لبيك إن الحمد لك ، والملك لا شريك لك، لبيك تلبية نفر بها من ضعفنا إلى قوتك، فأنت القوي المتين، لبيك نفر بها من ذلنا إلى عزتك فإنك أنت العزيز الحكيم، فلا عز إلا عزك، كما أنه لا إله غيرك، ولا رب سواك،.
لبيك ربنا وسعديك، والخير كله إليك، والشر ليس إليك، لبيك والبشرية كلها صائرة إليك كلها عن قريب بعز عزيز أو بذل ذليل، عز تعز به أهل طاعتك، وذل تذل به أهل معصيتك .
لبيك وأنت أكرم من سئل، لبيك وأنت خير من أعطى، لبيك في تلك الساعات التي هي أحب الساعات إليك، لبيك تقبل عن الحجيج حجهم، واستجب يا رب منا ومنهم الدعاء لدينك، ولعبادك المستضعفين، هؤلاء الذين أضاعهم اللئام ، خذلهم الأقوام ، وخدعهم الأبناء والخلان ، خذلوهم ثم خانوهم، وغرهم الغرور بمعسول القول وزوره ،غرهم حتى سلبهم عن عقولهم وسرق أحلامهم ، وتلعب بمشاعرهم وأشواقهم بعد أن أفسد قلوبهم .
لبيك يا ربنا وفرارا إليك من كل مغرور لم يحسب أن في الدنيا ذلا، لبيك ربنا وفرارا إليك من كل ظلوم غشوم خدعه حمقه حتى لم يعد يحسب أن في السماء قصاصا وعدلا، لبيك ربنا فرارا إليك من كل مستخف طائش غرته بطانته، وأفسدته عن الحق حاشيته.
لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
لبيك تلبية موصولة بتكبيرك وحمدك ، تكبيرا وحمدا تتجاوب معه الآفاق،( يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار) ،تكبيرا وتلبية تصدر عن قلوب بك قوية، وعليك متوكلة، وفيك مجتمعة، وإليك سائرة، لك راغبة ومنك وحدك طالبة ، قلوب هي على ملة أبيها إبراهيم ، إبراهيم الذي لم يكن و(ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين) وتلك هي وطنية العقيدة الصادقة، الوطنية التي يأتي بها الخير لتلك الإنسانية العانية ، ويسترد الإنسان إنسانيته وينطلق بأشواقه وآماله فيعانق بها على رغم السياسات الجائرة إخوانه في الله يعانقهم بقلبه الذي هو أشرف أعضائه على رغم الأقفاص الجائرة التي أقامته فيها وطنيات الأعراق، والتراب، والقوميات ، والألوان، وتلك هي أشرف الوطنيات، وطنية العقيدة التي أرسى دعائمها محمد صلى الله عليه وسلم وقال " أيها الناس كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى" وذلك هو النسب الحقيقي والنسبة الصادقة إلى إبراهيم عليه السلام ، إبراهيم الذي جعل الله شعائر تلك الأيام كلها لتوثيق العهد به ، والتأكيد عليه، فقال صلى الله عليه وسلم " أيها الناس قفوا على مشاعر أبيكم إبراهيم" قالها صلى الله عليه وسلم في الحجيج، ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن الأضاحي قال" سنة أبيكم إبراهيم" لذلك قضى الله جل جلاله أن ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين)
الله ولي المؤمنين يتولاهم بولايته الخاصة ،فيخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه، ويهديهم إلى صراط مستقيم ، والمؤمنون هم حزبه الذين ينتمون إليه، ويستظلون برايته، ويتولونه ولا يتولون أحدا غيره، فكانوا على ذلك أسرة واحدة، وأمة واحدة، من وراء الأجيال ،والقرون، ومن وراء المكان والأوطان، ومن وراء القوميات والأجناس، ومن وراء الأرومات والبيوتات وذلك لأنهم خلعوا عن أنفسهم كل رداء غير رداء الإسلام ، رداء الإسلام الذي هو( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون)
والبشرية إما أن تعيش كما - يريدها الإسلام – أناسي تتجمع على زاد الروح، وسمة القلب، وعلامة الشعور، فلا تسمع إلا لربها، ولا تطيع إلا لنبيها، نبيها الذي أخرجها الله به من الظلمات إلى النور، وإما أن تظل في أسوار الحدود الجائرة على إنسانيتهم، الجائرة على كرامتهم يعيشون كما يراد لهم قطعانا خلف سياج الحدود الأرضية، أو حدود الجنس واللون، وكلها – كما جاء في الظلال- حدود تقام للماشية في المرعى كي لا يختلط قطيع بقطيع .
