بحث هذه المدونة الإلكترونية

جديد الفيديوز من موقع حكاية كاميليا

جديـــــــــــــد الفيديوز من موقع حكـــــــــــــــــــــــــــاية كـــــــاميليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

لا تراهنوا على الوقت فلن تُنسى كاميليا كما نُسيت وفاء


الألوكة//
أختنا "كاميليا شحاتة زاخر" لا تزال عند النصارى يحاولون أن يردُّوها عن دينها، وأنَّى لهم ذلك مع امرأة باعت الدنيا كلَّها، وأقبلتْ على الله - عز وجل - تريد رضاه في الدنيا والآخرة، ولكن الآخرة عندها أغلى من الدنيا؛ لذا فهي باعتْ نفسَها لله، وما كان الله ليَخْذل أحدًا باعَ نفسَه له.

لا تزال أختنا أسيرة في سجون النصارى، والبابا شنودة ومَن معه وكثيرون آخرون يراهنون على الوقت؛ كي تموت القضيَّة وتُنْسى كاميليا، كما نُسيتْ من قبلُ "وفاء"، وهكذا نكون قد فرَّطْنا في أختٍ لنا استنجدتْ بنا، فلم ينجدْها أحدٌ، وهكذا يكون النصارى هم اللاعب الرئيس في تلك البلاد، لا يستطيع أحدٌ أن يقِفَ أمامهم، وتكون كلمتهم سيفًا على رقاب الجميع.

إنَّ الذين يراهنون على الوقت ليسوا بأذكياء، ولا يقدِّرون الأمور حقَّ قَدْرها، فالوضع الآن والظروف الحالية ليستْ هي نفسها التي كانتْ عندما اخْتُطفتْ وفاء قسطنطين، لقد تغيَّرت الأحوال تمامًا، فلا الحالة السياسية آنذاك هي ذاتها اليوم، ولا الوَعْي الإسْلامي آنذاك هو نفسه اليوم، ولا الشباب المسلم آنذاك هو نفسه اليوم، أمور كثيرة تغيَّرت وتبدَّلتْ، لكن النصارى لا يزالون لا يريدون أن يفهموا ذلك.

يوم أن اختُطِفتْ وفاء قسطنطين، وسُلِّمَتْ إلى رجال الكنيسة؛ ليضعوها في أحد الأديرة، دون حسيب ولا رقيب، ودون أن تكونَ هناك حكومة مُلْزَمة بحماية مواطنيها، لم يكنْ شباب الإسلام قد وصلوا إلى المرحلة التي وصلوا إليها الآن من إدراك المخاطر والمؤامرات التي تُدَبِّرها الكنيسة؛ لإعادة مصر مرة أخرى إلى النصرانية، ففي خلال السنوات الست الماضية منذ أن اختُطفتْ وفاء قسطنطين حتى اليوم، عمل الكُتَّابُ والباحثون الإسلاميون على نفْض الغُبار وكَشْف السِّتار عن جماعةِ الأُمَّة القبْطيَّة التي كان "نظير جيد روفائيل" - البابا شنودة حاليًّا - أحد أهمِّ أعضائها، وبيَّنوا للناس أفكار تلك الجماعة الكَنَسية المتطرِّفة التي تسعى إلى إقامة دولة قبطيَّة على أرض مصر.

لم يكن الشبابُ يعرف شيئًا عن هذه المؤامرات القَذِرة، ولم يكنْ يعرف شيئًا عن هذه الأفكار العَفِنة التي تروِّجها الكنيسة، والتي تربِّي عليها أطفال النصارى؛ حتى يشبَّ الفتى من هؤلاء مُشبعًا بأفكار كَنَسيَّة فاسدة، يظنُّ أنَّ مصر هي للنصارى فقط، وأن المسلمين غُزاة محتلُّون، يجب أن يعودوا إلى ديارهم في الجزيرة العربيَّة، وفى هذا الوقت الذي كان النصارى فيه يُسمِّمون أفكار الأجيال القادمة داخل الكنيسة، كان المسلمون يتحدَّثون عن الأخوَّة والمواطنة، والتسامح والوحدة الوطنية، وكان الكثيرون يضفون على كلِّ هذا خطابًا شرعيًّا، وأنَّ مَن آذى ذِمِّيًّا فالنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خصيمه يوم القيامة، فكان النصارى منطقة محذورة لا يُسْمح لشباب الإسلام الاقْتِراب منها، خاصة ذلك الشباب السلفي الذي يتَّبع شيوخ الدعوة السلفيَّة!

لكن اليوم بِتْنَا نعرف الحقيقة، وصِرْنا ندركُ ما يُحاك لنا في الظلام، وصِرْنا نربط الأمور ببعضها، ونخرج منها باستنتاجات خطيرة، وأدركنا أنَّ الأمرَ جد خطير، وتوالتِ الأحداث وكَشَّر النصارى عن أنيابهم، وارتفعتْ أصواتُهم، وباتوا يُهَدِّدون الدولة، كل هذا والمسلمون ساكتون، والشباب لا يفعل شيئًا، إلا أنَّه يردُّ الحجة الواهية بالحجة القويَّة، والبرهان الضعيف بآخر قوي، والدليل الزائف بآخر صحيح.

