بحث هذه المدونة الإلكترونية

جديد الفيديوز من موقع حكاية كاميليا

جديـــــــــــــد الفيديوز من موقع حكـــــــــــــــــــــــــــاية كـــــــاميليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

الخط الأحمر ورئيس الكنيسة !


د. حلمي محمد القاعود   |  22-12-2010 00:26  المصريون
لا أعرف عبد الناصر سلامة الصحفي بالأهرام ، ويبدو أنه من جيل شاب ، فقد كنت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي أعرف معظم محرري الجريدة وتخصصاتهم ، بحكم ما كان من صلتي بالجريدة وبعض كتابها ومحرريها ، ولكن عبد الناصر سلامة فاجأ الناس بجرأة يحمد عليها وكتب عن الجريمة التي ارتكبتها الميليشيات الطائفية المسلحة بالمولوتوف ، ودمرت في مبني محافظة الجيزة وحي العمرانية ، وقطعت الطريق العام ، واعتدت على جنرالات الداخلية وضباطها وجنودها ، وأوقعت بهم إصابات بالغة كادت تودي ببعضهم إلى الموت .

كتب عبد الناصر سلامة يقول إن هذا الأمر- يقصد العدوان الطائفي - لا يجوز ، ويجب إعمال القانون ، وكفى طبطبة وتدليلا للطائفة المدللة التي ضربت بالقانون والدستور عرض الحائط وجعلت من نفسها دولة داخل الدولة !

وما كاد مقال عبد الناصر يظهر ويطالعه الناس حتى قامت قيامة دولة الكنيسة ، وثارت ثائرة المتمردين الطائفيين ، وتعرض عبد الناصر والصحيفة والمسئولين عن الإدارة إلى حملة إرهابية مجرمة ؛ قادها المجرمون في الداخل والخارج ، مما اضطر الصحيفة إلى حذف المقال في طبعتها الإلكترونية ، والتبرؤ مما كتبه الرجل ، وظهرت مقالة بارزة في الصفحة الأولى يعتذر فيها رئيس التحرير عن جريمة - لم تحدث ـ ويرفع من قدر رئيس الكنيسة الذي أدانه القضاء ، ووجه له تهما واضحة محددة سأنقل بعضها بالنص بعد قليل .

ومن الغريب أن الأهرام تحرص على مشاعر شنودة ، دون أن تعبأ بمشاعر المسلمين وقادتهم وعلمائهم ، وهناك على سبيل المثال محررون أمنيون في الأهرام ؛ متخصصون في سبّ علماء الإسلام ، وهناك كتاب في الأهرام لا همّ لهم غير سبّ الإسلام نفسه وعده ظلاما ورجعية وتخلفا وأصولية وماضيا يجب حذفه من التاريخ . فهل كرامة الإسلام أرخص من كرامة شنودة وقادة التمرد الطائفي ؟

يتنادى كتاب الأهرام الحكوميون إلى حرية الفكر وحق التعبير ، فهل عبد الناصر سلامة من طائفة لا يحق لها أن تعبّر عن فكرها ، وأن تدافع عن الوطن ضد المجرمين الذين ترعاهم الكنيسة وتجنّدهم بالمولوتوف والسلاح الأبيض للعدوان على الناس والسلطة وتدفعهم إلى مخالفة القانون ؟ هل يتسق ذلك مع حرمان عبد الناصر سلامة من الكتابة ، وحذف مقاله في الوقت الذي يتاح فيه للمتمردين الذين يعملون على تقسيم البلاد ويسبّون رجال الدولة بمن فيهم الرئيس علنا ؛ في مواقعهم على الشبكة الضوئية والمظاهرات الخارجية والداخلية ، حق النشر والتعبير عن أفكارهم الإجرامية ، لدرجة أن بعضهم تجرأ وطالب بحذف القرآن الكريم والحديث الشريف والتاريخ الإسلامي من مناهج التعليم العام ؟ هل أصبحنا – نحن المسلمين – أقلية مستباحة في هذا الوطن ؟

