المصريون في مهب الريح
مقالة صحفية: نشرتها مجلة "عرب تايمز" العدد 107 بتاريخ،11 :20 ديسمبر 1992، ـ بقلم محمد عبد المعطي ـ رحمه الله.
http://uqu.edu.sa/page/ar/162673
مقالة صحفية: نشرتها مجلة "عرب تايمز" العدد 107 بتاريخ،11 :20 ديسمبر 1992، ـ بقلم محمد عبد المعطي ـ رحمه الله.
http://uqu.edu.sa/page/ar/162673
((المصريون في مهب الريح)):
تحت هذا العنوان كتب محمد عبد المعطي فقال. "إن الاشتباكات بين المسلمين والأقباط في صعيد مصر، ثم الهجوم على باصات السياحة والانتقادات الموجهة إلى الحكومة المصرية، بعد فشلها في تدارك الزلزال المدمر، ثم المواجهة الساخنة بين مصر وإيران، وتبادلهما التهديد كل ذلك يؤكد للمراقبين أن مصر قد أصبحت على أبواب حرب أهلية، قد تتمخض عن ظهور ثلاث دويلات فيها: قبطية، ودولة إسلامية، ودولة نوبية.
"أصابع إسرائيل ليست بعيدة عن السيناريو الذي سيعصف بمصر، لذا ترتفع اليوم أصوات المخلصين في مصر من مسلمين وأقباط، يحذرون من المؤامرة الصهيونية التي تخطط في المرحلة الأولى لتدب الفوضى والفساد وإشعال حرب أهلية في مصر، ثم إبادة أبنائها، وتدمير حضارتها المعاصرة، ويترتب بعدها في المرحلة الثانية تقسيم مصر إلى عدة دويلات، دولة قبطية، ودولة إسلامية، ودولة نوبية، ثم ضم مصر لدائرة نفوذ إسرائيل الكبرى في المرحلة النهائية".
"وكما عبر الإسرائيليون في عدة مناسبات أن السلام في مصر هو تهديد لإسرائيل وأنه من الأولى معالجة الأمر في أقرب وقت، وتدمير مصر بثقلها السكانى بدلًا من الانتظار حتى تجد إسرائيل نفسها في مواجـهة (100 مليون قنبلة نووية) ـ كناية عن عدد سكان مصر في عام 2006ـ وتمارس إسرائيل اليوم بدعم الصهيونية العالمية لعبة الثلاث ورقات".
((أولًا: ورقة الأقباط وآمالهم في إنشاء دولة مسيحية (144)))
"المحلل للمؤتمر الصحـفي الذي عُقد بالكـنيسة المصرية في مصر، يشعر أنه يحمل تهديدًا مبطنًا بأن الأقباط بإمكانهم طلب الدعم الخارجـي، وأنهم يعانون من الاضطهاد". ومن مؤشرات خطورة الورقة القبطية ما يلي:
1 ـ لقد كانت ملامح الفتنة بين الأقباط والمسلمين في مصر واضحة في العهد السابق، ولكنها الآن في العهد الذي تعيشه أصبحت أخطر ورقة، وفي زمن استطاعت اليهودية العالمية أن توصل قبطيًا مصريًا لأعلى منصب دولى في العالم (الأمين العام للأمم المتحدة) بمواصفاته الخـاصة، وأبوه قبطي وزوجته يهودية، وهناك من يعتقد أن أمه يهودية أيضًا، وجده معروف، أنه باع للإنجليز قناة السويس، ودفع لتصرفه هذا حياته ثمنًا لها، ويتميز على كل الأمناء السابقين بزيادة صلاحياته، حتى إنه طلب تشكيل جيش عالمي بقيادته يتدخل في الحالات المماثلة لما يحدث قى البوسنة والهرسك !! "
"وهذا أمر كـأنه مخطط له، ليعطى الضوء لأقباط مصر، وليطمئنهم بأن كل العالم سيقف معهم لحـمايتهم!! كما يتميز بتحـيزه ضد البوسنة والهرسك بشكـل لفت انتباه سياسيى وصحافيى العالم!! "
2 ـ يتابع المراقبون مناورات للحلف الأطلنطي في البحـر المتوسط، ومناورات إسرائيلية وأمريكية مشتركة للتدخل السريع!! يمكن التدخل لحماية أقباط مصر!!