يوم أن اختُطفتْ وفاء قسطنطين لَم يكنْ هناك إعلام حقيقي، لم يكنْ هناك سوى إعلام الدولة الرسمي المحظور من التعرُّض لمثل هذه الأمور، بالإضافة إلى بعض صحف الأحزاب والصحف المستقلة، وهذه لم تكنْ ذات مصداقيَّة يومًا من الأيام، أمَّا الأحزاب، فهي أحزاب صوريَّة لا ننتظر منها ولا من صحفها خيرًا، وأمَّا الصحف المستقلة، فهي تابعة لمموِّلِيها وكلهم من العَلمانيين، وأنَّى لعَلماني أن يُغْضِبَ الكنيسة، ويدافع عن أُخت لنا أسلمتْ وجْهَها لله؟! وبالنسبة للفضائيَّات وشبكة الإنترنت، فهي لم تكنْ منتشرة يومئذٍ كما الحال الآن.

لكن اليوم تغيَّرت الظروف، فصارتْ شبكة الإنترنت آلة إعلاميَّة قويَّة مؤثِّرة، لا يستطيع أحدٌ تجاهُلَها، وهى الوسيلة التي نعوِّل عليها كثيرًا في ظلِّ الظروف الراهنة، وصارت هي الجهة الأولى التي يتَّجِه الناس إليها؛ بحثًا عن الأخبار، وهذه الوسيلة لا سُلطة لجهة عليها؛ لذا فقد أحسن الشباب استغلالها لنُصرة أختنا كاميليا شحاتة - فكَّ الله أسْرَها - أمَّا الفضائيَّات والصحف، فقد بَقِيَتْ أسيرة حسابات ومصالح حزبية وفِئَويَّة ضيِّقة.

يوم أن اختُطِفتْ وفاء كان ممنوعًا على الشباب المسلم الخروجُ في مظاهرات، أمَّا الشباب السلفي فكان يرى حُرْمة المظاهرات، وكان علماء الدعوة السلفيَّة ينهون عنها، أما اليوم فقد خرجتِ المظاهرات، وخرجَ الشباب السلفي يُعْلِن عن نفسه وعن غضبه، وقام شيوخ الدعوة السلفية بمباركة هذه المظاهرات والدعوة إليها، وهو تغيُّر كبير كان له أثرٌ ملموس، فبارَك الله فيهم!

هذا فقط جزءٌ يسير مما تغيَّر على مدار السنوات الستِّ منذ أن اختُطفتْ وفاء قسطنطين وحتى اليوم، وعندما تَمَّ اختطاف كاميليا شحاتة بدأت الآلة الإعلاميَّة في متابعة الأحداث أولاً بأوَّل، فكان المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير خيرَ جِهة نعرف منها أصحَّ وآخرَ الأخبار، ونتيجة لِمَا زرعه الكُتَّاب والباحثون من توعية بخطر الفكر الكَنَسي ومؤامراته، فقد أدْرَك بعضُ المسلمين خطورة الأمر، وبدأت الدعوات لنصرة الأخت المسلمة بأيِّ وسيلة، وخرجتْ أُولَى المظاهرات والتي على الرغم من قِلَّة المشاركين فيها، إلا أنَّها كانتْ بُشرى خير، وبداية تحرُّك لآلاف من المسلمين توالتْ مظاهراتُهم في القاهرة والإسكندرية، فأوَّل الغَيث قطرٌ، ثم يَنْهمر.

لقد مرَّ أكثر مِن ثلاثة أشهر على اختِطاف الأُخت المسلمة كاميليا شحاتة، ولا يزال المسلمون يخرجون في المظاهرات، ولا تزال الدعوات مُستمرة بضرورة إطلاق سراح كاميليا شحاتة، مرَّ أكثر من ثلاثة أشهر ولم ننسَ كاميليا، ولن ننساها بإذن الله حتى وإنْ مرَّ ثلاثة عقود.

إنَّ استمرار خُرُوج المظاهرات واستمرار فعاليات نُصرة الأخت كاميليا شحاتة، والدعوات المطالبة بفَكِّ أسْرِها - هي رسالة واضِحة إلى البابا شنودة، وكل مَن معه، وأنَّ الظروف قد تغيَّرتْ، وأنَّ اليوم ليس كالأمس، وأنَّ غدًا ليس كاليوم، فلنْ تُنْسى كاميليا كما نُسِيتْ مِن قبلُ وفاء، لن نَنْسى كاميليا؛ لأنَّ كاميليا هي عِرْض المسلمين، لن ننساها؛ لأنَّ نسيانَها خِيانةٌ لله ورسوله والمؤمنين، لن ننساها؛ لأن نسيانَها تضييع للأمانة التي حُمِّلْنَاها، وسيسألنا ربُّنا - عز وجل - عنها يوم الدِّين، لن ننساها؛ لأننا أُمِرْنَا أن نحرِّرَ الأسرى حتى لو أنفقنا كلَّ ما بأيدينا من أجْل ذلك، فما بالكم لو كانت الأسيرة امرأة؟!

فلا تراهنوا على الوقت، واعلموا أنَّه كلما طالَ أسْرُ كاميليا في سجونكم ومعتقلاتكم، كَسَرْنا تلك الأصنام التي عَمِلْتُم على تشْييدها؛ كي يعبدَها الناس، بالأمس ما كان أحدٌ يجرؤ على الكلام عن شنودة، واليوم تُداس صورتُه بالأحذية في المظاهَرات، أوليس هذا ثمنًا باهظًا يدفعونه لاستمرار حبس أختنا؟!

وإني أهيب بإخواني ألا يتراجعوا عن مَواقفهم، وأن تستمرَّ المظاهرات المناصِرة لأختنا، وأنْ تستمرَّ الفعاليات والدعوات المطالِبة بفَكِّ أسْرِها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرسل تعليقا