إنني أربأ بمسئولي الأهرام أن يسقطوا في مستنقع الولاء للتمرد الطائفي الذي حول الطائفة إلى كيان مغاير ، واستقوى بالغرب الاستعماري الصليبي ، ويؤسس لقيام دولة مستقلة على أرض النيل السعيد مثلما يفعل المجرمون الخونة من متمردي جنوب السودان ، ومثلما فعل المجرمون الخونة في جنوب لبنان على عهد سعد حداد ومن خلفه ..

وسوف أنقل الآن بعضا مما جاء في حكم محكمة القيم التي حاكمت شنودة بعد أن عزله الرئيس الراحل أنور السادات ، ليرى المسئولون في الأهرام وغيرهم ، أن شنودة ليس خطا أحمر ، ولن يكون:

تشكلت المحكمة برئاسة السيد المستشار أحمد رفعت خفاجي نائب رئيس محكمة النقض وعضوية السادة المستشارين محمود طه زكى رئيس محكمة الاستئناف محمد طه سنجر المستشار بمحكمة النقض ماهر قلادة واصف المستشار بمحكمة استئناف بني سويف ، في القضية رقم 23 لسنة 11 قضائية قيم ، جلسة 3 يناير سنة 1982..

وجاء في الحكم : [حيث أن الأنبا شنودة بواسطة وكيله الأستاذ حنا ناروز المحامى أقام تظلما في القرار الجمهوري رقم 491 لسنة 1981 المشار إليه أمام هذه المحكمة عملا بنص الفقرة الخامسة من المادة 34 من قانون حماية القيم من العيب الصادر بالقانون رقم 95 لسنة 1980 والمعدل بالقانون رقم 154 لسنة 1981 ، طلب فيه إلغاء هذا القرار الجمهوري واعتباره كأن لم يكن .

أولاً : تعريض الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي للخطر :

فقد بدرت منه وقائع محددة تهدف إلى إحياء النعرة الطائفية التي تنادى بأن مصر دولة قبطية استعمرها المسلمون . ففي خلال شهر أغسطس سنة 1973 التقى في دير السريان بأسرة تحرير مجلة الكرازة التي يتولى رئاستها وطالبهم بأن يكون الهدف من إصدار الجريدة هو إحياء الكيان الطائفي واللغة القبطية وإثارة مشاكل الأقباط على صفحاتها بصراحة وجرأة . وفى خلال شهر يناير سنة 1975 أنشأ فصولا لتعليم اللغة القبطية بالأنبا رويس بالعباسية ، كما اصدر تعليماته إلى الكنائس بإنشاء مثل هذه الفصول وذلك بهدف إحياء النعرة القديمة بأن مصر قبطية وأن المسلمين دخلاء عليها . وفى خلال شهر سبتمبر سنة 1975 أصدر تعليمات للكنائس بعدم الاحتفال بعيد النيروز يوم 12 / 9 / 1975 وألقى كلمة في عظته الأسبوعية تضمنت أن الكنيسة حزينة جدا ولم يفسر سبب ذلك وعلى إثر ذلك رددت قيادات مدارس الأحد أن السبب في ذلك هو مرور الأقباط بمحنة نتيجة اضطهادهم من المسلمين بالإضافة إلى رفض رئيس الجمهورية مقابلة الأنبا شنودة أكثر من مرة . وبتاريخ 11 / 1 / 1977 التقى بقساوسة محافظة المنوفية وناشدهم بتوعية أبناء الطائفة بزيادة النسل وحث الشباب على الزواج ، انطلاقاً من أن مصر أساسا دولة قبطية استعمرها المسلمون مما ترتب عليه أن دين الدولة الرسمي أصبح الإسلام وأنه كان يجب النص في الدستور على الدينين الإسلامي والمسيحي معاً ، وناشدهم الاهتمام بالتبشير بالدين المسيحي والتحرك خارج الكنيسة بالاشتراك في المؤتمرات السياسية وزيارة المواقع الحكومية والجماهيرية لإثبات الوجود المسيحي كما ألقى محاضرة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بعنوان " إنجيل برنابا وتعارضه مع القرآن " استشهد فيه بآيات قرآنية وآراء بعض العلماء المسلمين للتدليل على تعارضه مع القرآن الكريم مما شجع باقي الكتاب المسيحيين على اتباع نهجه ، ومحاضرة أخرى بذات الكاتدرائية بعنوان التثليث والتوحيد تضمنت الاستشهاد ببعض الآيات القرآنية المحرفة والمبتورة للرد على النقد الذي يوجه إلى الديانة المسيحية .