فليكن الشر والشيطان من هذا اليوم هما هدف سهام المسلم،لا يفتنه عن ذلك شهوة، ولا حمية،ولا زينة الحياة الدنيا،فإن الشر لا يدفع بالخطابة وكثرة الدعاء عليه فحسب،ولكنه يدفع بالرمي لكل فاسد ومفسد، وبالجهاد الدائم لمعالمه ومطاردة أسبابه ،وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل حين يرمي، كان يشتد فيه حتى يظهر بياض إبطه المبارك ، وما كانت سنة الأضحية إلا للتذكير بحق الله في شعيرة الجهاد الذي به تعز الأمة وتنهض من كبواتها، تلك الكبوات التي تجمعت عليها حتى أنهكتها، وصارت ملعبة لمؤتمرات السلام الكاذبة، وملهاة لمواثيق الدول المتكبرة ، وغدت في مستنقع الفتن التي استدرجهم إليها عدو الله وعدوها يقتل بعضها بعضا، ويستبيح بعضهم حقوق بعض، وذلك لخبل ضمائرهم، وجفاف مشاعرهم ، وطغيان الأهواء على الوازع الذي يمسكها من جذورها على معنى الحق الذي لا يزال يصدح فيها ويصرخ عليها بلسان نبيها صلى الله عليه وسلم " إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم في بلدكم هذا " فإذا بتلك الأموال المملينة يتسابق في بعثرتها السفها ء في غير ما خلقت له، وأمتهم جوعى ،وشبابهم عاطل ، وأعراضهم على قوارع الطريق بغير مأوى، وديارهم تتقطع ، والشهرة التي يسعون لها وينفقون في سبيلها غير مأمونة ولا مضمونة، فهل هؤلاء وهم على هذا الحال لا يزالون من أمته صلى الله عليه وسلم؟ ( إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون)
فإلى الذين علموا ثم عملوا أعلنوها على الزمان مدوية أ ن الحمد والنعمة لربنا لا لغيره ، واعلموا أن أحب الأعمال إلى الله تعالى في غدكم الذي هو يوم الأضحى العج والثج - العج إعلان التكبير بقوة ، والثج إراقة الدم حمدا لله وشكرا، وكل عام وأنتم بخير .
صدر عن جبهة علماء الزهر 9 من ذي الحجة 1431هـ 15 فبراير 2010م
لبيك وأنت أكرم من سئل، لبيك وأنت خير من أعطى، لبيك في تلك الساعات التي هي أحب الساعات إليك، لبيك تقبل عن الحجيج حجهم، واستجب يا رب منا ومنهم الدعاء لدينك، ولعبادك المستضعفين، هؤلاء الذين أضاعهم اللئام ، خذلهم الأقوام ، وخدعهم الأبناء والخلان ، خذلوهم ثم خانوهم، وغرهم الغرور بمعسول القول وزوره ،غرهم حتى سلبهم عن عقولهم وسرق أحلامهم ، وتلعب بمشاعرهم وأشواقهم بعد أن أفسد قلوبهم .
لبيك يا ربنا وفرارا إليك من كل مغرور لم يحسب أن في الدنيا ذلا، لبيك ربنا وفرارا إليك من كل ظلوم غشوم خدعه حمقه حتى لم يعد يحسب أن في السماء قصاصا وعدلا، لبيك ربنا فرارا إليك من كل مستخف طائش غرته بطانته، وأفسدته عن الحق حاشيته.
لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
لبيك تلبية موصولة بتكبيرك وحمدك ، تكبيرا وحمدا تتجاوب معه الآفاق،( يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار) ،تكبيرا وتلبية تصدر عن قلوب بك قوية، وعليك متوكلة، وفيك مجتمعة، وإليك سائرة، لك راغبة ومنك وحدك طالبة ، قلوب هي على ملة أبيها إبراهيم ، إبراهيم الذي لم يكن و(ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين) وتلك هي وطنية العقيدة الصادقة، الوطنية التي يأتي بها الخير لتلك الإنسانية العانية ، ويسترد الإنسان إنسانيته وينطلق بأشواقه وآماله فيعانق بها على رغم السياسات الجائرة إخوانه في الله يعانقهم بقلبه الذي هو أشرف أعضائه على رغم الأقفاص الجائرة التي أقامته فيها وطنيات الأعراق، والتراب، والقوميات ، والألوان، وتلك هي أشرف الوطنيات، وطنية العقيدة التي أرسى دعائمها محمد صلى الله عليه وسلم وقال " أيها الناس كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى" وذلك هو النسب الحقيقي والنسبة الصادقة إلى إبراهيم عليه السلام ، إبراهيم الذي جعل الله شعائر تلك الأيام كلها لتوثيق العهد به ، والتأكيد عليه، فقال صلى الله عليه وسلم " أيها الناس قفوا على مشاعر أبيكم إبراهيم" قالها صلى الله عليه وسلم في الحجيج، ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن الأضاحي قال" سنة أبيكم إبراهيم" لذلك قضى الله جل جلاله أن ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين)
الله ولي المؤمنين يتولاهم بولايته الخاصة ،فيخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه، ويهديهم إلى صراط مستقيم ، والمؤمنون هم حزبه الذين ينتمون إليه، ويستظلون برايته، ويتولونه ولا يتولون أحدا غيره، فكانوا على ذلك أسرة واحدة، وأمة واحدة، من وراء الأجيال ،والقرون، ومن وراء المكان والأوطان، ومن وراء القوميات والأجناس، ومن وراء الأرومات والبيوتات وذلك لأنهم خلعوا عن أنفسهم كل رداء غير رداء الإسلام ، رداء الإسلام الذي هو( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون)
والبشرية إما أن تعيش كما - يريدها الإسلام – أناسي تتجمع على زاد الروح، وسمة القلب، وعلامة الشعور، فلا تسمع إلا لربها، ولا تطيع إلا لنبيها، نبيها الذي أخرجها الله به من الظلمات إلى النور، وإما أن تظل في أسوار الحدود الجائرة على إنسانيتهم، الجائرة على كرامتهم يعيشون كما يراد لهم قطعانا خلف سياج الحدود الأرضية، أو حدود الجنس واللون، وكلها – كما جاء في الظلال- حدود تقام للماشية في المرعى كي لا يختلط قطيع بقطيع .
فليكن الشر والشيطان من هذا اليوم هما هدف سهام المسلم،لا يفتنه عن ذلك شهوة، ولا حمية،ولا زينة الحياة الدنيا،فإن الشر لا يدفع بالخطابة وكثرة الدعاء عليه فحسب،ولكنه يدفع بالرمي لكل فاسد ومفسد، وبالجهاد الدائم لمعالمه ومطاردة أسبابه ،وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل حين يرمي، كان يشتد فيه حتى يظهر بياض إبطه المبارك ، وما كانت سنة الأضحية إلا للتذكير بحق الله في شعيرة الجهاد الذي به تعز الأمة وتنهض من كبواتها، تلك الكبوات التي تجمعت عليها حتى أنهكتها، وصارت ملعبة لمؤتمرات السلام الكاذبة، وملهاة لمواثيق الدول المتكبرة ، وغدت في مستنقع الفتن التي استدرجهم إليها عدو الله وعدوها يقتل بعضها بعضا، ويستبيح بعضهم حقوق بعض، وذلك لخبل ضمائرهم، وجفاف مشاعرهم ، وطغيان الأهواء على الوازع الذي يمسكها من جذورها على معنى الحق الذي لا يزال يصدح فيها ويصرخ عليها بلسان نبيها صلى الله عليه وسلم " إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم في بلدكم هذا " فإذا بتلك الأموال المملينة يتسابق في بعثرتها السفها ء في غير ما خلقت له، وأمتهم جوعى ،وشبابهم عاطل ، وأعراضهم على قوارع الطريق بغير مأوى، وديارهم تتقطع ، والشهرة التي يسعون لها وينفقون في سبيلها غير مأمونة ولا مضمونة، فهل هؤلاء وهم على هذا الحال لا يزالون من أمته صلى الله عليه وسلم؟ ( إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون)
فإلى الذين علموا ثم عملوا أعلنوها على الزمان مدوية أ ن الحمد والنعمة لربنا لا لغيره ، واعلموا أن أحب الأعمال إلى الله تعالى في غدكم الذي هو يوم الأضحى العج والثج - العج إعلان التكبير بقوة ، والثج إراقة الدم حمدا لله وشكرا، وكل عام وأنتم بخير .
صدر عن جبهة علماء الزهر 9 من ذي الحجة 1431هـ 15 فبراير 2010م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أرسل تعليقا