بحث هذه المدونة الإلكترونية

جديد الفيديوز من موقع حكاية كاميليا

جديـــــــــــــد الفيديوز من موقع حكـــــــــــــــــــــــــــاية كـــــــاميليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

السبت، 4 ديسمبر 2010

حوار شبكة الالوكة مع جبهة علماء الازهر


حوار مع جبهة علماء الأزهر (خاص الألوكة)


(في الليلة الظلماء يُفتقد القمر)
قُمْ فِي فَمِ الدُّنْيَا وَحَيِّ الأَزْهَرَا 
وَانْثُرْ عَلَى سَمْعِ الزَّمَانِ الْجَوْهَرَا 
وَاجْعَلْ مَكَانَ الدُّرِّ إِنْ فَصَّلْتَهُ 
فِي مَدْحِهِ خَرَزَ السَّمَاءِ النَّيِّرَا 
أحمد شوقي

ومع تلك التحيَّة العطرة، لا نَنْسى تحيَّة لصوت حكيم قويم انبَعَث مع صيحات مآذِن الأزهر الشريف، وتربَّى تحت أكنافه، وبين أعمدته وزواياه، فارتسمَتْ معالِمُ خُطاه، وتنامَتْ شيئًا فشيئًا مع كلِّ دواة وكلِّ مِحْبَرة نَمَتْ تلتَمِس للعلم طريقًا.

هناك حيث صَحْن الجامع الشريف، دوَّى صوت الحق، فاستجاب له علماء جَمَعتْهم صروف الدَّهر، وصريف الأقلام؛ ليسوقوا بُشْرى الخيْر والحقِّ لأُمَّتهم، ويَعْكُفوا على حَمْل همومها على عواتقهم، مُكَفكفين أنينها وجرحها، يزودون عن حياض الإسلام، رافعين ألوية النَّصر فوق ملاحم التوحيد، وملامح المستقبل الرشيد.

إنَّه صوت "جبهة علماء الأزهر"، تلك الجبهة التي رفعَتْ شعار "جبْهَةٌ وُلِدَت؛ لِتَبقى إن شاء الله"، فما هي هذه الجبهة؟ وما علاقتها بالأزهر الشريف؟ وكيف رسَمَت أهدافَها؟ وما رؤيتها ورسالتها للعالَم الإسلامي؟

دعونا نطرح بعضًا من أسئلتنا في حوار شائق مع فضيلة الشيخ/ أ.د يحيَى إسماعيل - الأمين العام لجبهة علماء الأزهر:
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إلى فضيلة أ.د يحيَى إسماعيل:
منذ فترة ليست بالوجيزة وقلوبُ الشَّباب تتعلَّق بِفَتْواكم، وترتقب جديدكم، وتنشد سَلْواكم، وكأنَّها في حلم أشبه بحقيقة، إنَّه رؤية كلمة "علماء الأزهر" عزيزة ماجدة، كما كانت تتوق قلوبُهم وتَرْنو، ذلك كله ترجم في "جبهة علماء الأزهر"، وبياناته الصَّادعة بالحقِّ.

لذا وَدِدْنا لو تسمحون لنا بفتْح "حوار صحفي"؛ لتعريف الشباب بكم، ولتقريب المسافة بينكم وبينهم، ولسؤالاتٍ باتَتْ مُلِحَّة.

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ونسأل الله ربَّ العالمين لنا ولكم دوامَ التَّوفيق والسَّداد، ونَشْكركم والموقِعَ على حُسْنِ ظنِّكم، وكريـم تقديركم، وصادق لَهجَتِكم.

 فضيلة الشيخ أ.د يحيَى إسماعيل، في أحد اللِّقاءات الصحفية معكم، قلتم: إنَّ عدد أعضاء جبهة علماء الأزهر هو عشرة آلاف عضو، ذكرْتُم منهم أئمَّة وأعلامًا؛ كالعلاَّمة فضيلة الشيخ محمد أبو زهرة، والعلاَّمة فضيلة الشيخ مُحبِّ الدِّين الخطيب، وفضيلة الشيخ محمد الغزالي، وفضيلة الشيخ محمَّد فهمي أبو سنة، وفضيلة الشيخ عبدالحليم محمود، وكذلك الشيخ السَّيد سابق، والشيخ محمَّد الطيب النجَّار، وغيرهم من أعلام الأُمَّة.

