة على مائدة الإفطار الكاذبة في الوليمة الكنسية في شهر رمضان المبارك لهذا العام قد جاء مخيبًا لآمال الجبهة،وصادما كذلك للشعب المصري والأمة كلها التي علقت عليكم - ولا تزال- آمالا كبارا بعد ما كان من سلفكم حيث كان الجميع يتوقعون منكم بما عرف لكم وعنكم من نزاهة وتجرد وألمعية عدم الاستجابة لتلك الخديعة الكنسية، ومن ثم الاعتذار عنها نُصرةً منكم لمسلمة مخطوفة تمثل عِرْض نبيك صلى الله عليه وسلم وعرضكم وعرض المسلمين جميعا، وهي لا تزال تسام سوء العذاب من زبانية الكنيسة المصرية التي عظم رصيدها في عهد المجرم الأخير من وافر الجرائم وعظيم النقائص وصارت حربا على الأمة والملة وسفينة المتفجرات الكنسية ليست ببعيد.
ثانيا: وأداء لواجب النصيحة ندعو فضيلتكم راجين تصحيح هذا الموقف ولو بأضعف الإيمان الآن المتمثل في الامتناع عن لقاء شنودة بعد صاحب السوابق حتى يعتذر ويمكن القضاء المصري من رقبته توطئة لإعلان موقف حاسم وواضح منكم في هذه القضية ترضون به ربكم و تشفون به صدور أمتكم ، وبخاصة أنه قد نما إلى علمنا ما يجهز له القس ويعد له من جهود مكثفة الآن للقائكم وكذا لقاء وزير الأوقاف متذرعا لذلك بالتهنئة بعيد الفطر قصدا منه للاستتار بكم وإعانته على وأد جرائمه بزعم أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوصى بنصارى مصر خيرا، ومثلك يا فضيلة الإمام لا تنطلي عليه تلك الحيل الخسيسة، و أنت خير من يحفظ حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه أبو داود في سننه من حديث أبي طلحة الأنصاري وجابر ابن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال: "ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عِرْضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نُصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع يُنتقص فيه من عِرضه وتُنتهك فيه حرمته إلا نصره الله في موضع يحب فيه نُصرته" نصركم الله وأيد بكم الحق.
ثالثا: نناشدكم بل ونستنجزكم حق الأمة والملة عليك في تلك القضية ونرجو سرعة إصدار تعليماتكم لموظفي إدارة توثيق الإسلام بالأزهر الشريف بأن ينشطوا ويسارعوا لأداء واجب الإشهار متى طلب إليهم ،وأن لا يستجيبوا في عملهم الرسمي لغير مطالب الشرع ومقتضيات الوظيفة، مع سرعة مؤاخذة من يثبت تباطؤه وتلكؤه في هذا ، آملين أن يكون لفضيلتكم موقف معلن من المتعنتين من هؤلاء الموظفين الذين يلتمسون رضا الناس بسخط الله تعالى، فيرعبوا الراغبين في الهدى بتحويلهم إلى الأمن المصري ليسلمهم بدوره إلى الكنيسة المجرمة الباغية.
ونحن لانزال على يقين من أنكم لا زلتم تؤثرون رضا الله على رضا كل من سواه لأنه "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
(فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) (غافر:44).
وكل عام وفضيلتكم بخير
صدر عن جبهة علماء الزهر صبيحة الخميس 30 من رمضان المبارك 1431هـ 9 من سبتمبر 2010م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أرسل تعليقا