http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=412601&pg=1
القاهرة: قال رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، نجيب جبرائيل، وأحد مستشاري البابا شنودة، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن ظهور كاميليا شحاتة زاخر، زوجة القس تداوس سمعان كاهن دير مواس في محافظة المنيا، والتي تحدثت أنباء عن اعتناقها الإسلام وإجبار الكنيسة لها على البقاء مسيحية، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن من كانوا يروجون أخبار وشائعات إشهارها الإسلام دعاة فتنة وبلبلة وإثارة قلاقل بين الأقباط والمسلمين في مصر.
وحول التشكيك في مصداقية المقطع المصور لكاميليا، دعا جبرائيل المشككين إلي مطالبة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، بإرساله إلي خبير أصوات والتأكد من صحته، مضيفاً أن من يشكك في الفيديو فعليه أن يثبت العكس.
وأضاف لصحيفة "الدستور" المستقلة: "أن كاميليا أتت في الفيديو بوقائع لم تكن يعرفها أحد مطلقاً عندما قالت إنها لم تكمل عاماً واحداً في المدرسة التي تعمل بها بعقد والتي زعم الشيخ أبو يحيي الذي ادعي إشهارها الإسلام، أنها أقامت حفلة بسبب إشهارها الإسلام منذ عامين، وقالت أيضاً إنه كيف يمكن أن تسمح إدارة المدرسة بمثل هذه الحفلة في مدرسة بها مسيحيون؟".
وتابع: أن ظهور كاميليا وفر عليه عقد مناظرة مع الشيخ أبو يحيي الذي زعم امتلاكه مستندات تثبت أن كاميليا مسلمة.
وقال جبرائيل: "إن أبويحيي ظل لمدة شهر كامل لم يقدم أياً من المستندات التي تحدث عنها واكتفي بالأقاويل، مضيفاً أن ظهور كاميليا كشف زيف مزاعم أبويحيي الذي تسبب في خروج الآلاف أمام المساجد في مظاهرات كادت تعصف بالوحدة الوطنية وتعكر صفو العلاقة بين المسلمين والمسيحيين".
واضاف: "علينا طي هذه الصفحة التي استغلها البعض في إثارة الفتنة، واصفاً ظهور كاميليا بأنه يؤكد مصداقية مشيخة الأزهر التي نفت في وقت سابق إشهار كاميليا إسلامها، ويؤكد ما قاله الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية، إنه علينا ألا نفتعل أموراً كثيرة بخصوص كاميليا تعكر صفو الوحدة الوطنية".
وأنهي جبرائيل تصريحاته بأن ظهور كاميليا أكد أن الصورة التي تداولتها الصحف ومواقع الإنترنت لها وهي محجبة صورة مركبة والهدف منها إثارة الفتنة الطائفية في مصر، وكشف جبرائيل أنه يعتزم التقدم ببلاغ للنائب العام ضد أبو يحيي الاثنين المقبل يتهمه فيه بإثارة الفتنة الطائفية.
وكان شنودة، نفى وقت سابق أن تكون شحاتة أعلنت إسلامها، مؤكداً انها لا تزال مسيحية. كما نفى أن تكون مختطفة من قبل الكنيسة، مشدداً على أن "كاميليا مسيحية مئة في المئة"، ومشيراً إلى أن "المكان الذي تقبع فيه هو شأن مسيحي لا دخل لأحد به".
كامليا شحاتة |
واعتبر في حديث صحفي أن "خلافاً حدث بينها وبين زوجها كاهن دير مواس تادرس سمعان استُغل بطريقة خاطئة، الأمر الذي أدى إلى تصعيد الوضع إلى أبعد الحدود. ولم يحدث أنها اشتكت لأحد حتى يقوم البعض بالدفاع عنها".
وقال شنودة: "كاميليا لم تعلن إسلامها أبداً أبداً، وهناك فتيات مسيحيات أعلن إسلامهنّ ولم تقم ضجة، ولا أعرف ما الداعي إلى الحساسية بالنسبة لكاميليا، خصوصاً أن المسألة عائلية بحتة تؤخذ في المجال العائلي ولا يصح تصعيدها".
وكانت كاميليا اختفت من منزلها الزوجي، الأمر الذي دعا بعض الأقباط إلى التظاهر بحجة أنها خُطفت على يد شاب مسلم. وبعد أيام من اختفائها أعلنت السلطات الأمنية إعادتها إلى زوجها، غير أن الأمر تفجّر بصورة أكبر بعدما ظهر شيخ غير معروف ادعى أن زوجة الكاهن أسلمت وأن سلطات الأمن أجبرتها على العودة إلى الكنيسة، ونشر لها صوراً وهي ترتدي الحجاب وتسجيلاً صوتياً نسبه إليها وهي تتلو آيات من القرآن وتعلن إسلامها.
يأتي هذا في الوقت الذي تواصلت فيه موجة الغضب في صفوف الناشطين المسلمين المصريين احتجاجاً على استمرار احتجاز الكنيسة المصرية لكاميليا ، وسيروا عدة تظاهرات خلال عيد الفطر المبارك كان أكبرها أمام مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة القديمة مطالبين بعودتها.
ورفض الناشطون تصديق تسجيل فيديو سربته الكنيسة المصرية مساء الخميس الماضي وظهرت فيه كاميليا شحاتة ، وأعلنت فيه تمسكها بمسيحيتها ونفت شائعة اعتناقها الإسلام.
وشكك الناشطون في صحة التسجيل مطالبين بظهورها ظهوراً حياً وليس عبر تسجيل لا يعلم أحد كيف تم، مؤكدين أنها قد تكون أجبرت على هذا التسجيل.