لكنَّكم تتحدَّثون عن رقم ليس بالْهَيِّن، ينبئ عن تاريخ عريق للجبهة، لو تُحدِّثوننا عن تاريخ الجبهة وأهم إِنْجازاتها؟

 عن السؤال الأول نقول:
إنَّنا نحيل قارِئَكم بشأن ما ذكرنا من عددٍ في أعضاء أصحاب الفضيلة العلماء إلى مجَلَّة الأزهر - المُجلَّد الثاني والثلاثين - بالْجزء الثاني - عدد شهر صفر - عام 1380هـ الموافق يوليه 1960م، ص 237، وتحت عنوان: "العالَم الإسلامي يستنكر اعتراف الشَّاه بإسرائيل"، وفيه: "وأَرْسلت جبهة علماء الأزهر باسْم عشرة آلافٍ من علمائه برقيَّة إلى الرئيس جَمال عبدالنَّاصر، أعربوا فيها عن استنكارهم لموقف شاه إيران من وَحْدة المسلمين وحقوق عرب فلسطين".

نقول: كان هذا العدد من أعضاء الجبهة منذ نصف قرن تقريبًا، وهذا موقِفُها الثابت من تلك القضية وغيرها من قضايا الحقِّ منذ بزَغَ قرنُها داعمة لرسالة الأزهر، وقائمة بالحقِّ حين يطلبها المنادي ويَصْرخ عليها الصَّارخ، لا يقيِّدها قيْدٌ من عمل أو وظيفة، إلاَّ قيد القيام بالحقِّ والانتصاف له.

ومن أمثلة ذلك ما كان منها مع رسالة "الفن القصصي في القرآن" للطالب أحمد محمد خلف الله أفندي، وكان وقتها مُعيدًا بكلية الآداب جامعة فؤاد آنئذٍ - القاهرة فيما بعد - وقد نشر ذلك لَها بمجلَّة الفتح بعدد ذي الحجة عام 1366هـ، الموافق أكتوبر 1947م، ص 889، وفيها تحت عنوان: "صوت الأزهر" ما يلي:
رفعَتْ جبهة علماء الأزهر مذكِّرة بتوقيع فضيلة الشيخ محمد الشربينِي، عضو جَماعة كبار العلماء، والشيخ محمَّد عبداللطيف الزُّرْقانِي، من أساتذة كلية أصول الدين، وجَّهَتْها إلى صاحب الجلالة الملك، ثُمَّ إلى جهات الاختصاص في الدَّولة، وإلى الرَّأي العامِّ الإسلامي عن حُكْم الشريعة وما يَجب اتِّخاذه حيال رسالة محمد أحمد خلف الله، والمشرف عليها الأستاذ أمين الخولي، وختمَتْها بطلب:
1- تحويل الرِّسالة إلى فضيلة مفتِي الدِّيار المصرية؛ لِيَقضي فيها من ناحية الدِّين باعتباره جهة الاختصاص.

2- عَقْد جَماعة كبار العلماء لِمُناقشة الأستاذ أمين الخولي باعتباره عالِمًا فيما اعترف به من تأييد الرِّسالة.

3- توقف الأستاذ أمين الخولي ومحمد أحمد خلف الله أفندي عن عمَلِهما حتى يُفصل في أمرهما.

4- عدم تجديد عضوية الأستاذ أمين الخولي بمجلس إدارة كلية أصول الدين.

5- تطهير الجامعة والْمَدارس في مصر من كلِّ مُلْحِد، كمطلب أساسي؛ لأنَّ مدارس الدَّولة وكلِّياتِها إنَّما ائتَمَنها النَّاس على أبنائهم؛ لِيَتلقَّوُا العلوم المقرَّرة، والحقائقَ المُسَلَّم بِها، لا لِيُعْبث بعقائدهم حسب أهواء ذوي الأهواء ونزَغاتِهم.

6- تصحيح الأوضاع، وإسناد تدريس المواد الدِّينية والعربيَّة إلى أساتذة أُمَناء على دينهم، وعلى عِلْمهم، وعلى تلاميذهم.