ثانياً : الحض على كراهية النظام القائم :

ذلك أنه بتاريخ 1 / 8 / 1977 عقد المجمع المقدس اجتماعاً برئاسته وأصدر قرار بتقديم مذكرة لرئيس الجمهورية تتضمن رفض الطوائف المسيحية تطبيق الشريعة الإسلامية وقانون الردة وضرورة حل مشاكل الطائفة ، واقترح قيام أعضاء المجمع بمسيرة تضم أبناء الطائفة تتوجه إلى مقر رئيس الجمهورية والسفارات ووكالات الأنباء للتعبير عن استيائهم من اضطهاد المسلمين والمسئولين للمسيحيين إلا أنه أرجئ البت فيه انتظارا لنتائج مقابلة الرئيس لمندوبي المجمع المقدس في ذلك الوقت كما أنه استثمر حادث مقتل القس غبريال عبدالمتجلى كاهن كنيسة التوفيقية بالمنيا بتاريخ 3 / 9 / 1978 وذلك بإيعاز القمص أنطونيوس ثابت وكيل بطريركية الإسكندرية عمل المؤتمرات والمطالبة بمطالب الأقباط والتشكيك في حيدة الشرطة والنيابة لإثارة وتعبئة مشاعر أبناء الطائفة ومعاصرة ذلك لمباحثات كامب ديفيد بهدف الضغط على المسئولين لتلبية مطالب الأقباط وقام في خلال شهر أكتوبر سنة 1979 بإيفاد الأنبا تادرس أسقف بورسعيد إلى قبرص مع عدد من المطارنة بهدف تعبئة الرأي العام المسيحي الخارجي ضد السلطات والنظام في مصر ومناشدة تجمعات الأقباط والهيئات القبطية في الخارج للتدخل للضغط على المسئولين لمنع تطبيق الشريعة الإسلامية كما قام باستثمار حادث الاعتداء على ثلاثة من الطلبة المسيحيين بالمدينة الجامعية بالإسكندرية بتاريخ 18 / 3 / 1980 وأوعز للقمص أنطونيوس ثابت وكيل بطريركية الإسكندرية بعقد المؤتمرات مع الطلبة المسيحيين بهدف تعبئة مشاعرهم وإثارتهم ضد المسئولين ، كذا قيامه بدعوة المجمع المقدس للانعقاد وإصداره قرار بعدم الاحتفال بعيد القيامة وعدم تقبل التهاني من المسئولين ومعاصرة ذلك لزيارة رئيس الجمهورية الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية وحث تجمعات الأقباط في الخارج خاصة الهيئات القبطية باتخاذ مواقف معادية أثناء زيارة الرئيس وذلك بهدف الضغط على المسئولين لتلبية مطالب الأقباط ] .

أكتفي بما سبق ، وفي المقال القادم إن شاء الله تعالى نقدم للمسئولين بالأهرام ، وبعض من يتصورون أن شنودة خط أحمر ، مزيدا من الحيثيات التي تجعل شنودة ليس خطا أحمر ! والله المستعان !
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرسل تعليقا