وحسبما ذكرت صحيفة "الوطن" السعودية، بدا المتظاهرون مستائين من موقف شيخ الأزهر الذي يرون أنه آثر الإمساك بالعصا من المنتصف دون اتخاذ موقف حاسم، حيث قال الطيب في آخر تصريح له بهذا الشأن خلال زيارة رأس الكنيسة "شنودة الثالث" له للتهنئة بعيد الفطر: إن لقاءه بالبابا لم يسمح بالحديث عن اختفاء كاميليا، لأنه لقاء للتهنئة ونحن متنبهون إلى مثل هذه المشاكل، وما تحدثه من بلبلة، والأزهر يحاول علاج هذه الأزمات بحكمة حتى لا تشتعل الأزمة وتؤدي إلى إثارة الضغائن بين القيادات الدينية وتؤثر في وحدة الصف.
من جانبه، أرجع أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، الدكتور عبد الشافي عبد اللطيف، استمرار المظاهرات المطالبة بعودة كاميليا والإفراج عنها من الاعتقال الذي وضعت رهنه بأحد الأديرة إلى وجود عشرات الأدلة المتوافرة في وسائل الإعلام وبين الناس على إسلامها وعلى عدم صدق تسجيل الفيديو الذي تم تسريبه لكاميليا، ومن هذه الأدلة تصريحات أسقف دير مواس نفسه بذلك عقب ظهور كاميليا وإعادتها للكنيسة الشهر المنصرم.
مظاهرات امام مسجد عمرو بن العاص |
وقال الأنبا أغابيوس، أسقف دير مواس، خلال تسجيل بثته قناة "الكرمة" القبطية: إن كاميليا شحاتة زوجة الكاهن تداوس سمعان رزق، تقيم في أحد البيوت التابعة للكنيسة في القاهرة تحت إشراف لجنة من الكنيسة، وإنها تخضع لتأهيل نفسي، لمداواة ما تعرضت له من تأثير من أطراف مسلمة، وأضاف ما نصه: "هُمّا عملوا لها غسيل مخ، وإحنا هنغسل المغسول"، وأكد أغابيوس، أن الأمن عرف مكانها وسلمها للكنيسة من أحد مكاتبه في القاهرة. وهذا يؤكد أنها اعتنقت الإسلام، وإلا فما معنى "غسيل المغسول"؟.
وأضاف الدكتور عبد اللطيف أن من الأدلة الأخرى التي يرى المتظاهرون أنها تؤكد إسلام كاميليا ما نقلته الصحف ووسائل الإعلام عن أحد الدعاة بالمنطقة التي كانت تعيش فيها بمحافظة المنيا ويدعى الشيخ أبو محمد في تسجيل صوتي أن كاميليا كانت قد اتصلت به وطلبت منه مساعدتها من أجل إشهار إسلامها بشكل رسمي في الأزهر،
وأنها لا تعرف الطريقة ولا تعرف أحداً غيره يمكن أن يساعدها في ذلك وأن بعض أهل الخير دلّوها عليه، فرحب بها ودعاها إلى القدوم للبقاء مع زوجته وزوجة ابنه للتأكد من إسلامها وكتابة إقرار تؤكد فيه اختيارها الإسلام برغبتها وإرادتها، وأنها تريد أن تشهره رسمياً في الأزهر، وبالفعل كتبت الإقرار بخط يدها،
يقول الشيخ أبو محمد: بالفعل قمت بتسليم الإقرار بنفسي إلى الجهة الأمنية التي استدعتني للتحقيق بعد تفاعل الأحداث، وهو بحوزتها الآن، وأضاف: إن كاميليا أتت في موعدها، ولاحظ أهل بيته عليها الحرص الشديد على دوام الذكر وقراءة القرآن، كما كانت تتوضأ قبل فترة طويلة استعداداً لكل صلاة،
وقال إنه كان واضحاً أنها تعرف عن الإسلام الكثير، من طريقة الصلاة والوضوء، وأنها تقرأ القرآن بتجويد منضبط جداً أفضل من كثير من المسلمين، وأضاف أنه سافر بها مع شخص آخر اسمه "أبو يحيى" من أهالي المنيا، إلى القاهرة قاصدين الأزهر من أجل إشهار إسلامها، وقاموا بملء الاستمارات ووقعت كاميليا عليها بما يفيد رغبتها في ترك المسيحية والدخول في الإسلام.
من جانبه، يرى المفكر الإسلامي، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق في جامعة الإسكندرية الدكتور محمد كمال إمام أن أبرز أسباب الاحتقان في هذه الأزمة هو محاولات الكنيسة المصرية لعب دور سياسي ولو حتى على حساب استقرار الوطن، وفى المقابل انسحاب المؤسسة الدينية الإسلامية من لعب أي دور سياسي ولو على حساب استقرار الوطن، مع الأخذ في الاعتبار التدخلات الخارجية واستقواء الكنيسة سواء بأقباط المهجر، أو بالقوى الدولية كالولايات المتحدة الأمريكية تحت مزاعم تعرض الأقباط للاضطهاد في مصر.
ويشدد الدكتور إمام على أنه بأي حال من الأحوال لا يجوز لجهة غير الدولة أن يكون لها ولاية على الأشخاص، فيجب أن تضمن الدولة الحرية لجميع المواطنين مسلمين ومسيحيين، رجالاً ونساءً، في اعتقاد ما يشاءون دون إكراه أو إجبار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أرسل تعليقا