ثم قال الخبَرُ:
وقد ذهب وفْدٌ يُمثِّل جبهة علماء الأزهر إلى قصر عابدين العامر؛ لِيَرفع مذكِّرة الجبهة، وقد أصدر العلماء بكلية الشريعة، وكلية أصول الدين، وكلية اللُّغة العربية، وعلى رأسهم فضيلة الأستاذ الشيخ محمد الشربيني، من جماعة كبار العلماء، والشيخ عبدالله عامر، وكيل كلية الشريعة، والشيخ عبدالعزيز خطَّاب، وكيل كلية أصول الدين، والشيخ محمد أبو النَّجا، وكيل كلية اللغة العربية - الفتوى الشَّرعيَّةَ التالية:
"اطَّلعْنا على الاستفتاء المقدَّم من فضيلة الشيخ عبدالفتاح بدوي المدرِّس بكلية اللُّغَة العربية عن النُّصوص الواردة في رسالة "الفنِّ القصَصي في القرآن الكريم"، المقدَّمة من محمد أحمد أفندي خلف الله الْمُعيد بكلية الآداب بِجَامعة فؤاد الأول، ونُفْتِي بأنَّ هذه النصوص مُكفِّرة، يَخْرج بِها صاحبُها من دين الإسلام، وبأنَّه متَى ثبتَتْ هذه النصوص فإنَّ مؤلِّفها كافر، والمُشْرِف على تأليفها المُقِر لَها كافر، ويَجب ألاَّ يتَّصل أحدٌ منهما بدراسة القرآن الكريم في جامعة فؤاد الأول أو سِوَاها، ويَجِب أن يُعاقَبا بما تقضي به قوانين المملكة المصريَّة؛ لأنَّ عمَلَهما هذا خروجٌ على الإسلام دين الدولة.

وقد أُرسِلَت هذه الفتوى بالتِّلغراف إلى دولة النقراشي باشا، وصورة منها إلى وزير المعارف، ومدير جامعة فؤاد الأول، وعميد كلية الآداب، مشفوعة بطلب العمل بما تضمَّنَتْ من أحكام الشرع الشريف.

ولعلَّه لا يَخْفي عنكم موقِفُ الجبهة من مؤتَمر السُّكَّان الذي جاؤوا به إلى مصر؛ لِتَسويغ الفاحشة به من على أرضها، وما كان من نتائج المؤتَمر بفضل الله تعالى، وما وفَّق به الجبهة في حينها على رغم ما صدَرَ عن مُفْتِي مصر وقتَها بِحَقِّ هذا المؤتَمر، وقوله فيه: إنَّه اطَّلَع على نصوصه، وإنَّه لَم يَجِد فيها ما يُخالف الشريعة، وقد كان من نصوصه التي كُنَّا من أوائل مَن اطَّلَع عليها العملُ على إباحة الشُّذوذ بِجَميع أشكاله وأنواعه، وحقُّ كلِّ فتاة في الْحَمل الآمن، وقد أبلى فضيلة الدكتور عبدالحي الفرماوي - عضو الجبهة، والمتحدِّث الرَّسْمي بلِسانِها - بلاء حسنًا مع فضيلة الشيخ جادَ الحقُّ عليّ جاد الحق - شيخ الأزهر وقْتَها وعضو الجبهة - في التصدِّي لِهَذا الإجرام، وإبطال مفعوله.

وإلى الجبهة كان شرف الدِّفاع عن الفقه المذهبِي الذي اغتالَتْه أيادي السُّوء الآثمة من داخل الأزهر وخارِجَه، حتَّى قيَّض الله له مَن يُنْصِفُه ويستجيب لَها من رجاله.

وكم من قوانين جائرة تصدَّتْ لَها الجبهة، ووقَفَتْ لَها بالْمِرصاد، حتَّى أتَتْ عليها أو قربت من نهايتها، وأرى أنَّ الوقت غير مناسب الآن للإفصاح عن الكثير منها، ويكفيك اليومَ من القلادة ما أحاط بالعُنق، فنحن لا نريد من عملنا إلاَّ تبرئة الذِّمَّة، وأداء الأمانة خالِصَة لوجه الله تعالى، والحمد لله تعالى؛ فإنَّه لا يوجد موقفٌ من مواقف الشَّرَف تأخَّرَت الجبهة عنه حتى اليوم.

♦  ♦

 أحسن الله إليكم، فلا يزال الصَّوت الداخليُّ لأبناء الأُمَّة ينظر إلى الأزهر من منطلق جذوره التَّاريخية الفاعلة، وثِقَلِه العلمي والمعرفِي الذي لا يَخْفى على أحدٍ، وذلك برغم كل الصعوبات الَّتي يواجهها الأزهر لتحجيم شأنه وتهميشه.