3 ـ لقد وصل إلى مصر مؤخرًا رئيس جمهورية أرمينيا في زيارة خاصة، وإن المتأمل لما قاله رئيس أرمينيا في مصر: "ها هي أرمينيا تصبح دولة بعد ألف سنة" وهو أمر يتابعه الأقباط بحذر، فإسرائيل تعود بعد ألف عام، والعرب يخرجون من غرب أوروبا قبل 500 عام في 1492، والآن المسلمون يُبادون ويخرجون من شرق أوروبا (البوسنة والهرسك) في عام 1992، بعد أن مكثوا أيضًا 500 عام.
4 ـ ازدياد الجماعات المتطرفة المسيحية (هناك 14 مجموعة مسلحة)، وارتفاع الأصوات الداعية إلى إخرج العرب من مصر؟ لأنه على حد قول بعضهم، "مصر وطن الأقباط، وإن المسلمين المستعمرين جاؤوا من الجـزيرة العربية، وينبغي أن يُطردوا إليها، إن كل هذه الأصوات الداعية إلى الفتنة، والتي تجـد الدعم والتأييـد من الصهيونيين في إسرائيل، والحركة الصهيونية المسيحية في مصر تنتظر الظروف المناسبة لإشعال (بوسنة وهرسك) في مصر، تُدمر فيها البلاد، يُباد فيها المسلمون، على أن يخرج الأقباط بدولة تشمل الإسكندرية ومناطق مثل أسيوط والفيـوم وجـزء من القاهرة، وخلق دولة نوبية، وتلقي اعترافًا فوريًا من فرنسا وإيطاليا وألمانيا (وكلها دول تتعاطف مع إسرائيل) يسعى لانتزاعه الأمين العام للأمم المتحدة"!!.
5 ـ "إن هناك مؤشرات قوية على أن الأقباط أنفسهم يستعجلون الأحداث"، حيث قبض على العديد من الأقباط الذين قـاموا بإحـراق منازلهم وسياراتهم واتهام المتطرفين المسلمين "!!
ثانيًا: ورقة الإرهاب الإسرائيلي:
(كل هذه الأعمال تطرقت لها وسائل الإعلام العربية والمصرية)
أ ـ نشر المخدرات وإرسال الجواسيس.
ب ـ نشر الإيدز والدعارة.
ج ــ تسريب الأسلحة واجتذاب العملاء، لتسخيرهم للأعمال التخريبية بمعرفتهم أو التغرير بهم.
د ـ القيام باغتيالات وأعمال إرهابية بالمتدينين بمصر.
هـ ـ البطالة وتتمثل في عودة الملايين من العاملين في الدول العربية إلى مصر، لظروف سياسية وتسريح أكثر من نصف مليون عامل بناء على طلب البنك الدولي.
و ـ تشجيع الحركات الباطنية مثل الشيعة والفاطمية والبهرة في مصر"!!
ثالثًا: ورقة الأصوليين والجماعات الإسلامية:
تلعب إسرائيل هذه الورقة لتحقيق هدفين:
أولهما: ضرب الحكومة المصرية في الشعب ذي الغالبية المسلمة.
ثانيهما: ضرب الأقباط مع المسلمين، وضرب المسلمين مع الأقباط، والواقـع أن الخطر الأصولي يبالغ كثيرًا في تحديد حجمه، فهو لا يلقى أي مساندة خارجية على عكس الأقباط، كما أن الجماعات المتطرفة هي حركات طفيلية وبعضها قد تحركه جهات خارجية، ولهذا فهو مصدر للقلاقل ولكن ليس له إمكانية لتغيير النظام القائم والحلول مكانه، وأما الحركات ذات الخبرة الكبيرة كالإخوان المسلمين، فإنها تعلم من خلال تجاربها الماضية أن تهديدها للنظام المصري القائم في ظل المستجـدات الحديثة سيؤدي إلى كارثة تلحق بها كحركة، وبمصر كدولة عربية مسلمة.