في نظركم: أين تضَعُون الجبهة من خريطة العمل الأزهري والأجِنْدة الأزهريَّة، وهل تعدُّ الجبهة امتدادًا لرسالة الأزهر التاريخيَّة؟ أو أنَّها أصبحَتْ جبهة معارِضَة، لَها توجُّهاتُها المغايرة للأزهر، خاصَّة على الصَّعيد الرَّسْمي؟

 الجبهة منذ أوَّل يوم لَها لم يكن من أهدافها أن تكون جبهة معارِضَة بالمعنَى السِّياسي الدَّارج، بل هي جبهة مُناصحة ومُناصرة، حيث تَعْجز الأوضاع والقيود عن النُّهوض بِحَقِّ الرِّسالة والدَّولة والْمِلَّة، وخصوم الجبهة - سامَحهم الله - هم الذين أطلقوا عليها هذا الوصف؛ قَصْدًا للأذى.

الجبهة - كما قُلنا - هي ظهيرٌ مدَنِي لمؤسَّسات الأزهر الرَّسْمية، ولعلماء الأزهر حيثما كانوا، تُعاوِن وتُؤازر، تُمدُّ الصف إذا استقام، وتقوِّمه إذا اختلَّ، وتحتلُّه عن جَدارةٍ إذا خلَّى.

♦  ♦

أحسن الله إليكم، منذ عام 1999 بعد قرار حلِّ الجبهة وعدم اعتبارها جمعيَّة رسْمية مُشْهرة، هل ترَوْن أنَّ هذا القرار قد أثَّر ضمنًا على الثقل العلمي والدِّيني للجبهة، كذلك من حيث الْتِفافُ العلماء حول الجبهة وتَمسُّكهم بها؟
 الحمد لله، الجبهة برجالِها لا تزال قائمة بالحقِّ، لا يُنازعها في أهليَّتِها العلميَّة ظالِمٌ أو غيره، وأمَّا قرار الْحلِّ فلم يتعدَّ مَجلس الإدارة، ولا يتجاوز تَحْديد الإقامة الذي لم يَزِدْ رجالَها إلاَّ مَضاء وتَمسُّكًا بِحَقِّهم في الوفاء بحقِّ الرسالة، وحقِّ المعهد، وحقِّ الأُمَّة، وله من قوله تعالى: ﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأعراف: 181] الحظُّ الوافر، الذي لا يتوقَّف تَحْقيقه على قرارٍ أو قانون.

♦  ♦

فضيلتَكم، وما الذي تغيَّر بعد قرار الحلِّ؟ وهل تأثَّرَت الجبهة بعد هذا القرار؟
 الذي تغيَّر هو حِرْمان العلماء من مقرٍّ لِجَبهتهم، ومُصادرة حسابِهم الرَّسْمي الذي كان لدى البنوك، وحرمان العلماء من الأَنْشطة الاجتماعيَّة فقط، وكل ذلك على أهَمِّيته لا يُعدُّ شيئًا بِجوار سلامة المنهج، وبقاء الْمَعالِم واضحة جليَّة أمام الناظِرِين.

♦  ♦

 أحسن الله إليكم، تتعرَّض جبهة علماء الأزهر في الآونة الأخيرة لِمَوجة انتقادات حادَّة من جِهَات إعلاميَّة متفرِّقة، من أهمِّ هذه الانتقادات قولُ البعض: إنَّها لم تعُد مؤسَّسة رسْميَّة، وإنَّها تتحرَّك بشكل فردي مُخالف للمنهج الرَّسْمي الذي عليه الأزهر الآن، وإنَّها انْحَرفت عن المبادئ التي أُنشِئَت من أجْلِها، وبأنَّها اتَّسمَتْ بفكر ديني مُحافظ موغِل في تشدُّدِه وتطرُّفِه، يميل إلى ما أَسْموهم "الوهابيّين" و"السَّلفيّين" و"الإخوان"، بل تعدَّى الأمر للطَّعن في تاريخ الجبهة، واتِّهامات أُخْرى نَنْأى عن ذِكْرها...

فما هو ردُّكم على مثل هذه الاتِّهامات، وهل لها سببٌ فعلي؟ يقولون: لا يوجد دخان بدون نار؟
 ولا تُوجد رسالة بغير خصوم، ولا نَبِيٌّ بغير أعداء، وقد قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ﴾ [الأنعام: 123]، وقال: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ ﴾ [الأنعام: 112]، وكما تعلمون ((العلماء ورَثَة الأنبياء))، والوراثة ليست وراثة نُصوص فقط، لكنَّها وراثة في كلِّ مَعْلَم من معالِم الشَّرف.

♦  ♦

 فضيلتكم، اتَّسمَتْ بيانات الجبهة في الآونة الأخيرة بمواقِفَ صارمة شديدة اللَّهجة في قضايا حيويَّة، ربَّما قلَّ مَن تفاعل معها على الصَّعيد الإعلامي، وقد أثارَتْ هذه البياناتُ الرَّأيَ العامَّ فيما بين مُعارِض، بل ومستغرِب أحيانًا أن تكون هذه البيانات صادِرَة من علماء أزهريِّين، وما بين مُتَشبِّث بها، رافعٍ رايةَ الفخر والاعتزاز بالأزهر وعلمائه، فما تعليقكم على الصورتين المتضادتين؟

 خير ما نُعَلِّق به هو قول ربِّنا - جلَّ جلاله -: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾ [هود: 118 - 119]، ما دام أن علماء الجبهة قائمون بواجبهم نَحْو دينهم وأُمَّتِهم، فلَنْ تنقطع عنهم عداوة الكارهين لرسالتها ولرسالة الأزهر الحقيقيِّ، الذي هو الوريث الشَّرعي لِمَسجد عمرو بن العاص.

♦  ♦

 فضيلة أ. د يحيَى إسماعيل، منذ نشأة الأزهر، وثَباتِه على المذهب السُّنِّي على يد الأيُّوبيِّين، وحتَّى دخول الحملات الفرنسيَّة، وثورة القاهرة الأولى عام 1798م، والَّتِي اختارَتْ نقطة انطلاقها من الجامع الأزهر، وإلى وقت ليس ببعيد، وقد كان الأزهر يتعانق وأفكارَ الشباب وهُمومَهم وطموحاتِهم، فيرى الشبابُ في الأزهر القيادةَ والرِّيادة، بلا انفصال ولا ازدواجيَّة فكرية.

كيف ترون الأزهر اليوم وغدًا؟ هل يدعو الوضع إلى التَّفاؤل، خاصَّة في ظلِّ حركتَيِ العولمة والتشيُّع في العالَم العربي؟
 (وَفِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ يُفْتَقَدُ البَدْرُ)
الأزهر كمؤسَّسة من مؤسَّسات الدولة يُصيبه ما أصابَها، لكنَّه كممثِّل لرسالة فإنَّه باقٍ ببقاء الرِّسالة التي كان إلى الله وحْدَه أمْرُ حفظها وصيانتها، والبشريَّة كلُّها صائرة إلى هذا الدِّين الذي يُمثِّله الأزهر بعزِّ عزيز أو بذلِّ ذليل، عزٍّ يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلٍّ يذلُّ اللهُ به الكافرين.

♦  ♦

 أحسن الله إليكم، لا يَخْفى عليكم الأحداث الأخيرة في مصر، والَّتي أثارت ضجَّة ما بين استنكار وتقاعس، خاصَّة في قضية المُسْلِمات الجدد، وتسليمهن للكنيسة، ومِن بعدها تصريحات كنَسِيَّة غير متوقَّعة.

ما هي قراءة الجبهة للوضع الحالي بِمِصر على الصَّعيد الدولي والمَحلِّي؟ وهل هي مجرد سحابة صيف أو أنَّ الوضع أكثر تعقيدًا من ذلك؟
 نسأل الله تعالى العافية لأُمَّتنا ودولتنا، وأن يبصِّر ذوي الشأن بحقيقة ما يُراد لهم ولأُمَّتهم، ولعلَّه ليس بِخافٍ على ذَوي البصائر ارتباط تلك الجرائم بما يَحْدث في السُّودان والعراق والصُّومال، وليس لِمِثل تلك المؤامرات غيْرُ الاعتصام بالله وحده الذي قال مِن قبل: ﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [الحشر: 2]، فالله وحده هو الذي إليه فضيحة هؤلاء المُجْرمين وصبيانِهم، وهَتْك سرائرهم، وإلزامهم نتائج مواقفهم وما اختاروا.

♦  ♦
 فضيلتكم، كلمة أخيرة توجِّهونها إلى الشَّباب وكلِّ من يلتفُّ حول علماء الجبهة، وجزاكم الله عنَّا خيرًا.

 ﴿ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [آل عمران: 101]، فاحرصوا على عُلمائِكم، وارتبطوا بِهم، واجتمعوا عليهم؛ يَجْمع الله لكم عن قريب أمْرَكم، ويُؤتِكم أُجورَكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرسل تعليقا